نظرة في كتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين

 

بقلم الدكتور: محمد رجب البيومي
روع العالم الإسلامي بوفاة الداعية الكبير الأستاذ أبي الحسن الندوي، وأفرد هذا المقال للحديث عن كتابه الشهير: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين.
فما أذكر أن كتاباً ملك علي مشاعري واستثار الأعماق الدفينة من و جداني كهذا الكتاب فقد كنت أقرأ مبهور الأنفاس مضطرم المشاعر وكنت أقطع القراءة لحظات لأصعّد آهة مكظومة أو أجفف دمعة حائرة في الجفن إذ أن الكاتب الكبير، وكان حينئذ في صدر شبابه، قد ملك من الأسلوب المنطقي المؤيد بالحجج ما دلّ على رسوخ كبير في موضوعه وهو موضوع العالم جميعه قديماً وحديثاً، شرقاً وغرباً، لأن الشمول المحيط بتاريخ العالم قبل الإسلام وبعده قد فتح أمامي صفحات واسعة أرى فيها تسلسل التاريخ المطرد من مصبه إلى منبعه، و كيف كان الإسلام ضوءاً مشعاً غمر العالم كله بنوره بعد أن كان يموج في ظلمات دامسة ما لها من انقشاع، هذا في عهد ازدهاره، أما في عهد انحطاط المسلمين، والانحطاط لفظ اختاره الكاتب ليعبِّر عن المأساة الأليمة الموجعة التي يحملها في نفسه من جراء تأخر المسلمين، وقد أزعجني هذا اللفظ على صحة معناه وموافقته للواقع الملموس فكنت أوثر أن يخفف من وقع مدلوله فيكون عنوان الكتاب ماذا خسر العالم بانحدار المسلمين، أو بتأخرهم، وأخال الرجل العظيم كان صريحاً في إيضاح الحقائق المؤلمة من تأثيرها باستبدال لفظ مكان لفظ، أقول أما في عهد الانحدار وتوثب أوربا لقيادة العالم، فقد أزاح الكاتب عنا معشر المسلمين ما نشعر به من مركب النقص إزاء أوربا لأن أبواقها في الشرق والغرب قد جعلت مدنيتها المثل الأعلى للتقدم البشري، وأهاب الذيول لدينا نبأ أن نخضع لتأثيرها الكلي  في كل اتجاهات الحياة، ولا يعنون مجاراة أوربا في النهوض الصناعي والاكتشاف العلمي في شتى فروعه المختلفة، فهذا ما نريده، ولا نراه وقفاً على أوروبا وحدها، فإنها كما نعلم وكما أشار الكاتب قد اقتبست عناصر نهضتها  من مدينة الشرق.
ونقلت عنه آدابه وعلومه حين كانت تغوص في بحر الظلمات، ثم نام العرب بخاصة والشرق بعامة عن واجبهم العلمي حين أفاقت أوروبا من سكرتها، فسبقت سبقها الظافر مادياً لا معنوياً لأن السبق المعنوي الظافر لم يتح لأمة في الشرق والغرب غير أمة الإسلام لأن السبق المعنوي الظافر لم يتح لأمة في الشرق والغرب غير أمة الإسلام التي جعلت الأحمر والأبيض والأسود سواء في شريعة الله ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بتقوى الله، هذا المستوى الحضاري الرائد لم تبلغه أوروبا الهاجمة إلا بدباباتها وطائراتها وقذائفها النارية وغازاتها السامة، على شعوب الضعفاء في أفريقيا السوداء وآسيا الجريحة لتنهب ما في ثرواتها من ركاز وما تضمه أراضيها من كنوز دون أن ترقى بهذه الشعوب المسكينة، لأنها تؤمن بالطبقات الفاصلة بين قارة وقارة، وأمة وأمة، أما المسلمون فينظرون إلى مآسي الدول الغاشمة المتجبرة ويرددون في أسف قول القائل: ملكنا فكان العفو منا سجية      فلما ملكتم سال بالدم أبطح
وقد كدت أتهم نفسي في شدة إعجابي بهذا الكتاب المبدع، ولولا أن الإعجاز وقف على كتاب الله وحده، لقلت إنه الكتاب المعجز، ولكني رأيت كبار الكتاب المنصفين يقولون ما أقوله، وفي طليعتهم أستاذي الكير الدكتور محمد يوسف موسى الذي قال في مقدمة الطبعة الثانية من هذا الكتاب: أشهد لقد قرأت هذا الكتاب حين ظهرت طبعته الأولى في أقل من يوم، وأغرمت به غراماً شديداً حتى لقد كتبت في آخر نسختي وقد فرغت منه إن قراءة هذا الكتاب فرض على كل مسلم يعمل لإعادة مجد الإسلام، وكل هذا قبل أن أعرف المؤلف الفاضل فلما سعدت بمعرفته والحديث معه مرات عديدة عرفت أن مرد هذا كله فوق ما فيه من ثمرات التوفر على البحث ونشدان الحق إلى معرفة الكاتب بالإسلام معرفة حقه، وأخذ نفسه في حياته به، والإخلاص في الدعوة الصحيحة له، وأزيد على قول الدكتور محمد يوسف موسى فأقول: إن التوفيق لم يرجع إلى معرفة الكاتب بالإسلام معرفة حقه فقط، بل يرجع مع ذلك إلى معرفة بالبلاء الثقيل الذي عم العالم بمجافاته الإسلام، والذي مكَّن الغرب أن يتحكم بقوته الباطشة في الشعوب، وفي أثناء الازدهار الباهر الذي غشي العيون متأثرة بمدنية الغرب كان المؤلف الشاب يلمح الدودة الكامنة في جذع الشجرة، والسوس السارب في ساقها وفروعها رغم ما يلوح من اخضرارها الزائف، وقد عملت هذه المهلكات المبيدة عملها في الشجرة الممتدة حتى ارتمت على الأرض طريحة حين قامت الحرب العالمية الثانية فأكلت أوروبا أول ما أكلت والله لا يهدي القوم الظالمين.
بدأ المؤلف حديثه بالكارثة العظمى التي حلت بالعالم حين انحدار المسلمون، إذ لو قدَّر العالم جمعيه هول هذه الكارثة لاتخذ اليوم الذي وقعت فيه يوم رثاء وحداد، ولكن الحادث وقع تدريجياً فلم يفطن به إلا بعد أن تفاقم الهول، لأن المسلمين لم يكونوا في دولتهم المزدهرة كغيرهم من الأمم المتسلطة بل كانوا العافية لجسم الإنسان، فهم روح الجسم البشري وحملة رسالة الأنبياء ولتأكيد هذه الحقيقة بدا المؤلف الكبير يتحدث عن العالم قبل الإسلام، فلم يقتصر على ما كان في دولتي الفرس والروم والجزيرة العربية كما تعلمنا في كتب التاريخ، ولكنه امتد بنظرته إلى العالم جميعه...
وإلى الطوائف الدينية من يهود ومسيحيين وهندوس وبوذيين حتى انتهى إلى قوله إنه لم تكن على ظهر الأرض أمة صالحة المزاج، ولا مجتمع يقوم على الفضيلة، ولا دين صحيح يتصل بالسماء دون انحراف... وكان الخلاص من هذا البلاء على يد الإسلام... إذ كانت دعوته عالمية وإن نشأت في محيط الجزيرة العربية، كان خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  لنفس البشرية أياّ كان موقعها، وكانت أمته العربية لانحطاطها أحق الأمم بأن تواجه الإصلاح العظيم...
وهي على ما اكتنفها من شرور أصلح الأمم للقيادة الجديدة لأن شرورها أهون من شرور غيرها، وإن كان المثل يقول: ليس في الشر خيار، لقد كانت الديانات قبل الإسلام سطحية تافهة يسجد فيها الإنسان لصنم يصنعه، ولكن الإسلام جاء المعجزة الكبرى وهي الإيمان هذا الإيمان الذي علم المسلمين وخز الضمير ومحاسبة النفس، وعدم الخضوع لكائن بشري مهما كان ملكه لأن الله فوق كل شيء، وبذلك نقلهم الإيمان من الأنانية إلى العبودية الخاصة بخالق الكون وحده، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد حول خامات الجاهلية إلى عجائب الإنسانية حتى لقد انطبق عليهم قول الله تعالى:[أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] {الأنعام:122}. ومن عجائب هذه الإنسانية عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان يرعى الإبل لأبيه الخطاب غافلاً عما حوله، فإذا به بعد الإسلام يلقي الدروس الخلقية على أمم التكبر والاستعلاء من فرس وروم، وخالد رضي الله عنه يصبح سيفاً من سيوف الله تعالى يقهر أعظم القواد في فارس والروح معاً أبو عبيدة وسعد وعمرو بن العاص وغيرهم كثير كثير، يقول المؤلف: (لقد صنع النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء كتلة لم يشاهد التاريخ البشري أفضل منها، وهم كالحلقة المفرغة لا يدري أين طرفاها، وسر نجاحها مهم أنهم لم يكونوا قادة وحكاماً بغير أصول خلقية رد تتبع من القرآن، ولم يكونوا خدمة  جنس وشعب يسعون لرفاهيته وحده كمستعمري الغرب، وقد علموا أن الإنسان جسم وروح، وعقل وقلب وعواطف، وجوارح ولابد أن تنمو هذه القوى على نحو مناسب لا يطغى فيه الجسد على الروح، ولا العقل على القلب، وقد كان من أثر الإسلام أنه أصلح المسيحية نفسها على يد من درسوا حقائق الإسلام، إذ رفض بعض النصارى عقيدة التثليث، ونشزوا عن الاعتراف الكهني، ودعوا إلى احترام المرأة تشبهاً بالإسلام ولكن زمام القيادة الإسلامية بعد عهد الخلافة الراشدة لم يسر في طريقه الطبيعي، إذ كان من المؤسف أن يتولى قيادة المسلمين رجال لم يحملوا عناصر القيادة الصحيحة، وتتابع الأمر...
ولكن اشراقات مضيئة ظهرت على يد عماد زنكي ونور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي ممن قاوموا الصليبيين وقد افتقد الإسلام أمثال هؤلاء القواد في محنته الحاضرة التي أصابته على أيدي الصليبيين الجدد في منتصف القرن التاسع عشر وما يليه).
وقد خصص المؤلف فصلاً هاماً ليقارن فيه بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية الحديثة، فقال: (إن الحضارة الغربية لها جذور أصيلة من حضارة الإغريق والرومان والمادية هي سمتها الأولى، إذ أن الكسب والابتزاز والاستعمار هو هدفها الأول، وجاءت الشيوعية لتؤكد هذا النظر المادي، كما تغلغل هذا النظر لدى الطبيعيين من أشياع داروين الذين ينظرون إلى الكون على أنه تفاعلات متصلة ولا علة فيه سوى سنن الطبيعة، أما الله تعالى فغائب غير موجود، وبذلك ضاعت مبادئ الأخلاق واستراح القوم من وخز الضمير، وزاد البلاء بظهور القومية التي جعلت كل دولة تعتقد أنها أفضل الدول، وللأسف سرت هذه العدوى إلى الأقطار الإسلامية، عدوى التعصب للقومية متجاهلة روح الدعوة الإسلامية التي أخت بين المسلمين، وكان من نتائج هذه النعرات القومية في الغرب أن أصبحت أوربا معسكراً واحداً ضد الشرق كله، وقد ساعد الكشف العلمي الواثب إلى انتحار أوربا، لأن المخترعات الحديثة لم تتجه الوجهة الأخلاقية، بل اتجهت إلى التدمير والاستئصال..).
 وقد قدم أبو الحسن الندوي رحمه الله تعالى إحصاءاً دقيقاً يقرر أن جميع الغزوات والحروب في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتت على 1018 نفساً منهم 259 مسلماً، أما المصابون في حرب سنة 1914، فقد بلغ عددهم 21 مليون نسمة والمصابون في حرب سنة 1939م قد بلغ عددهم 50 مليون ولم  تأت هذه الأهوال إلا بسبب المخترعات المبيدة من آلات جهنمية تقشعر منها الأبدان، لقد فقدت أوربا الدين ففقدت التعادل بين القوة والأخلاق، والتوازن بين العلم والدين، فلم تزل القوة والعلم في ارتفاع والدين والأخلاق في انحطاط لأن البذرة العلمية التي ألقيت في تربة أوروبا في نهضتها لم تأت عليها قرون حتى نبتت منها دوحة خبيئة ثمارها حلوة، ولكنها سامة، أزهارها جميلة لكنها شائكة، فروعها مخضرة ولكنها تنفث غازاً ساماً، لا يرى ولكنه يسهم البشر، ولا صلاح لأوربا إلا باجتثاث هذه الشجرة من أصلها.
لقد تجدد رجاء الإسلام بظهور العثمانيين على مسرح الأحداث وفتحهم القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية، وتفرد الشعب التركي تحت حكم العثمانيين بالحماسة والطموح وتحلى بروح الجهاد، وسلم من الأدواء الاجتماعية، ولو تقدم الأتراك في فنون العلم لسبقوا أوربا جميعها في قيادة العالم، ولكن أوربا هي التي تيقظت من سباتها، ولم تضع الوقت الذي أضاعه المسلمون، ومع أخطاء الدولة العثمانية فقد كانت حصناً منيعاً للإسلام وأخفقت كل محاولات اليهود معها لتكون فلسطين أرضاً يهودية، ولولا دسائس الغرب ما قام العداء بين تركيا والعرب على الوجه المعروف مما أدى إلى بعثرة الشمل الإسلامي.
عاد النظام الجاهل بعد سيطرة أوربا، فأحدث دويه الإلحادي في الأمم العربية، وسرت شكوك الملحدين إلى العقائد الدينية، وأصبحت الدنيا سوقاً للبيع والشراء فحسب، وتضخمت معدة الحرص في الإنسان، حتى أصبحت لا تشبع وتدهورت الأخلاق إلى حد المجاهرة بالانحلال والبغاء، وأصبح الذهن العربي واقعاً تحت نفوذ العقل الأوربي بماديته الغليظة، وطرحت في أوربا كل تعاليم المسيح، ينتقل الوباء إلى الشرق فينادي المخدوعون بنبذ تعاليم الإسلام لأنها مدعاة التأخر!! وبانسحاب المسلمين من معركة الكفاح أخذت أوبا تعلن وصايتها عليهم، حتى صاروا لا يملكون من أمرهم شيئاً، والذين يحكمون البلاد سياسياً لا يبالون بغير النفع الخاص، وسبيله في رأيهم السير في التيار الأوربي تابعين غير متبوعين.
والعلاج لهذه الأنواء العاتية هو البعد عن أخلاق أوربا إلى أخلاق الإسلام، فالعالم في حاجة إلى هذا الدين السمح لينقذه من جاهليته الثانية، كما أنقذ الإسلام أمم العالم من جاهليتها الأولى عند ظهوره، وسبيل ذلك أولاً الاستعداد الروحي لتلقي المدد الأوفر من الثقة بالله، ثم العمل على التقدم العلمي في مضمار التصنيع والاكتشاف وتفهم روح الإسلام التي غطتها أغشية المستشرقين وأذنابهم حين دعوا إلى فصل الدين عن السياسة، وهتفوا بأن قوانين المجتمع لا تخضع لقواعد الدين، وبلغ الحد المضحك بأصحاب هذه النزعات أن يقولوا إن الحضارة الأوربية هي آخر ما وصل إليه العقل البشر من تمدين، ولابد من احتذائها شبراً فشبر دون انحراف، ومتى تسمم الجو بهذه الأوبئة الضالة فلابد من تنظيم العالم الإسلامي تنظيماً جديداً يتفق وروح الشريعة، ومنهج القرآن، ولابد من الاستعداد الروحي والصناعي والحربي حتى يتقدم الشرق من جديد.
والعالم العربي له أهميته الكبرى في زعامة الإسلام، واضطلاعه برسالة الإصلاح، فهو إلى جانب ثروته ومناخه وعروبته، ومقدساته، ينظر إليه المسلمون نظرة رفيعة فهو مهد الإسلام، ومشرق نوره، و له تاريخه المجيد في الحضارة والدولة العربية كلها من حسنات محمد صلى الله عليه وسلم ولن يتقدم هذا العالم إلا بما تقدمت به الدعوة في أول عهدها بالإيمان، وبالتضحية وبالفروسية التي تعود الشباب على الخشونة ومحاربة أدوات الإعلام الهابطة، وأهما الصحافة الماجنة، لقد أكرم الله العرب قديماً بقيادة الحاكم وعليهم أن يعرفوا أن رسالتهم دائمة باقية فهبوا لأخذ الوسائل الحاسمة في الانتصار الحاسم، كي يقودوا العالم من جديد.
هذه خلاصة مركزة لصفحات الكتاب، وقد خلت من النبض الحار الذي تتوهج به سطوره هذا الكتاب، إذ لا سبيل إلى إشعار هذا الوهج في صفحات رسالتها التلخيص، واعترف أني خالفت عادتي في التعليق على آراء الكاتب الذي أتعرض لمؤلفه لأن الكتاب منار هداية قد استثرت به ولا يعلق الإنسان على قول إلا إذا رآه مخالفاً لاتجاهه، والمؤلف القدير رائد كبير في تحديد الاتجاه القويم، فليتنا نعمل على نقل أفكاره إلى دنيا العمل فنبلغ ما أراد لنا من سعادة وارتقاء.
يقول الدكتور شكري فيصل في حديثه الممتع عن هذا الكتاب: (شيء آخر يمتاز به المؤلف ويرتفع به إلى مصاف كبار المفكرين المسلمين، وذلك هو نظرته الشاملة العالية إلى تطور الحياة الإنسانية، فإن الأبواب الخمسة التي كسر عليها الكتاب لتدل على هذا الأفق العالي الذي يجتذب التاريخ الإسلامي والتاريخ العام، ويركزه فيه، فمن خلال صفحات الكتاب تستطيع أن تصفي تاريخ الدولة الإسلامية والدول الأوروبية من حيث الحياة الاجتماعية والدينية على السواء، كما تلم بالخطوط العريضة للحركات الدينية، وبتلاقيها وتوازيها واقتراب بعضها من بعض، وبالاتجاهات، وما كان من انحدارها وارتفاعها ومن إشراقها وأفولها.
وقد تعددت طبعات الكتاب حتى بلغت بضع عشرة طبعة عربية ونفذت الطبعة الثالثة المترجمة للإنجليزية والطبعة السادسة المترجمة للألمانية، والطبعة الثامنة المترجمة للفارسية وغير هذه اللغات مما لم أقف عليه، و معنى ذلك أن صيحة الأستاذ المؤلف صادفت آذاناً واعية وقلوباً ظامئة فأثمرت ثمرها البهيج.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر: مجلة ثقافة الهند 2001 العدد 208


 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين