نبذة مختصرة عن حياة الشهيد الشيخ أبوعبدالملك

 

       

 

محمود علي طيبة ـ أبو علي - أبوعبدالملك الشرعي.

 

 من مواليد مدينة اللاذقية (1982)

 

نشأ -تقبله الله- في بيئة محافظة لوالدين عهد عليهم الالتزام، كان من صغره محباً للدين لدرجة بدئه بالصوم من عمر 4 سنوات.

 

كان تقبله الله صادق الرؤيا، إذ كانت سبيلاً في ثباته والتزامه عند كل فتور، وكأن الله تعالى لم يرض له الانحراف.

 

كان من أسباب التزامه أنه رأى ذات ليلة أهوال يوم القيامة والنار، فزادته حرصاً وثباتاً على دينه، وتتالت عليه الكرامات ليرى النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بشكل شبه يومي فكان يراجع نفسه عند أي انقطاع في الرؤيا فيكرم والدته ويتذلل لإخوانه ويستسمحهم على الدوام.

رأى إسرافيل ويعقوب عليه السلام وبعض الأنبياء، ورأى ملك الموت مرات .. !!

ولملك الموت قصة ..

رآه داخلاً المنزل ذات يوم فسلم ملك الموت عليه فرد السلام ... فسأله أبو عبدالملك عن سبب الزيارة فقال له: (أنا مو جايه لعندك أنا جايه لعند أبوك...).

فقام في الليل باكياً يحضن والده ويطلب منه المسارعة في الصلاة فأخبره بالمنام وفعلاً بعد حوالي شهرين أو أكثر توفي والده رحمه الله.

 

كان ذكيا فطنا أوتي قوة في الحفظ وحسن تنظيم وإدارة، ففي الثانوية كان يعتمد في كل فصل دراسي أخ ثقة يقوم ويرعى المشروع الدعوي.

انتهى من الثانوية العامة الفرع العلمي عام 2002 ودخل فرع الأدب العربي في جامعة تشرين التي لم يرتادها لشدة الفساد المنتشر فيها، فلم تكن تمر فترة أو معسكر جامعي إلا واخوانه يأتون بالملتزمين الجدد وذلك فضل الله.

 

أنشئ صندوقاً للدعوة يجمع فيه الشباب ما يتوفر من مال ليشتري مسجلا فيقوم بمحو الغناء وتسجيل المحاضرات وتوزيعها؛ إضافة للمطويات والكتيبات، متحملاً في سبيل ذلك كافة الضغوط والتبعات مما اضطره للنوم خارج المنزل مفترشاً الأرض وملتحفاً السماء.

 

قدم أوراقه للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في بداية 2003 لينتقل إليها، ويبدأ رحلته في التأصيل العلمي.

 

 في هذا العام نفر اثنين من إخوانه للعراق فكانوا النواة في تشكيل جماعة التوحيد والجهاد في مدينة الفلوجة؛ وكان عازماً النية في اللحاق بإخوانه ولكن ما رآه من إفراغ الساحات بشكل غير مدروس والنفير للعراق جعله يتمهل قليلاً ويحافظ على الكوادر الدعوية في البلد.

 

وفي أحد الإجازات لبلده، تم اعتقاله في نيسان من العام 2004 من قبل فرع الأمن العسكري ومداهمة بيته ومصادرة جهاز الحاسوب والكتب.

 

مرض في السجن مرضاً شديداً سبَّب له سوء امتصاص، ومع ذلك لم يكن يوما إلا مبتسماً محتسباً لا يهتز كالجبل.

 

زاره أخوه في أحد جلسات المحكمة فكان يضحك كعادته فقال له يبدو إن الجلسة تأجلت كالعادة فقال لا بل حكموني 7 سنوات! فصعق ... !! فقال هون عليك الحمد لله غيري حكموهم 10 وما فوق.

 

خرج من السجن قبل أسبوع من خروج المظاهرات في مدينة اللاذقية تقريباً في 20-3-2011.

 

 والتحق بركب الثورة عند خروج أول مظاهرة من جامع خالد بن الوليد يوم الجمعة في 25-3-2011 وبقي في المدينة حتى تاريخ 18 رمضان من عام 2011 أي بعد 3 أيام من اجتياح منطقة الرمل الجنوبي في اللاذقية .

 

دخل مخيم يايلاداغي التركي واستلم الأمور الدينية والدعوية في مسجده ولم تكن قد تأسست كتائب أحرار الشام بعد. قام بإعطاء الدروس الشرعية في المناطق المحررة يحض الناس على الجهاد في سبيل الله و الثبات على دينه .

 

انضم لكتائب أحرار الشام منذ بداية تشكيلها وأوكلت إليه الإمور الشرعية في الكتائب ثم في الحركة حتى اصطفاه الله مع إخوته بتاريخ 9-9-2014 ..

 

قال عنه صاحبه الشيخ محمد الأمين : 

 

"كان طالبا في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. أمضى فترة من عمره في سجن صيدنايا، بعد خروج اثنين من أشقائه للقتال في العراق إبان الغزو الأمريكي (استشهدا في العراق)، واستشهد شقيقه الثالث في سوريا خلال الاشتباكات مع قوات الأسد

 

كان شديد الذكاء، عميق الفهم، طيب المعشر، متواضعا على سعة علمه. وهو عالم متمكن كثير المطالعة، وقد كانت القراءة آخذة بلبه فلا تكاد تراه إلا وهو يغوص في بحار العلم ليستخرج ﻵلئه وكنوزه.

 

كان يتابعني في موقع علمي اسمه "ملتقى أهل الحديث"، وبعد خروجه من السجن في أول الثورة، اتصل بي وطلب مني المساعدة في الفتاوى الشرعية. والحق يقال أني لم ألق رجلا أكثر مشورة منه. فقد كان يستشير المشايخ والمفكرين من بلدان مختلفة، و"من شاور الرجال فقد شاركها عقولها" كما يقول علي رضي الله عنه.

 

بالرغم من نشأته الجهادية، فدراسته في المدينة المنورة قد جعلته مطلعا جدا على السلفية العلمية ومتأثرا بها وبغيرها. وكانت له فتاوى تخالف السلفية الجهادية، وكان يستشيرني بها ويستكتمني أن لا أتحدث بها. والحق يقال أنه في أمور الأحكام الفقهية لم ألق أفقه من أبي عبد الملك، وأما في أمور الفكر الإسلامي فلا أقدم على أبي يزن (في مرحلته الأخيرة).

 

الشيخ محمود، أعجوبة في المحافظة على وقته، لم أر له نظيرا في هذا العصر وربما قرنته مع النووي وابن عقيل وابن الجوزي في نهمه للقراءة ودقته في استغلال الوقت.

 

 طبت حيا وميتا يا شيخ محمود طيبا".