من ذكرياتي مع حبيبنا الشهيد الشيخ محمد منير حداد رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين 

لقد طلب مني الأخ الحبيب الغالي الشيخ مجد مكي حفظه الله ورعاه وبارك الله به وبعلمه ووفائه لأحبابه الأحياء والأموات ، أن أكتب شيئا من ذكرياتي مع حبيبنا الشهيد الشيخ محمد منير حداد رحمه الله تعالى 

لقد عرفت الشيخ منيرا رحمه الله تعالى من الأيام الأولى التي أكرمني الله بها في دخولي دار نهضة العلوم الشرعية ( الكلتاوية ) وأنا من أبناء الدفعة الثالثة وهي الدفعة الأولى التي درست ست سنوات

عرفته خطيبا مفوها جريئا 

وفي السنة الأول في المدرسة وفي عام 1967 م لما كتب في جريدة أو مجلة حكومية أظن اسمها جيش الشعب وقد كتب فيها ( الله والأديان دمى محنطة في متاحف التاريخ )

وخطب الشيخ منير خطبة عصماء أذكر أنه ابتدأها بحمد الله والصلاة على رسول الله

ثم قال : الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام. الحمد لله الذي أعزالإسلام في هذه الأيام. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله انصرنا بأحد العمرين وأنا أقول : اللهم انصرنا بسيد النبهان ، أجيبوني فيما أقول ؟. وكان هناك هتافات في المسجد من بعض المصلين ، وأضربت البلد وأغلقت الأسواق أبوابها فكان المرحوم الشيخ منير رجل صدق جريئا في الحق بعيدا عن الباطل .

درَّسنا مادة الأصول كتاب غاية الوصول في علم الأصول

ومادة شبهات وردود يملي علينا ردودا على الفكر المتطرف المتشدد من أدعياء التسلف . 

ولقد كنا متجاورين في المدينة المنورة لسنوات عدة نتزاور وأشهد لله أن من أبرز صفاته أن المادة والفلوس لا قيمة لها عنده.

في أحد الأيام كنت واقفا معه أمام عمارته فقال لي : رخص الليرة السورية أضرّ بنا كنا نأتي بشيء من الليرات من سوريا (وكانت عنده روضة للأطفال في حلب) ودخله منها جيد

والآن الليرة سورية لا تساوي شيئا

يعني في حينها كنا نحن المتعاقدين نفرح لرخص الليرة لنحول لسوريا الليرات السورية وشيخنا الشهيد كان يأتي بالليرات ليحولها الى ريالات ليكمل مصاريفه ونفقاته

وأما الصفة الثانية فكان مجلسه محفوظا من الغيبة لا يجامل ولا يداري أحدا ، يسكت من تكلم غيبة على الفور وهذا أمر ظاهر وجلي في مجلسه .

وإذا تكلم عن السيد النبهان تكلم تكلم الواله المحب والمريد الصادق.

ومما حدثني في بيته العامر في المدينة المنورة

على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم

قال :كنت مع سيدنا النبهان في بيت الشيخ محمد الهاشمي بدمشق

ودخل وقت صلاة الظهر

وأقيمت الصلاة فقدم الشيخ محمد الهاشمي شيخنا النبهان ليكون إماما، وبعد الصلاة التفت لأخذ التسبيحات، ثم سأل سيِّدُنا النبهان سيّدَنا الهاشمي سؤالا في المحبة فتكلم الشيخ في المحبة ولمدة عشر دقائق ثم سكت .

ثم أخذ الحديث سيدنا النبهان في التحدث عن المحبة إلى أن نظر في ساعته فقال: بقي للعصر عشر دقائق قوموا لصلاة سنة الظهر البعدية.

فقال الشيخ الهاشمي رضي الله عنه : ما حصلناه بثلاثين سنة تجاوزه الشيخ النبهاني بنصف ساعة .

وهذا مسجل عند ولد الشيخ محمود المهاوش العراقي عند ولده الشيخ ماهر .

وأخيرًا ودعنا حبيبنا الراحل في البقيع جوار الحبيب صلى الله عليه وسلم، صلينا عليه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ووري وزوجته الحاجة رشيدة ابنة سيدنا النبهان وولدهما محمد في جنة البقيع رحمهم الله جميعا وجمعنا بهم في مستقر رحمته .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .