هدية العام الجديد: انظُر إلى حُسنكَ وجمالِك

مولانا " جلال الدين الرومي" المتوفى في القرن السابع الهجري، يروي قصة رمزية يقول فيها:

(زار رجل سيدنا يوسف، فسأله سيدنا يوسف: أي هدية جلبتها لنا أيها الصديق؟ ، فقال: يا من تغار الشمس من جماله، أي شيء أهديه لك أجمل من مرآة تشاهد فيها حسنك وجمالك).

ما أجملها هدية، وما أجمله من إنسان، ذلك الذي نرى من خلاله أجمل ما فينا، فنحن جميعا تأسرنا الكلمة الجميلة واللفتة الحانية.

وما ننتظره نحن من الغير، ينتظره الغير منا، ينتظرون منا كلمات نحيي بها نفوسا، ونقيم بها على الحب والوداد صروحاً.

وصاحب الهدية والمُهدَى إليه يدورون في فلك علاقة إنسانية راقية، تكتمل بفهم كنز من كنوز حكمة "ابن عطاء الله السكندري":

(ما مدحك من مدحك، ولكن مدح الذي منحك).

فصاحب الهدية والمُهدَى إليه يدورون في فلك الحب والعرفان، لله خالق الأكوان، الذي تفضل على من اصطفاه من خلقه، ليفيض عليهم ببعض من صفاته.

وعلى قدر إنسانية الإنسان، تنفرج زاوية رؤيته، وتتسع عباءة محبته، وينخرط في عالم يرى فيه جميع الناس إخوته:

نحن جئنا

الفضاءُ قُبَتٌنا

والناسُ أسرتُنا

لا لون لنا

لأننا عَدَدْنَا جميع القوم إخوتنا

نحن جئنا

للننزل كالغيث على كل مكان

ولنُدْخِل الشمسَ إلى كل بيت

ولتكون خدودنا كالتربة تحت أقدام الناس

إننا جئنا لكي نُحِب ونُحَب

"جلال الدين الرومي"

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين