التقديم للبحث:
إن
تفرُّق المسلمين أعطى الكفار يسر التحكم في رقابهم، وسهولة التحرك في بلادهم،
وحرية الهجوم على أقدس مقدساتهم، واستحلال بيضتهم، واستعمار أراضيهم، واستغلال
ثرواتهم.... إلخ. ولا يمكن أن يزول الحيف والظلم والتحكم.... ويزول الاستعمار
بأنواعه - إلا بعودة المسلمين إلى ربهم تعالى، والتمسك بنبيهم صلى الله عليه وآله
وسلم، والاهتداء بهديه، والانضواء تحت مظلة شرعه، وعدم الخروج عن منهجه وسنته،
ومعاملته صلى الله عليه وآله وسلم كما كان أصحابه رضي الله تعالى عنهم يعاملونه
به، لأنه لا يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
إن حوادث
الإساءة المتكررة لمقام جناب النبي الكريم كشفت عوار المسلمين، وبينت لهم تقصيرهم
في حق نبيهم الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وأوضحت لهم خطأهم في تعاملهم معه،
كما بينت لهم مدى العجز الذي هم فيه، والظلم الذي كانوا واقعين فيه، وأبانت لهم
مدى بعدهم عن الجادة، لكنها كشفت عن المعادن الحقيقية، وبذرة الإيمان في النفوس،
وصرة المحبة للنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، لذا صرنا نسمع عن أناس كانوا
بعيدين عن الركب صاروا يصرخون في السرب، ورُبَّ ضارة نافعة، ولا تكرهوا الفتن
فإنها حصاد المنافقين.
إن منزلة
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لن تتأثر، ومقامه صلى الله عليه وآله وسلم لن
يتزلزل، وقدره العظيم عند ربه عز وجل لن يتزعزع. لكن الله تعالى يبعث كل حين من
ينبه المسلمين على قصورهم وتقصيرهم وسوء فعالهم.
أسأل
الله تعالى أن يوفق المسلمين إلى الرجوع إلى دينهم، والتمسك بحبل ربهم جل شأنه،
والتعلق بأذيال نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، والتخلق بأخلاقه، والتفاني في
خدمته، والدفاع عنه، ونشر سنته وسيرته، واتباع هديه، إنه قادر كريم.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول