هيأ الله تعالى لي بفضله وكرمه فرصة البحث والدراسة في الدعوة الإسلامية؛ لأن الدعوة إلى الله أمرها عظيم وشأنها كبير ، وهي وظيفة الأنبياء والمرسلين .
ولقد كنت في أوقات متفاوتة ، أقف الوقفات الطويلة، أمام سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكيف كان منهجه في تعليم أصحابه ويستعمل كل أسلوب ممكن ليكونوا دعاة خير للإنسانية. ونظراً لشدة حاجة البشرية اليوم إلى الدعوة الإسلامية لما اصاب الإنسانية من زيغ وضلال ، وبُعد عن الحق ، ولمَّا أصبحت الماديات والشهوات هي المسيطرة وعجزت الحضارة المادية إلى ببهارجها الزائفة عن حل مشكلات الإنسانية فأصيبت الحياة والبشرية بالخلل والفوضى فأصبحت الحياة على شفا جرف هار لا ينقذها منه إلا العودة للإسلام وبالقدر الذي تكون فيه البشرية بحاجة إلى دعوة الإسلام فالدعوة بحاجة إلى دعاة مخلصين يترسمون خط السلف الصالح من دعاة الإسلام.
وإن أول ما يجب على الدعاة عمله: معرفة الضعف والضياع الذي أصاب الناس، وبعد تقويم أنفسهم يدعون غيرهم فقمت بالجهد المتواضع لمعرفة منهجية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في إعداد الدعاة من الصحابة بالوسائل والأساليب والأسباب التي نجحت بموجبها الدعوة الإسلامية حتى بلغت الآفاق على يدي الرسول وأصحابه والتابعين، وهي الأسباب التي لابد أن نأخذ بها ، وقد حرصت في دراستي هذه على اتباع الدراسة المقارنة بين عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأساليب الحديثة في عصرنا الحاضر.
جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول