من روائع البيان في سور القرآن (185)

الحكم التشريعي الخامس عشر : زواج الوثنيات واهل الكتاب

﴿ وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221)﴾ [البقرة: 221]

السؤال الأول:

ماذا تفيد اللام في قوله تعالى في الآية ﴿ وَلَأَمَةٞ  ﴿ وَلَعَبۡدٞ ؟

الجواب:

قد تدخل اللام على المبتدأ وتسمى لام الابتداء وهي تفيد التوكيد كما في هذه الآية.

السؤال الثاني:

قوله تعالى في الآية: ﴿ ءَايَٰتِهِۦ وفي آيات أخرى يقول: ﴿ ٱلۡأٓيَٰتِ [البقرة:118] فما الفرق ؟

الجواب:

كلمة (الآيات) عامة من حيث اللغة ، وأمّا (آياته) فخاصة حيث الإضافة إلى ضمير الله سبحانه وتعالى فيها تشريف وتعظيم.

لمزيد من التفصيل انظر الجواب في السؤال الرابع في آية البقرة 187 .

السؤال الثالث:

ما دلالات هذه الآية  ؟

الجواب:

تحدثت سورة البقرة في اثنتين وعشرين آية ابتداء من هذه الآية وحتى الآية ( 243 ) عن بعض أحكام الزواج والمعاشرة والإيلاء والطلاق والعِدّة والنفقة والرضاعة وغير ذلك من شؤون الأسرة ، وبدأ الحديث عن موضوع الزواج .

كان المسلمون مختلطين مع المشركين الوثنيين آنذاك في المدينة ، ولربما رغب أحد المسلمين بالزواج منهم أو العكس ، فنزلت هذه الآية لتبين الحكم .

3 ـ النكاح في الأصل هو الوطء ، ثمّ غلب على عقد النكاح .

4 ـ هذه الآية تحرم زواج المسلم من الوثنية ومن في حكمها ، كالبوذية  والسيخية وعابدة البقر، ونحو ذلك ممن لا يؤمنون برسالة سماوية ، ولا يؤمنون بالله واليوم الآخر .

هناك فرق بين الوثنية وأهل الكتاب ، وكلاهما يُوصف بالشرك والكفر .

6 ـ خصصت آية المائدة في إباحة الزواج من نساء أهل الكتاب ، بقوله تعالى : ﴿وَٱلۡمُحۡصَنَٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ [المائدة:5] .

7 ـ قوله تعالى في الآية : ﴿ وَلَا تَنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤۡمِنَّۚ   بفتح التَّاء هنا، وبضمها في قوله: ﴿وَلَا تُنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤۡمِنُواْۚ   [البقرة: 221]   لأنّ الأول من ( نَكَحَ ) وهو يتعدَّى إلى مفعولٍ واحدٍ، والثاني من ( أنْكَحَ ) وهو يتعدَّى إلى اثنين، الأول في الآية ( المشركين )، والثاني محذوفٌ وهو ( المؤمنات )، أي لا تنكحوا المشركين النساء المؤمنات حتى يؤمنوا.

8 ـ بشكل عام يحرم على المسلمة أن تتزوج المشرك ، ويحرم على المسلم أن يتزوج مشركة ، وأباح له الزواج  بنساء أهل الكتاب .

9 ـ  قوله تعالى ﴿أُوْلَٰٓئِكَ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ٢٢١   فالله يدعو عباده إلى الدين الحق المؤدي بهم إلى مغفرة الذنوب وإلى الجنة . والله أعلم .

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين