مشروعية الفرح والاحتفاء بولادة خاتم الأنبياء

مع إطلالة شهر ربيع الأول من كل عام تعم الفرحة العالم الإسلامي، بذكرى ولادة خير الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، وتنتشر مظاهر الابتهاج والاحتفاء بين المؤمنين تعبيرا منهم عن عظيم محبتهم وتوقيرهم للنبي الكريم صلى الله عليه وسلّم الذي امتن الله تعالى عليهم بمجيئه إلى هذا العالم، فقال: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) التوبة 128. وامتن عليهم ببعثته فقال: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) آل عمران 164. بل جعل الله تعالى الإيمان به ومحبته و توقيره واتباعه شرطا لصحة الإيمان وسبيلا للفلاح، فقال: (فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) آل عمران157 وقال:(فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران 158.

ورحم الله القاضي عياض حين قال:

ومما زادني شرفًا وتيها=وكدت بأخمصي أطأ الثريا

دخولي تحت قولك: يا عبادي=وأن صيَّرت أحمد لي نبيا

وفيما يلي بيان لمفهوم البدعة في الإسلام وحكم الاحتفال بمولد الرحمة المهداة لتطمئن قلوب المحبين إلى مشروعية إحياء هذه الذكرى العطرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام.

* معنى البدعة:

- البدعة لغة: الأمر المستحدث على غير مثال سابق.

قال أبو بكر ابن العربي المالكي – رحمه الله -: " وليس المحدث والبدعة مذموما للفظ (محدث وبدعة) ولا لمعناهما، قال الله تعالى: (ما يأتيهم من ذِكر من ربّهم مُحْدَثٍ) وقال عمر: (نِعمت البدعة). وإنما يُذم من البدعة ما خالف السُنّة ويذم من المحدثات ما دعا الى ضلالة) (عارضة الأحوذي في شرح صحيح الترمذي ج10ص146-147).

قال الإمام النووي –رحمه الله-: " البدعة في الشرع هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة " (تهذيب الأسماء واللغات).

وقال الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني –رحمه الله – عند الكلام على قول عمر – رضي الله عنه – في صلاة التراويح (بدعة ونعمت البدعة) - والتحقيق أنها إن كانت مما يندرج تحت مستحسن فهي حسنة، وإن كانت مما يندرج تحت مستقبح فهي قبيحة، وإلا فهي من قسم المباح " فتح الباري 4/253.

أما سلطان العلماء الإمام العز بن عبد السلام –رحمه الله – فقال في آخر كتابه " القواعد ": (البدعة منقسمة الى واجبة ومحرّمة ومندوبة ومكروهة ومباحة، والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة، فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة، أو في قواعد التحريم فمحرمة أو المندوب فمندوبة أو المكروه فمكروهة أو المباح فمباحة).نقله ابن حجر العسقلاني في الفتح و أقرّه عليه.

وقال العلّامة ابن عابدين الحنفي - رحمه الله -: " وقد تكون البدعة واجبة لنصب الأدلة للرد على أهل الفرق الضالة وتعلم النحو المفهم للكتاب والسنة ومندوبة كإحداث نحو: رباط ومدرسة وكل إحسان لم يكن في الصدر الأول، ومكروهة كزخرفة المساجد ومباحة كالتوسع بلذيذ المآكل والمشارب والثياب".

أما قوله صلى الله عليه وسلم: " كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة " رواه مسلم. فالمراد به البدعة المكروهة أو المحرمة المخالفة للكتاب والسنة أو لأصول الدين ولا تتفق مع روح الإسلام وقواعده.

وكلمة (كل) عام مخصوص، أي أنه ليس على عمومه وإطلاقه بل هو خاص ومقيد بما لا يوافق الشرع ومختص بما كان مكروها أو محرّما، أما إذا كان الأمر المحدَث مما لا يخالف الشريعة فليس بضلالة.

وكذلك حمل العلماء الحديث الآخر: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم وفي رواية"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد "

فالمقصود به: ما خالف الشرع أو ليس له أصل شرعي يندرج تحته فهو مردود على صاحبه.

أما إذا كان لا ينافي الشريعة وقواعدها فهو مقبول محمود غير منكر ولا مردود، كجمع القرءان في عهد أبي بكر رضي الله عنه في مصحف واحد، ونسخه في عدة مصاحف وتوزيعها في الأمصار في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه ومثله الكتابة في علوم النحو والفرائض والحساب والتفسير ومصطلح الحديث وأصول الفقه ومسائله وغير ذلك من علوم الشريعة والحياة التي لا بد منها لخدمة الناس في دينهم وحياتهم بل هي مندوبة ومنها ما هو واجب.

أدلة مشروعية الفرح والاحتفال بذكرى المولد:

إن الفرح بولادة النبي صلى الله عليه وسلم وإحياء ذكراها بالإجتماع على تلاوة القرءان الكريم وقراءة شيء من السيرة النبوية وسماع المواعظ الدينية المشتملة على بيان مكانة النبيّ صلى الله عليه وسلم وشمائله الخَلقية والخُلقية... والأذكار الشرعية والصلوات النبوية وإكرام المسلمين بالطيبات(بلا إسراف ولا مغالاة) أمر مشروع ينسجم مع تعاليم الإسلام السمحة ويُسره واعتداله وهو تعبير شرعي عن الفرح بولادة خير الخًلق ومناسبة لتجديد الحب والولاء والطاعة والوفاء والتضحية والفداء لصاحب الذكرى صلى الله عليه وسلم ويُرجى لمن أحياها بهذه الهيئة وهذه النيّة أن يُثاب عند الله تعالى.

- أمّا الأدلة على مشروعية ذلك من القرءان الكريم فمنها:

1- قال الله تعالى: (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إنّ في ذلك لآيات لكلّ صبّار شكور) [ابراهيم: 5 ].

" وأيام الله تعالى هي أيام نصره وقهره، أيام نعمه وابتلائه، أيام الشدة والفرج، لأن التذكير بهذه الأمور يُثبت الإيمان في القلوب ويطمئنها ويحفز الهمم للاقتداء بالذين إستحقوا النصر من الله،...والاحتفال بمولد الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم تذكير بالنعمة العُظمى التي أنعم الله بها على البشرية جميعها ليشكروا هذه النعمة،..." الشيخ صالح معتوق، البدعة وحكم الإحتفال بالمولد النبوي ص 9.

2- قال الله تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) [ يونس 58].

بفضل الله: أي الإسلام، وبرحمته أي القرءان وسيدنا محمد صلى الله على وسلم الذي هو من أعظم الرحمات (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) [ الأنبياء 107] وفي الحديث " إنما أنا رحمة مهداة " رواه الطبراني والبيهقي. فإظهار الفرحة بولادته صلى الله على وسلم في كل وقت وخصوصا في ذكرى مولده أمر حثنا عليه تعالى بنص الآية الكريمة (فبذلك فليفرحوا....)، حيث أن ولادة النبيّ صلى الله عليه وسلم من أعظم الرحمات والفضائل التي منّ بها المولى علينا.

3- قال الله تعالى: (لتُؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه) [ الفتح: 9 ]

أي: تعظموه وتفخموه وتوقروه وتسوّدوه[تفسيرالقرطبي،ج16ص266]

وقريب منه معنى {عزّروه } في قوله جلّ جلاله: (فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النّور الذي أُنزل معه أولئك هم المفلحون) [الأعراف 157] والتعزير هو النصر باللسان والسيف، وعزره فخمه وعظمه (لسـان العرب مادة عزر) وما يحصل في إحياء ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم هو من هذا الباب: نُصرة للنبي باللسان وتفخيما لأمره وتعظيما لذكره واحتراما لقدره.

4- قال الله تعالى: (وكُلاّ نقص عليك من أنباء الرسل ما نُثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظةوذكرى للمؤمنين) [هود / 120].

فحكايات الصالحين وعلى رأسها قصص المرسلين من أعظم مقويات الإيمان ومغذيات اليقين ومثبتات العقيدة، خصوصا سيرة النبي صلى الله على وسلم العطرة ومواقفه الشامخة، فهي خير غذاء للقلوب في الطريق إلى الله وخير زاد في مواجهة الشدائد والمحن والتحديات في درب الإيمان والدعوة والجهاد، وما ذكرى مولد النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا مناسبة لعرض قبسات من أنوار سيرته فهي هدى للعالمين.

5- قال الله تعالى (وذكرّ فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين) [ الذاريات 55]

فالآية دعوة إلى الوعظ (وذكرّ) فإنّ العِظة القرآنية والنبوية تنفع أهل الإيمان، وهذا ما يشتمل عليه إحياء ذكرى المولد: الوعظ والإرشاد.. ولذلك سميت هذه المناسبة ونحوها من المناسبات الدينية بالذكرى لأن مقصدها الأساس تذكير الناس بالقرءان وبأحاديث النبي صلى الله على وسلم وسيرته الشريفة لإصلاح القلوب والسلوك.

فهي –إذا - من خير الوسائل للدعوة إلى الله وتذكير الناس بضرورة العودة إلى الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ومحبته، وللوسائل حُكم المقاصد.

6- قال سبحانه: ﴿وسَلَامٌ عليه يَومَ وُلِدَ﴾ [مريم: 15]، فقد كرَّم الله تعالى أيام مواليد الأنبياء عليهم السلام وجعلها أيام سلام؛ وفي يوم الميلاد نعمةُ الإيجاد، وهي سبب كل نعمة بعدها، ويومُ ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم سببُ كلِّ نعمة في الدنيا والآخرة.

- أما الأدلة من السنة النبوية فمنها:

(1) احتفال النبي صلى الله على وسلم بيوم مولده، بشكر الله بالصيام. أخرج مسلم في صحيحه عن أبي قتادة الأنصاري – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله على وسلم سُئل عن صيام يوم الإثنين فقال: " ذاك يوم وُلدت فيه وانزلت عليّ فيه النبوة ".

_فولادة النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم النِعم ولولاها لما كانت البعثة ولا نزل القرءان الكريم وما كمُل الإسلام الذي رضيه الله لعباده، فكان سببا لسعادة المؤمنين في دنياهم وآخرتهم، قال الحافظ إبن رجب الحنبلي- رحمه الله - (فصيام يوم تجددت فيه هذه النعم من الله تعالى على عباده المؤمنين حسن جميل، وهو من باب مُقابلة النعم في أوقات تجددها بالشكر ونظير هذا صيام_ يوم عاشوراء حيث أنجى الله فيه نوحا من الغرق ونجى فيه موسى وقومه من فرعون وجنوده وأغرقهم في اليم فصامه نوح وموسى شكرا لله وصامه رسول الله صلى الله على وسلم متابعة لأنبياء الله وقال لليهود: (نحن أحق بموسى منكم) رواه مسلم (بلفظ نحن أولى بموسى منكم) فصامه وأمر بصيامه " لطائف المعارف ص 114-115.

واستحسن هذا الدليل الحافظ ابن حجر العسقلاني فقال: (فيستفاد منه: فعل شكر الله على ما منّ به في يوم معين، من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله تعالى يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة وأيُّ نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم... وأما ما يعمل فيه فينبغي أن يقتصر على ما يُفهم منه الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزُهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة...).

وإذا كان الاحتفال بيوم نجاة سيدنا نوح عليه السلام ويوم نصر سيدنا موسى عليه السلام مشروعا، فإن مشروعية الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم متحققة من باب أَوْلى.

( 2) وعن بُرَيدة الأسلمي رضي الله عنه قال: خرج رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم في بعض مغازيه، فلمَّا انصرف جاءت جاريةٌ سوداء فقالت: يا رسول الله، إنِّي كنت نذَرتُ إن رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَن أَضرِبَ بينَ يَدَيكَ بالدُّفِّ وأَتَغَنّى، فقالَ لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إن كُنتِ نَذَرتِ فاضرِبِي، وإلَّا فلا» رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"، والإمام أحمد في "المسند"، والترمذي في "الجامع" وصححه، وابن حبان في "صحيحه"، وصححه ابن القطان وابن الملقن في "البدر المنير" (9/ 546، ط. دار الهجرة).

فإذا جاز ضرب الدُّفِّ فرحًا بقدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم سالِمًا، فجواز الاحتفال بقدومه صلى الله عليه وآله وسلم للدنيا أولى.

(3) روى مسلم وغيره عن جَرير بن عبد الله البجلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سنّ في الإسلام سُنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده... "

قال السندي في حاشية ابن ماجة " قوله: سنّة حسنة، أي طريقة مْرضية يُقتدى بها، والتمييز بين الحسنة والسيئة بموافقة أصول الشرع وعدمها. " (ويُعد هذا ا *لحديث أصلا في تحديد البدعة الحسنة من السيئة... ومن هنا يفهم أن البدعة الحسنة ما كان لها أصل مشروع كالصدقة، والبدعة السيئة التي لا وجه لها من عبادة مشروعة أو نص من كتاب أو السنة)(نزهة المتقين ج1 ص 60).

*_(4) احتفاء المسلمين الأوائل من الأنصار والمهاجرين بقدوم النبي صلى الله على وسلم إحتفاء هائلا_* ذكرته كتب السنن والسير باستفاضة.

ففي الصحيحين عن البراء عن أبي بكر قال: وخرج الناس حين قدمنا المدينة في الطرق وعلى البيوت والغلمان والخدم يقولون: الله أكبر جاء رسول الله، الله أكبر جاء محمد..... "

وفي البخاري (صعد الرجال والنساء فوق البيوت ينادون: يا محمد يا رسول الله).

وفي الرحيق المختوم للمباركفوري: (وكان يوما أغر، فقد كانت البيوت والسكك ترتج بأصوات التحميد والتقديس، وكانت بنات الأنصار تتغنى بهذه الأبيات فرحا و سرورا: أشرق البدر علينا،،،) [ ص 156 ]*

فهذا كلّه دليل على جواز الفرح والابتهاج والاحتفاء والاحتفال بالمناسبات العظيمة كالهجرة وفتح مكة وقبل ذلك ولادة النبي صلى الله على وسلم التي هي من أجلّ النعم وأعظم المناسبات.

- أما أقوال العلماء ومؤلفاتهم في مشروعية الفرح والإحتفال بمولد النبيّ صلى الله عليه وسلم فكثيرة منها:

1- قول الحافظ السخاوي – رحمه الله -: " ولا زال أهل الإسلام في سائر الأقطار والمدن الكبار، يحتفلون في شهر مولده صلى الله عليه وسلم بعمل الولائم البديعة المشتملة على الأمور البهيجة الرفيعة ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويظهرون السرور، ويزيدون المسّرات ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم " السيرة النبوية للإمام محمد بن يوسف الشامي ج1 ص439.

2- قول الإمام الحافظ أبو الخير الجزري شيخ القرّاء –رحمه الله تعالى – " من خواصه – أي إحياء المولد وقراءته – أنه أمان في ذلك العام، وبُشرى عاجلة بنيل البغية والمرام " المرجع السابق.

3 *- قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله – " كان الملك المظفر أبو سعيد – كوكبري - ابن ين الدين علي بن تبكتين أحد الأجواد والسادات الكبراء والملوك الأمجاد صاحب أربل يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالا هائلا وكان شهما شجاعا... بطلا عاقلا عالما عادلا – رحمه الله تعالى – وأكرم مثواه) البداية والنهاية ج13 ص147*

4- وقال الإمام جلال الدّين السيوطي –رحمه الله – في كتابه الحاوي للفتاوي في رسالة مطولة سماها " حُسن المقصد في عمل المولد " (إنّ ولادته صلى الله عليه وسلم من أعظم النعم علينا ووفاته أعظم المصائب لنا، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود ولم يأمر عند الموت بذبح ولا بغيره. بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع، فدلت قواعد الشريعة على أنه يَحْسُن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته).

5- نقل الإمام محمد بن يوسف الشامي في السيرة عن أبي الشيخ أبي عبد الله بن أبي محمد النعمان يقول: سمعت الشيخ أبا موسى الزّرْهوني يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فذكرت له ما يُقال في عمل الولائم في المولد، فقال له صلى الله عليه وسلم: (من فرح بنا، فرحنا به).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين