مقاصد الشريعة الإسلامية

فعلم المقاصد من أهم علوم هذه الشريعة الغراء التي لا يستغني عنها مسلمٌ بحالٍ، فهي تزيد من الإيمان بالله وترسخ العقيدة الإسلامية في القلب، وتكون عند المسلم  القناعة الكافية في دينه وشريعته، فيسعى جاهداً للالتزام بأحكامها، ويحذر من مخالفتها ، كما أنها تعطي المسلم مناعةً كافيةً ضد الغزو الفكري والعقدي والتيارات المستوردة، والمبادئ البراقة والدعوات الهدامة التي تسعى لإخفاء محاسن الشريعة، وتشويه معالمها، والافتراء عليها.

ومعرفة المقاصد مهمةٌ للمكلف ليجعل قصده من الأعمال موافقاً لقصد الشارع الحكيم فتكون مقاصده تابعةً لمقاصد الشارع ومحكومةً بها، فلا يحاول التهرب منها، ولا التحايل عليها.

كما أن على الدعاة إلى الله أن يكشفوا للناس عن المقاصد والأهداف باستمرار ليرغبوهم في الشريعة ويشوقوهم إلى تكاليفها، لأن الطبيعة البشرية تحب ما ينفعها وتميل قلوبها إلى ما وضح طريقه وظهرت منفعته.

كما أن المقاصد مهمةٌ للمجتهد والفقيه والمفتي ، فهي تساعدهم في فهم نصوص الشريعة وتفسيرها ومعرفة دلالالتها، وفي الترجيح بين الأدلة المتعارضة والتوفيق بينها، وفي الوصول إلى الحكم الشرعي للمسائل المستجدة ، ولها دورٌ مهمٌ في توجيه الفتوى بما يحقق المقاصد الثابتة مع مراعاة المرونة في الفتوى لتتغير بتغير ظروف وملابسات المستفتي والواقعة محل الفتوى....

تحميل الملف