معالم الريادة في التأسيس لمنهج ضبط النصوص وتحقيقها عند المسلمين

ضبط النصوص وتحقيقها فنّ برع فيه المسلمون، وأسسوا مبادئه، وأحكموا أبحاثه، وسبروا أغواره، ولهم فيه اليد الطولى، ومرجع ذلك كله هو أنّهم حملة رسالة، مكلفون بتبليغها كما جاءت، وتلك حاجة ألجأتهم إلى ابتكار مباحث هذا العلم ومناهجه، ليتخذوا منه وسيلة لحفظ دينهم أوّلا، ثمّ استثمروه –بعد ذلك- في نقل تراثهم، وفي هذا البحث المختصر بيان بعض مظاهر ذلك الضبط والتحقيق أهمّ مظاهر في نقل المسلمين لنصوصهم، في أوّل أمرهم مشيرا إلى ما آل إليه أمره إلى عهد ابن الصّلاح، ليتبيّن جليّا صدق دعوى سبق علماء المسلمين إلى المنهج القويم في تحقيق النصوص المنقولة بين أجيالهم وضبطها ... هذا المنهج الذي قامت دعاوى المستشرقين على سبق الغربيين إليه ظلما وبهتانا.

تحميل الملف