كلمات في رثاء العالم الداعية مربي الأجيال الشيخ محمد أمين سراج (4)

كتب السيد عبد القادر بن محمد المكي الكتاني:

تغمد الله فضيلة شيخنا العلامة العارف بالله الشيخ محمد أمين سراج بواسع رحمته واسكنه فسيح جنانه مع النبيين والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.. وكان قد زار مولانا الوالد بدمشق الشام في ستينات القرن الماضي ومعه شيخ آخر جليل أكبر منه سناً وجمع من الطلبة واستجازوه فأجازهم سيدي الوالد واحتفل بهم ودعى عددا من علماء الشام على شرفهم ووفقني الله لزيارته والاخذ عنه في كل زيارة لي لاستنبول في السنوات الاخيرة في جامع الفاتح مرات.. عزاؤنا الحار لأهله ولأهل العلم وأحبابه جميعا أنزل الله السكينة والصبر على قلوبهم وعوض الأمة خيرا وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وكتب الأخ الكريم الشيخ عبد الحكيم الأنيس

 صاحب الفضيلة الأعز الأستاذ الدكتور أحمد أرسلان طوران المحترم:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فُجعنا أمس بالنبأ الصادم، وهو رحيل العلامة الجليل، الأستاذ النبيل، زينة الفاتح، وأُنس العلم وأهله، ولا أدري أعزيكم أم أعزي نفسي، فالمصاب واحد، والحزن شامل، والفراق قاس على الجميع...

رحم الله شيخنا رحمة واسعة، فلقد كان نجما مضيئا، وحنانا دافئا، وملاذا آمنا.

وجعل فيكم الخلف الصالح.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

عبد الحكيم الأنيس

وكتب الأخ الشيخ ماجد الدرويش:

ما الذي يمكن أن يقال سوى ما أمرنا الله به عند المصيبة:

إنا لله وإنا إليه راجعون..

وانطفأ السراج

سراج تركيا، وعالمها، العلامة، الداعية، المُحَدِّث، المجاهد، الشيخ محمد أمين سَراج، التوقادي، الحنفي، الأزهري، آخر تلاميذ الإمام محمد زاهد الكوثري في الدنيا، في ذمة الله تعالى.

انطفأ بعد أن أوقد مئات الألوف من القناديل المشعة المضيئة التي أنارت جنبات تركيا والعالم الإسلامي بالعلم، والعمل، والأخلاق.

هنيئا لك يا شيخنا جهادك وعملك، فبأمثالك حفظ الله تعالى على أهلنا الترك دينهم... سيفتقدك جامع الفاتح، وستفتقدك معاهد الأئمة والخطباء، وستفتقدك منابر العلم في تركيا والعالم، وسيفتقدك طلبتك ومحبوك..

حسبنا الله ونعم الوكيل.

اللهم أجرنا في مصيبتنا، واجبر كسر خاطرنا،

اللهم اجز شيخنا عنا خير الجزاء، ووفه أجره الذي وعدت به أمثاله من المجاهدين العلماء..

وكتب أيضا:

رحمك الله تعالى يا شيخنا يا سراج تركيا ويا وارث علم بلد الخلافة، رحمة واسعة، وجزاك عن العلم وطلبته خير الجزاء:

سرى نعشُهُ فوق الرقابِ وطالما=سرى (علمُه) فوق الرِّكاب، ونائلُهْ

يمر على الوادي فتُثني رمالهُ=عليه، وبالنادي فتبكي أراملهْ.

وأردد مع المكلوم قوله:

أَسُكَّانَ بطنِ الأرضِ لو يُقبَلُ الفِدا=فدَيْنا، وأعطينا بكم ساكنَ الظهرِ

كتب الدكتور فواز الجود في رثاء شيخنا سراج تركيا العالم الرباني الأستاذ محمد أمين سَراج، الأبيات التالية:

رجفَ اليراعُ وجفَّ دمعُ الأسطُرِ=ممّا بكَتْ برحيلِ فذٍّ مُقمرِ

أمحمّدٌ أنتَ الأمينُ سراجُنا=قبسُ الهدى من نورِ صرْحِ الأزهرِ

بالصّبرِ حزتَ العلمَ ثبْتاً صافياً=يا ترعةً سكبَتْ زلالَ الكوثرِ

قد كنتَ بدراً زاحَ أستارَ الدّجى=ودليلَ حقٍّ بالزّمانِ الأغبرِ

سِفْر العلومِ أمينها وسراجُها=شمس المعارفِ مثلَ صبحٍ مُسفِرِ

أشرقْتَ للدّنيا بهيبةِ فاتحٍ=والعلمُ مفتاحُ الرّسوخِ الأكبرِ

يا ربّ فارحمْ يا رحيمُ قدومَهُ=وتولَّهُ بجِنانِ خُلْدِ الأنهُرِ

وعلى النّبيِّ فصلّ ربّ مسلّما=والآلِ والأصحابِ فيض الأبحُرِ

وعلى محمّدٍ الأمينِ سراجِنا=يا ذا المواهبِ والعطاءِ الأوفرِ