قد تجد طبيباً ماهرا ونطاسيا بارعاً مجليا في مجاله واختصاصه؛ لم يَدُله علمه على الله؛ قد ران على قلبه فلم ير سوى الدنيا وما فيها؛ فهو ممن
﴿يعلَمونَ ظاهِرًا مِنَ الحَياةِ الدُّنيا وَهُم عَنِ الآخِرَةِ هُم غافِلونَ﴾[الروم: ٧]
وقد تجد مصلحا اجتماعيًّا وسياسيًّا مرموقا وأديباً مشهورا وحكيماً لبيباً يفيدون مجتمعاتهم؛ عقولهم متوثبه وأفكارهم متجددة وذكاؤهم مضرب المثل؛ لكنهم لا يتعدّون الطين الذي يعيشونه في هذه الأرض؛ولا يستطيعون النظر في النهاية التي أتت على أهلهم وأصدقائهم وأحبابهم ولا يفكرون مطلقاً في الغاية التي خلقوا لها لأهم محجوبون؛ بل إنهم الذين حجبوا أنفسهم عن الحقيقة وهي أمامهم؛ تشدّهم إلى النهاية يوما فيوما وساعة فساعة؛
تسأل نفسك وأنت تتابعهم خطوة خطوة فتجدهم: (يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا؛ وهم عن الآخرة هم غافلون).
ترثي لهم وتتألم لحالهم وتحزن على مصيرهم.
من المعروف بداهة أن لكل بداية نهاية؛ لكنهم إن وَعُوها قاعدة لم يعُوها حقيقة؛ فلم ينتبهوا إليها انتباهة المتدبر؛
ويعلمون أنهم مخلوقون بغير إرادتهم؛ وقد يذكرون الواقع من ذلك شعوراً لكنهم لا يفقهونه حكمة ومآلا لأنهم (يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا؛ وهم عن الآخرة هم غافلون).
اللهم ارزقنا:
(العلم والفهم والعمل)
وارزقنا حسن الخاتمة.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول