نحو منهجية موحدة لتفسير القرآن

 

 

التعريف بالبحث: 

 

انطلقت القافلة على حُداء الوحي تثقل خطاها في طريقها الطويل، المليء بالأشواك والصعاب، مسترشدة بالهدي الإلهي، ومستمدة قوتها من كلمات الله التي تحيي موات القلوب وتبعث الحياة والأمل في النفوس.

 

ولم يمض على هذه الأمة كبير وقت حتى غدت على الجادة ملتزمة بالتي هي أقوم في كل شؤون حياتها، فمكَّن الله تعالى لها في الأرض، وآتاها من الأسباب ما جعلها أمَّة شاهدة على الناس، تحمل الخير، وتشيع الهدى، وتفتح القلوب المقفلة، وتضع عن الناس الآصار والأغلال، وسارت بدعوة الله مشرقة ومغربة، فطوي لها المكان والمكان، فأصبحت في أقل من مائة عام تشرق شمسها على الصين شرقاً وعلى جنوب فرنسا غرباً.

 

غير أن الأمة لم تبقَ في هذا الخط الصاعد دائماً وأبداً، فقد وقعت في مسيرتها أخطاء، وتعرَّضت من أعدائها لحروب ونكبات، مما أفقدها توازنها، وجعل حياتها بين مد وجزر، فمرة تنهض وأخرى تتعثر، واستمرَّ الأمر على هذا فترة طويلة من الزمان.

 

ثم جاء الاستعمار الغربي، فأناخ بثقله على صدر هذه الأمة، وأخذ يعمل في تقطيع أوصالها، وتبديد ثرواتها، وتغيير قيمها، وتوجيهها بعيداً عن عقيدتها وتاريخها، فطرح لها بديلاً عن الإسلام، وأوهمها أن تقدمها ونهضتها مرهونان بقيمه وتقاليده، وأنشأ لذلك المدارس والجامعات، وأخرج مجموعة من النخب التي ربَّاها على عينه، وأشربها من مَعين ثقافته، فجعلها حاكمة على الناس تسير في إطار ما خُطط لها، بعيدة عن الإسلام وقيمه، مما جعل الانتماء إلى الإسلام موضع نظر، ومثال جدل.. 

 

وهكذا نشأت المذاهب والأفكار المغايرة للإسلام وأصبحت الأمة أشبه بالطائرة المخطوفة، يتحكم بها خاطفوها ويسيرون بها في الاتجاه الذي يرغبون، غير عابئين بوجهة الركاب الأصلية، وغير مبالين بما يصيبهم من أهوال وأخطار.

 

وإذ وصل الأمر إلى ما وصل إليه من هذا التردي والانحطاط، فكيف يمكن لهذه الأمة أن تنهض من جديد؟ وما هي الطريق التي ينبغي أن تسلكها؟ وما هي الخطوات التي لابدَّ منها للإقلاع نحو الهدف المنشود؟ هذا ما يحاول الكاتب الإسهام في الإجابة عليه في الصفحات القادمة بإذن الله.

للاطلاع على البحث هـــنا