كلمات في رثاء الأستاذ طارق حاج إبراهيم

 

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا مُحمد وعَلى آلهِ وصحبِه اجمعين

 

"أُنعي إليكُم نَفسِي " 

 

- الإيمان - التقوى - الإخلاص - الصدق - الوفاء- السماحه - الحُب في الله- العمل والتضحية في سبيل الله - الغيرية المتناهيه.... هذه بعض صفات مُصابي : طارق الحاج إبراهيم (أبو زياد) لبّى نِداء ربه وقت فجر الجُمعة 19 رمضان : وقتٌ عظيم ، يومٌ عظيم، شهرٌ عظيم ، يلقى رباً عظيماً يستقبلُ عبداً مُتميزاً في جنّات النعيم إن شاء .

- عرفتُه أول ماعرفتُه في مدرسة الإخوان المُسلمين العتيدة في خريف 1954 من القرن الماضي في رحلة دعوية ليلية في ريف دير الزور على الدراجات الهوائية ، واستمر التواصل والحب وتنامى حتى شعرت اننا روح في جسدين فعلاً حتى اتى اليوم الذي جفف مُقلتي.

- استمرت الصِلة في المتوسطة والثانوية والجامعة وتخرجنا في نفس السنة 1964 حيثُ غادر إلى مكة ومكث فيها حتى اكرمه الله بأن يُدفن بِجوار حبيبة الرسول الأعظم ﷺ أُمُنا وأُمهِ خديجة رضي الله عنها وارضاها .

- آمن بالدعوة إلى الله وعَمِل لها في كل مراحلها في الشدة والرخاء والعسرة واليُسرة دون ملل او نُكُوص ، وضحّى في سبيلها ، ساهم في حركات تحرر سوريا من الظلم مادياً وإعلامياً فانتقم منه الظالمون بأهله واحبابه وصادرو ا مُلكه في دمشق ، وبقي كما هو حتى توفاه الله .

- لا أعرف فيمَن أعرف اكثر مِنهُ صِلةً للرحم ووصلاً للأقارب والأصدقاء. 

- مُنذ استقر في مكة كان بيته مُشرَعاً للإخوان والأقارب والأصدقاء وخاصةً في مواسم الحج لِدرجة انكَ تجد صُعوبة في تخطي أجساد النائمين لِكُثرة عددِهم ، وكان يضطر أحياناً ان يستأجِر لعائلته بيتاً في مواسم الحج ليُفرغ بيته القريب من الحرم للضيوف ، والحال لايختلف كثيراً خارج مواسم الحج 

- من أخلاقِهِ حماسُه الزائد لمساعدة الأيتام والمحتاجين والمرضى ، يتفقدهم ويسعى في خدمتهم ولا أبالغ إذا قلت انه يتسوّل احياناً لِسد حاجاتهم ، وكُل ذلك بِصمتٍ وكِتمان ، يسألني عن فُلان وفُلان وفُلان وكل من نعرف من المحتاجين وينسى نفسه وأولاده ، وأنا أعرف وضعه المادي جيداً.

- سماحهٌ عجيبه ، نادراً مايغضب وإذا غضِب يلُوذُ بالصمت ولاترى عليهِ علامات الغضب المعروفة عند الآخرين وسُرعان مايهدأ ويعود إلى طبيعتهِ وأُنسَ عِشرتهِ.

- يُحب الناس ولايذكرهم إلا بخير حتى الذين قابلوهُ بِقلّة الوفاء ، لا أذكر اني سمعته يذكر احداً بِسوء ، فمَن يعلم غير ذلك فليُخبرني لِأُكثِر الأستغفار له.

- طِيلة رِفقة 62 سنة لم أُلاحِظ او اسمع عنهُ موقِفاً أنانياً قَط .

- أكرمنا الله في السنوات الأخيرة اِعتكاف عشر رمضان الأواخر في الحرم المكّي ، كان يُداريني كما يُداري الأب أولاده رغمَ أنهُ كان بِحاجة للمُداراة ، أحبَهُ كل من قابله في الأعتكاف واستأنَس في مُجالستِه والحديث إليه.

- كان مِن المُفترض أن نلتقي بعد فجر السبت عِند بوابة الحرم 84 لِنبدأ الأعتكاف ، تحدّث إليَّ قبل وفاتِه بيوم وأبلغتُه انّه قد كُتب عليّ حِرمان الإعتكاف هذه السنة لأني اُدخِلتُ المستشفى ، فأجاب وأنا كذلك قد لا أستطيع لأنّي مُصاب بِدوخة ..... وكان ماكان .

- ماذا أكتب لِأكتب؟ وماذا اُعدد لِأعدد؟ أُلخِص تقويمي للراحل عن معرفة قريبة وبِلا تردد أننا أمام رجلٍ من بقايا الصحابة والتابعين الأولين.

- سبقنا للقاء ربٍ كريم عفوٍ غفور رحيم ، وسبقهُ إلى ذلك أحبه افاضل تركوا بصمتهم وكانوا قُدوة لغيرهم :- مصطفى السباعي - إبراهيم الطه - صالح طعمه - برهان حمزة - طه نحاس - فوزي حمد - عبدالفتاح ابوغدة - امين الشاكر - ................ رحمهم الله جميعاً ، سيسعد بِلقائهم وسيسعدون بِلقاءِه ان شاء الله.

- جفاني النوم يا أبا زياد ...... تلعثمت الكلمات يا أبا زياد ....... ذبِلت المُقل يا أبا زياد ...... اعتصر القلب يا أبا زياد ....... جفّت الأقلام يا أبا زياد........تمنيتُ أن أكُونَ ضليعاً بِاللّغة أو شاعِراً لِأنفُثَ بعض مايعتلِجُ في صدري يا أبا زياد .......

- إنّ العين لتدمع وإنّ القلب ليخشع وإنّا على فِراقك ياحبيبي لمَحزُونُون.... مَحزُونون..... مَحزُونون ..... ولانقول إلّا مايُرضي ربنا : إنّا لله وإنّا إليه لراجِعُون .

اللّهم لاتحرمنا أجره ولاتفتِنا بعده وأرحمنا حِين نصيرُ إلى ماصار إليه واحشُرنا بِرفقتهِ تحت لِواء سيّد المرسلين ﷺ 

والحَمدُلِله ربِ العالمين