لماذا اختار الله تعالى اللغة العربية للقرآن الكريم؟

التعريف بالبحث:

إن القرآن الكريم هو الذي وحَّد اللهجات العربية في بوتقة واحدة، فتحصنت اللغة العربية، ثم جاء المغول ليخنقوها، وقذفوها في مياه دجلة، إلا أنها لم تختنق ولم تغرقها مياه دجلة العارمة، فهبت اللغة العربية منتصبة على قدميْها .

وجاء (نابليون) يريد محوها ودفنها، فلم يستطع وأعلنت العربية عن وجودها .

وجاءت حركة (الاتحاد والترقي) في العهود الأخيرة من عُمْرِ الخلافة العثمانية، يريدون الكيد منها، فباءوا بالفشل الذريع .

وعقدت مؤتمرات (باريس) لمحو اللغة العربية من أرض الجزائر، فما استطاعوا أن يطفئوا نار حقدهم، هذه اللغة العظيمة، أي شيء أكسبها هذا الخلود والبقاء، لا شك ولا ريب إنه كتاب الله (القرآن الكريم).

ولهذا نفهم كلام العرب الذي قالوه قبل عشرات القرون، بينما الفرنسيون والإنكليز وغيرهم لا يستطيعون أن يفهموا ما كُتب قبل أربعمائة عام، إلا بجهد جهيد، وبالاستعانة بالمعجمات لحل غموض اللغة التي يسمونـها (الكلاسيكية) أو (القديمة) بعد أن تغيرت قواعدها، على عكس العربية .

لقد أصبحت اللغة العربية، لغة الدين الحق الذي يؤمن به مئات الملايين من الناس خارج الوطن العربي، ويغارون عليها، ويفضلونها على لغاتهم الأولى، ويرون أنها أفضل اللغات وأحقها بالحياة، وهي أقوى وسيلة من وسائل الترابط والوحدة بين العرب أنفسهم، وبينهم وبين المسلمين الذين يتكلمون بها في البلاد الإسلامية، وهي أقوى من رابطة النسب والدم، لأن الدم لا يمكن استصفاؤه بسبب التصاهر والتزاوج، والعربية بما تحمله من رسالة هذا الدين وكتابه، هي أساس العلاقات الحضارية والثقافية والاجتماعية بين العرب والمسلمين، بها تتوحد أساليب التفكير والتعبير، ويمكن التفاهم والتعاون على البر والتقوى، ونصرة الإسلام، وهي الحصن الحصين الذي يحول دون احتلال عقول أبنائها بآراء وأفكار وافدة.

تحميل الملف