لمحة إلى أ.د إبراهيم محمد عبد الله الخولي

لمحة إلى أ.د إبراهيم محمد عبد الله الخولي – رحمه الله تعالى -

(17 - مايو 1929م - 8 – أبريل - 2023م)

د. أحمد عيد اللغوي الأزهري

 

• عَاشَ الْعَالِمُ الأَزْهَرِيُّ الْمَوْسُوعِيُّ حَيَاتَهُ فِي ربَاطٍ شَرِيفٍ، إِلَى أَنْ لَقِيَ اللهَ -عز وجل- صَائِمًا في شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ عام 1444هـ؛ فعَلَى ثُغُورِ الْعَرَبِيَّةِ والإسْلَامِ وَقَفَ الْعَالِمُ الْجَلِيلُ وُقُوفَ الشُّمِّ الْكِرَامِ، يَصُدُّ الْهَجَمَاتِ الْمُتَلاحِقَةَ عَلَيْهِما، وَقَدْ ذَادَتْ عَنْ مُقْلَتِهِ لَذِيذَ الْمَنَامِ، وجاءَتْ رُدُودُهُ الْمَاحِقَةُ لَهَا رَاسِخَةً رُسُوخَ الأَعْلَامِ، تَنْسِفُ كُلَّ هَجْمَةٍ بَغِيضَةٍ عَلَيْهِما مِنْ سَفِلَةِ الأَقْوامِ فِي قَادِمِ الْأَيَّامِ.

• ظَلَّ الْعَالِمُ الْجَلِيلُ يَقُومُ بالْوَاجِبِ عَلَيْهِ نَحْوَ طُلَّابِهِ وأقْرَانِهِ ومُؤَسَّسَتِهِ ومُجْتَمَعِهِ ووَطَنِهِ ودِينِهِ وتُرَاثِ أُمَّتِهِ خَيْرَ قِيامٍ، فَقَدْ رَأَيْنَاهُ فِي وَسَائِلِ الإِعْلامِ وسَمِعْنَاهُ يَدْفَعُ الشُّبُهَاتِ الْمُثَارَةَ حَوْلَ قَضَايَا الأسْرَةِ والْمُجْتَمَعِ في الإسْلامِ، وزَادُهُ فِي ذَلكَ سَعَةُ الْعِلْمِ، ودِقَّةُ الْفَهْمِ، وقُوَّةُ الْحُجَّةِ، ووُضُوحُ الْبُرْهانِ، ورَأَيْنَاهُ وسَمِعْنَاهُ يَكْشِفُ الْمُؤَامَرَاتِ الْمُحْكَمَةَ التي حِيكَت لِصَرْفِ النَّاسِ عَن اللًّغَةِ، وعَنْ تَعَالِيمِ الإسْلامِ وقِيمِهِ الرَّاسِخَةِ، ومِعْوَلُهُ في ذَلِكَ الْكَشْفِ لِسَانٌ عَرَبِيٌّ فَصِيحٌ، وبَيَانٌ دِينِيٌّ صَرِيحٌ، هُوَ ثَمَرَةُ اسْتِنْبَاطٍ صَحِيحٍ.

• فمَا طَرَحَ الْمُغْرِضُونَ قَضِيَّةٌ مِن قَضَايَا ازْدِرَاءِ الأَدْيَانِ، أو مُشْكِلَةً من مُشْكِلاتِ الأسْرَةِ والْمُجْتَمَعِ، لِمُحاوَلَةِ تَشْكِيكِ الْمُجْتَمَعِ في عَقِيدَتِهِ، وَزَحْزَحَتِهِ عَنْ هُوِيَّتِهِ ووَسَطِيَّتِهِ، وتَشْوِيهِ مُعَامَلَتِهِ الرَّاقِيَةِ مَعَ الآخَرِينَ مِنْ بَنِي وَطَنِهِ- إلَّا جَاءَ بَيَانُ الْعَالِمِ الْجَلِيلِ لأَهْدَافِهَا سَاطِعًا، وكَانَ قَوْلُهُ فِي دَحْضِهَا قَاطِعًا، ودَلِيلُهُ لإِسْقَاطِهَا وَاضِحًا، وجَاءَتْ مُحَاوَرَاتُهُ ومُنَاظَرَاتُهُ تَفِيضُ بالْحُسْنِ والْجَلَالِ، وبالإقْنَاعِ والإمْتاعِ، وبالْبَلاغِ والإفْحامِ.

• كَانَ الْعَالِمُ الْجَلِيلُ حَرِيصًا كُلَّ الْحِرْصِ على إتْقَانِ عَمَلِهِ فِي كليَّةِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ بالقَاهِرَةِ وغَيْرِهَا مِن بِقَاعِ الْعِلْمِ فِي الأزْهَرِ الشَّرِيفِ، وعَلَى إخْلَاصِهِ للهِ تعالَى كُلَّ الإِخْلاصِ، إنْ مُحَاضِرًا، وإنْ مُنَاقِشًا، وإنْ مُشْرِفًا. ولَوْ نَطَقَتْ سَاحَاتُ الْعِلْمِ وقاعاتُ الدَّرْسِ وجُدْرَانُ الْمَبَانِي بمَا كَانَ عَلَيْهِ لقَالَتْ: كَانَ يُحَافِظُ عَلَى وَقْتِهِ، ولا يُقَصِّرُ في أَدَاءِ دَرْسِهِ، وكَانَ يُحِبُّ الْإِيجابِيَّةَ ويَنْشُرُهَا، ويَكْرَهُ السَّلْبِيَّةَ ويَرْفُضُهَا.

• كَانَ تَأْثِيرُ الْعالِمِ الْجَلِيلِ في الْمُتَلَقِّينَ مِنَ الْجِنْسَيْنِ في مَيَادِينِ الْقَوْلِ جَلِيًّا، فالْكَلامُ الصَّادِرُ عَنْ فِيهِ كَانَ يَأْتِي عَرَبِيًّا قَوِيًّا، مُطَابِقًا لِمُقْتَضَى الْحَالِ، وعَلَى قَدْرِ الْحَاجَةِ، فَاسْتَطَاعَ مِنْ خِلالِهِ أنْ يَمْتَلِكَ قُلُوبَ النَّاسِ امْتِلاكَ الْمَالِكِينَ؛ فإن كَانَ في مُحَاضَرَةٍ أَنْصَتَتْ لَهُ آذَانُ الْمُسْتَمِعِينَ، وإنْ كَانَ في نَدْوَةٍ أَلْفَيْتَهُ أفْصَحَ الْمُتَحَدِّثِينَ، وإن كَانَ فِي مُنَاظَرَةٍ وَجَدْتَهُ الْقَوِيَّ النَّاصِحَ الأَمِينَ، ولِمَ لا وهُوَ يَمْتَلِكَ الأَدَواتِ، ويُجِيدُ عَرْضَ الْمَوْضُوعاتِ، ويُتْقِنُ فَنَّ الْمُنَاظِرَاتِ، ويَعْرِفُ آليَّاتِ الْمُحاوَرَاتِ وآدَابَهَا ومَقَاصِدَهَا، ويُلِمُّ بِشَتَّى الثَّقَافاتِ وعَوامِلِ قِيَامِ الْحَضَاراتِ!

• اسْتَقَرَّ الْعَالِمُ الْجَلِيلُ عَلَى مُقْتَضَياتِ الْفِطْرَةِ الإنْسَانِيَّةِ سَلِيمَ الْفِطْرَةِ، جَيِّدَ الْفِكْرَةِ، مُتَشَبِّعًا بعُلُومِ الْعَرَبِيَّةِ وتَعَالِيمِ الشَّرِيعَةِ الإسْلَامِيَّةِ، بِهَذَا نَمَا عُودُهُ الطَّيِّبُ وتَرَعْرَعَ واشْتَدَّ، وآتَى أُكُلَهُ كُلَّ حِينٍ بإِذْنِ رَبِّهِ - عز وجل- ؛ فصَارَ عالِمًا لُغَوِيًّا جَلِيلًا مُهَابًا، ثَابِتًا على مَبادِئِهِ، رَاسِيًا على قَوَاعِدِهِ، قَلِيلَ النَّظِيرِ، يَسْتَحِقُّ مِن مُشَاهِدِيهِ ومُسْتَمِعِيهِ كُلَّ ثَنَاءٍ وتَقْدِيرٍ.

• لقد بَدَأَ الْعَالِمُ الْجَلِيلُ حَيَاتَهُ بالْقُرْآنِ، فَأَتَمَّ صَغيرًا حِفْظَ القُرْآنِ، وتَدَبَّرَ كَبِيرًا آيَاتِ الْقُرْآنِ، وعَايَشَ سُنَّةَ النَّبِيِّ الْعَدْنَانِ، فجَاءَت كُتُبُهُ الرَّائِعةُ في الْبَلاغَةِ الْقُرآنِيَّةِ وغَيرِهَا: (السُّنَّةُ بَيانًا للْقُرآنِ)، و(التَّعْرِيضُ في القرآن الكريم)، و(منهجُ الإسلامِ في الحياةِ من الكتابِ والسُّنَّةِ)، و(متشابهُ القرآن) شَاهِدَ صِدْقٍ على صِلَتِهِ بكتابِ اللهِ الْمُعْجِزِ.

• لَقَد ذَكَّرَ الْعَالِمُ الْفِكِّيرُ بالْقُرْآنِ مَنْ أَحَبَّ الْقُرْآنَ، ومَنْ خَافَ وَعِيدَ الرَّحْمَنِ، لَمْ تُفْسِدْهُ دُنْيَا، ولَمْ يَسْتَعْبِدْهُ هَوًى، ولَمْ يَكُنْ مَغْرُورًا بِعِلْمِهِ، مَفْتُونًا بِنَفْسِهِ، مَحْجُوبًا بِحِسِّهِ، بَل كانَ مُتَواضِعًا، أَبِيَّ النَّفْسِ، عَزِيزَها، عالِيَ الْهِمَّةِ، حامِلًا هُمُومَ الأُمَّةِ، وكَأَنَّهُ أُمَّةٌ، لَمْ يَعْرِفِ الدُّونِيَّةَ فِي الْقَوْلِ، ولا في الْعِلْمِ، ولا في الْعَمَلِ، ولا في الْكَلامِ، ولا فِي الْمُعَامَلَةِ، ولا فِي الْمُحَاوَرَةِ، وكَيْفَ يَعْرِفُهَا وقَدْ قَرَأَ قَوْلَهُ تَعَالَى: {وللهِ الْعِزَّةُ ولِرَسُولِهِ ولِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: 8]، وعَرَفَ الدِّلالَةَ فِي هذَا الْقَوْلِ الْكَرِيمِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وفَقِهَ مُقْتَضَيَاتِهَا ومُتَطَلَّباتِهَا؟

• كَانَ سَبِيلُ الْعَالِمِ الأَزْهَرِيِّ فِي الدَّعْوَةِ إلى اللهِ - تعالى - سَبِيلَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- يُؤْمِنُ بمَوْضُوعِهِ، ويُحَدِّدُ مُشْكِلَتَهُ، ويَعْرِفُ حَلَّهَا، ويُجِيدُ طَرْحَهَا، ويُحْسِنُ عَرْضَهَا، ولا يَخْشَ في اللهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، فَكَانَتْ عاقِبَةُ ذَلِكَ إقْبَالَ النَّاسِ عَلَيْهِ بقُلُوبِهِم وإن لم يُقَابِلُوهُ أو يُجَالِسُوهُ، إنَّهُ الْخَطِيبُ الْمُفَوَّهُ، والْمُحَاورُ الْبَارِعُ، والْمُحاضِرُ الرَّائِعُ، الَّذِي لم يَتَحَدَّثْ إلا باسْمِ الإسْلامِ الْوَسَطِيِّ، ولم يَنْتَمِ إلَّا إلَيْهِ، فما كَانَ الْعَالِمُ الْجَلِيلُ حِزْبِيًّا ولا طائفيًّا، ولَكِنْ كَانَ مُسْلِمًا عالِمًا أزْهَرِيًّا، يَدْعُو إلَى سَبِيلِ اللهِ بالْحِكْمَةَ والْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، ويُجَادِلُ مَنْ يُجَادِلُ بالَّتِي هِي أَحْسَنُ.

• في إحدى محاضَرَاتِهِ لطُلَّابِ الدِّراساتِ العليا، في قسمِ البلاغةِ والنَّقْدِ، التي كنتُ أحضرُها مع من كانوا يريدون معرفةَ منهجيَّةِ العالمِ الجليلِ في العلمِ والفكرِ والحياةِ من ذوي التخصصاتِ الأخرى- حَدَّثَنَا عَنْ خُطُورةِ التَّحَزُّبِ والطَّائِفِيَّةِ على الإسْلامِ والْمُسْلِمِينَ، وأنَّه في فترةٍ من فَتراتِ حياتِهِ الماضِيةِ سَعَى إِلَيهِ جماعةٌ مِن أَنْصَارِ الْحِزْبِيَّةِ والطَّائِفِيَّةِ؛ ليَسْتِفِيدُوا بانْضِمَامِهِ إِلَيْهِمْ مِنْ شَجَاعَتِهِ فِي الْحَقِّ، وقُوَّةِ حُجَّتِهِ، ووُضُوحِ بُرْهَانِهِ، فأَبَى عَلَيهِمْ ذَلكَ كُلَّ الإِبَاءِ، وورَدَّهُم على أعْقابِهِمْ خائِبِينَ.

• لَقَد آثَرَ الْعالِمُ الْجَلِيلُ أنْ يَقُومَ بِدَوْرِهِ الْعِلْمِيِّ والْفِكْرِيِّ والدَّعَوِيِّ تَحْتَ قُبَّةِ الإسْلَامِ الْعَالِيَةِ الوَاسِعَةِ الشَّامِلَةِ لكُلِّ الْمُسْلِمِينَ، وما تَزَحْزَحَ عن ذَلكِ قِيدَ أُنمُلَةٍ؛ لأنَّ الْعَالِمَ الْمُسْلِمَ مِلْكٌ للأُمَّةِ جمعاءَ، تَسْتَمِعُ إِلَى قَوْلِهِ فِي السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ، وتَهْتَدِي بِنُصْحِهِ فِي الصَّبَاحِ والْمَسَاءِ، وتَنْهَلُ من عِلْمِهِ، وتَثِقُ في طَرْحِهِ؛ ولأنَّ الْعَالِمَ إذا انضَمَّ إلى حِزْبٍ من الأَحْزَابِ، أو جماعةٍ من الجماعاتِ- قَلَّتْ فَائِدَتُهُ، ونَدَرَتْ عائِدَتُهُ، ولم يَثِقْ في كلامِهِ إلَّا أنصارُ حِزْبِهِ الَّذِي انتَمَى إليه، وأفرادُ جماعتِهِ التي انْضَمَّ إلَيْهَا، وأَصْبَحَ مُتَّهَمًا عند الآخرينَ في قَوْلِهِ، وفي فِعْلِهِ، وفي جَمِيعِ أَمْرِهِ، وتاللهِ إنَّ التَّفَرُّقَ في الدَّعْوَةِ هو الَّذِي أدَّى إلى تَفَرُّقِ الأمَّةِ وإضْعافِ شأنِها أشَدَّ الضَّعْفِ.

• كانَ الْعالِمُ الْجَلِيلُ رَبَّانِيًّا، نَافِعًا نَفْعَ الْغَيْثِ أيْنَما حَلَّ، ذَا مَنْهَجٍ ورُسُوخٍ، تَمَيَّزَ بالْعُمْقِ في الْبَحْثِ والدِّرَاسَةِ، وعُرِفَ بعَبْقَرِيَّةِ الْمُعَالَجَةِ وحُسْنِ الْمُنَاقَشَةِ وجَلَالِ الْمُنَاظَرَةِ، لَقَدْ كانَ عَبْدَ اللهِ الْقَوِيَّ لا الضَّعَيفَ، الْعَزِيزَ لا الذَّلِيلَ، صَاحِبَ الْيَدِ الْعُلْيَا لا صَاحِبَ اليَدِ السُّفْلَى؛ فلم يُفْتَحْ أَمَامَهُ مُوْضُوعٌ من المَوْضُوعَاتِ أو قَضِيَّةٌ من الْقَضايا في مَحْفِلٍ مِنَ الْمَحَافِلِ، إلا كَانَتْ مَنْهَجِيَّتُهُ ومَوْسُوعِيَّتُهُ ورُسُوخُهُ ونُبُوغُهُ وَسَائِلَ إحْقَاقِ الْحَقِّ، وإدْحَاضِ الْبَاطِلِ، وإسْكَاتِ الْخُصُومِ، وإصَابَتِهِمْ بالْوُجُومِ، وجَعْلِ الْعَاقِبَةِ لَهُ؛ فَتَرَى كُلًّا من الْمُحَاوِرِ والْمُسْتَمِعِ مَغْزُوًّا بِعِلْمِهِ، مَبْهُورًا بِدِقَّةِ فَهْمِهِ، مُتَمَتِّعًا بجَمَالِ عَرْضِهِ، مُوقِنًا بأنَّ هَذَا الْعَالِمَ الْجَلِيلَ يَحْمِلُ عَلى عَاتِقِهِ هُمُومَ أُمَّتِهِ، لَيْلَ نَهَارَ، بالْعَشِيِّ والإبْكارِ.

• فاللَّهُمَّ ارْحَمْ عَبْدَكَ الْعَالِمَ الْجَلِيلَ الرَّبَانِيَّ اللُّغَوِيَّ الْبَلاغِيَّ الدَّاعِيَةَ الأَزْهَرِيَّ الْمُخْلِصَ/ إبراهيم محمد عبد الله الخولي، وارْضَ عَنْهُ وأَرْضِهِ، ومَتِّعْهُ بالنَّظَرِ إلَى وَجْهِكَ الْكَرِيمِ؛ فإنَّهُ رَجُلٌ صَدَقَ ما عَاهَدَكَ عَلَيْهِ، حتَّى قَضَى نَحْبَهُ، وما بَدَّلَ تَبْدِيلًا، في زَمانٍ لا تُعْرَفُ فيه إلَّا الْمَصْلَحَةُ، ولا تُرْجَى فيه إلَّا الْمَنْفَعَةُ، وعَطَاءُ صَاحِبِ الْحَقِّ فيه مَجْذُوذٌ، وعَطَاءُ صَاحِبِ الْهَوَى فِيه غَيْرُ مَجْذُوذٍ.