كلمات في رثاء الأستاذ طارق حاج إبراهيم رحمه الله تعالى

رحم الله أخانا الكبير الحبيب الأستاذ الداعية طارق الحاج إبراهيم الذي توفي بمكة المكرمة ليلة الجمعة ١٩ من رمضان ١٤٣٧ ‏:

كتب د. إياد في رثاء أبيه الأستاذ طارق الحاج إبراهيم :

مات أبي ... وكنت أظنه لا يموت!! 

كان الموت يخطف من حوله من أصحاب وأحباب، جيران وخلان، أقارب وإخوان ... لكنه لا يقربه ولا يدانيه...

كنت أخال الموت يعلم أنه مفيد للإنسانية بل لكل المخلوقات ... فيدعه..

كان يقري الضيف ويغيث الملهوف، ويحمل الحافي، يطعم الجوعى ويسقي العطشى فماء زمزم يشهد له ...

كان صواما قواما، زاهدا عابدا، لا أذكر أنه اغتاب أحدا أو استمع لغيبة، وما أذكر أنه ترك فريضة ولو ناسيا.

سكن مكة فما رأيته إلا حاجا أو معتمرا لما يقارب ٥٥ سنة.

كان محبا للفقير قبل الغني، والضعيف قبل القوي، والصغير قبل الكبير.

لم يكن أبي فقط، كان كل حيلتي وقوتي، كان عمري وحياتي.

ما كان أبي لوحدي، كان أبا لكثير، كان أبا للجميع. 

برحيله أُغلق عليّ باب من أبواب الجنة.

رحل مساء الخميس ليلة الجمعة، بعد  أن أفطر مع ضيوفه كعادته، ثم صلى العشاء والتراويح في المسجد، ثم عاد للبيت فوزع ماء زمزم على الأهل والجيران والأحباب... ثم جلس في مكانه الذي يقرأ فيه القرآن وأسلم الروح بكل هدوء لبارئها.

ربما امتلك أبي صفات عديدة يحبها العباد ويحبها رب العباد، ولكنني أحتسب عند الله صفة الكرم لأنها كانت ملازمته، وها قد رحل لعند الكريم، وما عادة الكريم إن حل بدار الكريم إلا أن يكرم وفادته، فما بالي بأكرم الأكرمين.

اللهم عامله بكرمك ولطفك ورحمتك،

مات أبي .... ولكنه لم يمتِ.

رحم الله أبي ... ورحم الله عبدا قال آمينا.