هيا بنا نؤمن ساعة

ما أحوجنا إلى اليقين بالله.! عجباً لأمرنا.. وما الذي يضعفنا عن اليقين ويحيّرنا.؟! وبين أيدينا قول الله تعالى في الحديث القدسيّ: « أنا عند ظنّ عبدي بي.. فليظنّ عبدي بي ما شاء»..

ولمَاذا لا تهدأ نفوسنا وبين أيدينا قول الله تعالى: « وما كان الله ليضيع إيمانكم إنّ الله بالناس لرؤوف رحيم»..

ولمَاذا لا نطمئنّ، ويقوى يقيننا بالله..؟! وقد أنزل الله تعالى على نبيّنا عليه السلام صلّى الله عليه وسلّم سورة الأنبياء، وهي تحمل قصّةً تلو الأخرى، تثبت عناية الله تعالى بعباده المؤمنين: كيف نادى أيوب عليه السلام ربّه فاستجاب له.. وكيف نادى زكريا عليه السلام ربّه..

وكيف نادى ذو النون عليه السلام ربّه في الظلمات فاستجاب الله له.. وكلّهم لاقوا الجواب نفسه من ربّهم: « فاستجبنا له »..

ولمَاذا لا ترتاح أفئدتنا، وقد أمرنا، وفرض علينا ربّنا أن ندعوه، ووعدنا بالإجابة: « ادعوني أستجب لكم»..

ولمَاذا نثقل على أنفسنا، ولا نوكّل أمرنا إلى الله، وقد قال الله تعالى: {... وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ...} [الطلاق:3]..

وكيف نخاف أو نحزن، وقد قصّ الله علينا قصّة أمّ موسى عليه السلام، التي رمت فلذة كبدها في اليمّ.. وأوكلت قضيتها للوكيل الوليّ سبحانه.. فردّه الله تعالى إليها بأحسن حال، إكراماً لها، وتصديقاً لوعده الحقّ، والله لا يخلف المِيعاد: {فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [القصص:13].

وكيف نخاف أو نحزن.؟! ونحن نعلم أنّ أقدار الله تعالى ماضية بعباده، لا يقف في وجهها شيء: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:49]..

وفي الحديث الصحيح: «... وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ».

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين