أسئلة بيانية (22) ماذا يقترن مع التوبة؟

قال تعالى في سورة النساء: ﴿فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ [النساء: 92].

وقال سبحانه في سورة التوبة: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ [التوبة: 104].

وقال تعالى في سورة الشورى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ [الشورى: 25].

سؤال:

لماذا جاء مع التوبة بـ (من) في آية النساء، وجاء معها بـ (عن) في آيتي التوبة والشورى؟

الجواب:

لقد ذكر (من) مع التوبة ليُبين الجهة التي تقْبل التوبة، وهو: (الله).

وذكر معها (عن) ليُبين طالب التوبة وهم: العباد.

فقوله: ﴿تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ [النساء: 92]. يعني: أن التوبة قبِلها الله تعالى وهو يتوب على مَن يفعل ذلك.

وقوله سبحانه: ﴿يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ [الشورى: 25] يعني أنه يقبل التوبة التي تصدر عن عباده طالبين لها.

وقيل: إن معناه أنه يتجاوز عنهم ويعفو عن ذنوبهم التي تابوا منها، جاء في «روح المعاني»: «وتعدية القبول بـ (عن) لتضمنه معنى التجاوز والعفو أي: يقبل ذلك متجاوزاً عن ذنوبهم التي تابوا عنها» [روح المعاني (11/15)].


جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين