مؤلفات الإمام محمد قاسم النانوتوي رحمه الله وقيمتها العلمية

ملخص البحث:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد فهذا بحث موجز يسلط ضوءًا خاطفًا على مؤلفات الإمام حجة الإسلام محمد قاسم النانوتوي (1248هـ/1833م=1297هـ/1880م)مؤسس الجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند ورائد الحركة التعليمية في شبه القارة الهندية.

 

كان الإمام النانوتوي رحمه الله مجدِّدَ الإسلام وعبقريَّ الأمة الإسلامية، أخذ على نفسه مهمة الدفاع عن الفكر الإسلامي، فاتجه بعلمه الغزيز كل الاتجاهات الفكرية، كتب في الاختلاف السني- الشيعي، وفي المسائل الخلافية بين مقلدي الأئمة الأربعة وغير المقلدين، والمسائل الخلافية بين المحافظين والعقلانيين، وكذلك تناول موضوع مقارنة الأديان، وأثبت أحقية الدين الإسلامي وفضله على سائر الأديان وموافقته للعقل والفطرة، وصلاحيته لكل عصر ومصر.

 

 إن أسلوب الإمام في جميع مؤلفاته هو أسلوب علمي سائغ، يستسيغه وبكل سهولة المعنيون بالفكر والفلسفة، أما أولئك الذين لم يدخلوا باب الفلسفة، ولم يعرفوا اللب من القشر في المواضيع الفكرية، فهم بالطبع يستصعبون أسلوب الإمام، ومثلهم كمثل من قال فيه المتنبئ:

 

ومَنْ يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَرِيضٍ                   يَجدْ مُرّاً بهِ المَاءَ الزُّلالا

 

فإن العلماء والمفكرين أجمعوا على قيمة مؤلفات الإمام العلمية، وأنه قد أسهم في وضع أسس جديدة لشرح الفكر الإسلامي في ضوء متغيرات العصر ومتطلبات الحياة الجديدة، وأن كتبه ما زالت تشكل مشعل الطريق ومنارة النور للسائرين في حقل الفكر وعلم الكلام، فهو أجدر بأن يُّلَقَّب بحجة الإسلام، أما منهجه الفكري وآراؤه الكلامية فمازال العلماء المتخصصون يكتبون في هذا، ويشعرون بأن مؤلفاته كفيلة بوضع أسس علمية، تساهم في صياغة جديدة لعلم الكلام، وهذا مشروع علمي كبير، ينتظر عناية كبيرة من الأفراد والمؤسسات العلمية، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.

 

تحميل الملف