لأنه .. الشيخ فارس

الأستاذ عبد الله زنجير

لم نشهد الولي البستاني الحلبي الشيخ فارس ، لكننا شهدنا شهامة حيه و شجاعة شهدائه .. لم نعرف أولئك التجار الحضارمة الذين نشروا دعوة التوحيد ، لكننا عرفنا آثارهم و مكارمهم جنوب شرق آسيا و مدينة أمان الله و ألوف جزر الهادي و الهندي
 
شرشه أخضر مو يابس ( جذر النبات بالسريانية ) و هو مثل موروث عن نضارة الشيخ فارس !! كان من أقران الشيخ الأكبرعبد القادر الكيلاني مطلع القرن السادس الهجري ، لا يشق غباره و لا صلاحه ..  أما هذا الحي الصغير حجما و الكبير نجما ، فإنه يقع جنوب عين التل و غربي الحيدرية - شمالية حلب - أنشئ ستينيات القرن الماضي على عتبات شيخه و مسجده الأشرف ، و عندما أزفت الثورة صار قلبها الدافئ و نبضها الدامي ، بل شيخها القابض على الجمر و الثائر على الجمر ، تتجلى الحقيقة فيه و تتجمل جلية الحق
 
 في 29 / 9 / 2012 م قصفوا هناك مبنى الإعلاميين و المراسلين ( قرب مدرسة مجدل شمس ) لا يريدون لشمس الشهود أن تشرق ! قصفوا من مسافات سحيقة صالة سيبال و النقشبندي و معالم الحي الأبي و مناراته ، سابقا رد على عدوانهم بالإضراب الشامل في 2 / 6 / 2012 م ، و رد ثواره بإسقاط طائرة الميغ التي أرادت قتل الشيخ فارس في 7 / 11 / 2012 م
 
الطفل محمد نور الخطيب - 12 سنة - و الطفل محمد عبدو الخطيب - 10 سنين - قتلا داخل بيتيهما .. شهيدان و عشرات المصابين بقذيفة ابن سبأ يوم 27 / 10 / 2012 م ، الشهيدة ميساء قبلاوي و 5 شهيدات نازحات من البوكمال الباسلة في 15 / 9 / 2012 م . الشهداء داوود داوود و فؤاد عبد المجيد و فارس عبد الكريم و علاء أبو شعبان و صبحي الشريف و صالح الشريف و صهيب عبود و محمود عكرش ، كلهم من غراس الأرض الطيبة
لأنه الشيخ فارس ، كانت مظاهراته متوالية لا تتثاءب ، ذات ملامح شيخها الولي

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين