قراءة في غزوة خيبر (4)

الدكتور عثمان قدري مكانسي

أبي اليسر  

قال :أبو اليسر كعب بن عمرو:  والله إنا لمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر ذات عشية ، إذ أقبلت غنم لرجل من يهود تريد حصنهم ، ونحن محاصروهم . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من رجل يطعمنا من هذه الغنم ؟ قال أبو اليسر : فقلت : أنا يا رسول الله قال : فافعل ؛ قال : فخرجت أشتد مثل الظليم ( ذكر النعام) ، فلما نظر إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موليا قال : اللهم أمتعنا به قال : فأدركت الغنم وقد دخلت أولاها الحصن ، فأخذت شاتين من أخراها ، فاحتضنتهما تحت يدي ، ثم أقبلت بهما أشتد ، كأنه ليس معي شيء ، حتى ألقيتهما عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذبحوهما ، فأكلوهما ، فكان أبو اليسر من آخر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هلاكا فكان إذا حدث هذا الحديث بكى ، ثم قال : أمتعوا بي ، لعمري ، حتى كنت من آخرهم هلكا .
دعاء الرسول ل
صفية أم المؤمنين  

لما افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القموص ، حصن بني أبي الحقيق ، أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بصفية بنت حيي بن أخطب ، وبأخرى معها ، فمر بهما بلال ، وهو الذي جاء بهما على قتلى من قتلى يهود ؛ فلما رأتهم التي مع صفية صاحت . وصكت وجهها وحثت التراب على رأسها ؛ فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أعزبوا عني هذه الشيطانة . وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبلال ، حين رأى بتلك اليهودية ما رأى : أنزعت منك الرحمة يا بلال ، حين تمر بامرأتين على قتلى رجالهما ؟ وأمر بصفية فحيزت خلفه . وألقى عليها رداءه ؛ فعرف المسلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد اصطفاها لنفسه .

وكانت صفية قد رأت في المنام وهي عروس بكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق ، أن قمرا وقع حجرها . فعرضت رؤياها على زوجها ؟ فقال : ما هذا إلا أنك تمنين ملك الحجاز محمدا ، فلطم وجهها لطمة خضر عينها منها . فأتي بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبها أثر منه ، فسألها ما هو ؟ فأخبرته هذا الخبر .
عقوبة كنانة بن الربيع  

وأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكنانة بن الربيع ، وكان عنده كنز بني النضير ، فسأله عنه . فجحد أن يكون يعرف مكانه ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من يهود ، فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إني رأيت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة ؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكنانة أرأيت إن وجدناه عندك ، أأقتلك ؟ قال : نعم . فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخربة فحفرت ، فأخرج منها بعض كنزهم ، ثم سأله عما بقي ، فأبى أن يؤديه ، فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
الزبير بن العوام ، فقال : عذبه حتى تستأصل ما عنده فكان الزبير يقدح بزند في صدره ، حتى أشرف على نفسه ، ثم دفعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى محمد بن مسلمة ، فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة .
مصالحة الرسول أهل خيبر  

وحاصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل خيبر في حصنيهم الوطيح والسلالم ، حتى إذا أيقنوا بالهلكة ، سألوه أن يسيرهم وأن يحقن لهم دماءهم ، ففعل . وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد حاز الأموال كلها : الشق ونطاة والكتيبة وجميع حصونهم ، إلا ما كان من ذينك الحصنين .

فلما سمع بهم أهل فدك قد صنعوا ما صنعوا ، بعثوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسألونه أن يسيرهم ، وأن يحقن دماءهم ، ويخلوا له الأموال ، ففعل . وكان فيمن مشى بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبينهم في ذلك محيصة بن مسعود ، أخو بني حارثة ، فلما نزل أهل خيبر على ذلك ، سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعاملهم في الأموال على النصف ، وقالوا : نحن أعلم بها منكم ، وأعمر لها ؛ فصالحهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على النصف ، على أنا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم ؛ فصالحه أهل فدك على مثل ذلك ، فكانت خيبر فيئا بين المسلمين ، وكانت فدك خالصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، لأنهم لم يجلبوا عليها بخيل ولا ركاب .
أمر الشاة المسمومة  

فلما اطمأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهدت له زينب بنت الحارث ، امرأة سلام بن مشكم ، شاة مصلية ، وقد سألت أي عضو من الشاة أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقيل لها : الذراع ؛ فأكثرت فيها من السم ، ثم سمت سائر الشاة ، ثم جاءت : بها ؛ فلما وضعتها بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تناول الذراع ، فلاك منها مضغة ، فلم يسغها ، ومعه بشر بن البراء بن معرور ، قد أخذ منها كما أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

فأما بشر فأساغها ؛ وأما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلفظها ، ثم قال : إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم ثم دعا بها ، فاعترفت ؛ فقال : ما حملك على ذلك ؟ قال : بلغت من قومي ما لم يخف عليك ، فقلت : إن كان ملكا استرحت منه ، وإن كان نبيا فسيخبر ، قال : فتجاوز عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومات بشر من أكلته التي أكل .

 
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قال في مرضه الذي توفي فيه ، ودخلت أم بشر بنت البراء بن معرور تعوده : يا أم بشر ، إن هذا الأوان وجدت فيه انقطاع أبهري من الأكلة التي أكلت مع أخيك بخيبر قال : فإن كان المسلمون ليرون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مات شهيدا ، مع ما أكرمه الله به من النبوة
 
إضاءة :
1-    قد يتساءل أحدنا ، كيف تقترب الأغنام بثغائها وعددها الملفت من الحصن ولا ينتبه المسلمون إليها ابتداءً ، وكيف يجرؤ الرعيان أن يخرجوا من الحصن وهو محاصر ثم يعودون مع أغنامهم وكأن شيئاً لم يكن؟ وأين حرس المسلمين ومقدمتهم؟ وكيف تغيب هذه الأغنام عن عيون المسلمين وهم يحاصرون الحصن ، ثم ينفتل أبو اليسر خلسة فيدخل بين حرس اليهود ورعيانهم ليقتنص شاتين ، وكيف يرضى المسلمون أن يأكلوا شيئاً مسروقاً أو مختلسَاً ؟ ولماذا لم يهجموا فيأخذوا القطيع كله وقد كان بين أيديهم؟ هذه الأسئلة تخطر في الذهن وتتطلب الإجابة قبل التعليق على هذه الحادثة...
2-    الملاحظ من المقدمة أن المسلمين بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يحاصرون أحد الحصون في يوم من أيام الحصار الذي امتد أياماً طويلة والحصار بين مدّ وجزر ، فمرة يهاجمون الحصن ومرة يبتعدون عنه ، وتارة يشتد الحصار وتارة تهدأ الأمور ، وبين هذا وذاك يغتنم الطرفان فرصة تغيب عن الطرف الآخر ، ولعل الرعاة بغنمهم كانوا قبل مباغتة المسلمين في مرعى من المراعي البعيدة أو القريبة ، فلما علموا أن المسلمين على أبواب حصنهم تخفوا في مغارة أو كنف جبل قريب أو كهف ، فلما وجدوا سانحة للدخول إلى الحصن في ابتعاد المسلمين أسرعوا إلى الحصن فرأى المسلمون آخرها يدخل الحصن ، ولم يكن من السهل الهجوم لوجود حرس منتبه ، وهنا يمكن للفرد أن يلج بسرعة واليهود يظنونه – وهو مقبل وحده – فرداً منهم فلا يأبهون له ، فيحمل واحدة أو اثنتين ويغيب بسرعة من بين الرعاة والحرس  قبل أن ينتبهوا له . وهذا يُعتبر اختباراً لمهارة المقاتل وشجاعته وحسن تصرفه وتشجيعاً له على المغامرة والتصرف البدهي الإيجابي .
3-    ولأن القوم في حرب فليس الأمر سلباً ولا سرقة وإنما هو غنيمة يغنمها من العدو ونقطة تحسب له في المعركة وتعتبر نكاية بعدوّهم ، كما أن المسلمين وهم في حالة الهجوم لا يودون أن يكون معهم ما يثقل تحركهم ، فلو أخذوا القطيع لأضعف الاعتناء به من حركتهم وصرف جزءاً من اهتمامهم بالحرب إلى ما هم بغنى عنه ولا حاجة لهم به. وانظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم "  من رجل يطعمنا من هذه الغنم " فهو تدريب ليس إلاّ ، وتحفيز للهمم ، وبذر للتنافس والسباق إلى تنفيذ الأوامر وروعة الجندية .
4-    والجميل في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم حين رآه ينطلق بسرعة كالظليم نحو القطيع لا يهاب من يخطِر بينهم ولا يهتم لهم ، وهذه قمة الشجاعة والثقة بالنفس " اللهم متعنا به" احفظه يارب وأعده سالماً غانماً ، فقد حمل الشاتين بقوة وعاد بهما بخفة ورشاقة كأنه لا يحمل شيئاً .. هذا الدعاء من القائد لأحد جنوده دليلٌ على حبه إياهم وهم يبادلونه حباً ، وحين تكون العلاقة بين الرئيس والمرءوس قائمة على العطف والحب والمودة فاعلم أن هذا الجيش منتصر وأنه سيصل إلى هدفه لا ريب. وعاش أبو ياسر طويلاً ببركة دعاء المصطفى له صلى الله عليه وسلم. وتصور شوق هذا الصحابي للنبي صلى الله عليه وسلم ولصحبه الكرام ، فهو يقص ما جرى وهو يبكي لطول عمره ورغبته لقاءَ الأحبة محمداً وصحبه.
5-    صفية رضي الله عنها ترى - لحسن طالعها - قمراً وقع في حجرها ، وكانت عروساً عند كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق ، فتذكر هذا الحلم لزوجها ، فيصفعها فتخضر عينها ويؤوله برسول الله صلى الله عليه وسلم ، صدق تأويله ليصيب الخيرُ صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها وتكون زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم . وكان زواجها خيراً لها ولكثير من قومها اليهود الذين أسلموا وحسن إسلامهم . فقد سباها المسلمون ورآها النبي صلى الله عليه وسلم فاصطفاها لنفسه ، وأكرمها إذ جعل عتقَها مهرها.
6-    من التصرف الحسن أن يراعي القوم أفئدة النساء والصغار ، فلا يرينَ النساءُ ما يسوءهنّ ، وقد يخطئ أحدنا فيتصرف بما لا يناسب فتبكي النساء لأنهن لا يتحملن ، وقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء خيراً فقال : " اتقوا الله في النساء " لقد أخطأ بلال حين مرّ بامرأة من اليهود على قتلاها فصاحت وبكت واستعبرت ، فنهى النبي عليه الصلاة والسلام عن إيذائهنّ في رؤية ما يكرهْنَ .
7-    من أساليب العرب كلمات لا يُقصد بها التشنيع أو الدعاء السيء أو الإهانة ، ولكنها تخرج لمعان التعجب أو الاستعظام أو الكره ... ، كأن يقول أحدنا للآخر متعجباً من فعله " لا أبالك" فهو لا يدعو عليه باليتم . وكذلك قد يقول له :" قاتلك الله " وهي ليست دعاء عليه بل استنكارٌ أو تعجبٌ من فعل ، وكذلك " كذبْتَ " بمعنى أخطأتَ . ومن هذه الكلمات ما قاله النبي حين سمع صوت المرأة اليهودية وصريخها "  أعزبوا عني هذه الشيطانة " فصياحها وولولتها الشديدان المهيّجان بعد الهدوء والسكون غير مناسبين ، فتصرفت بفطرتها الأنثوية صارخة . والدليل على رحمة النبي بالإنسان الضعيف قوله لبلال:" : أنزعت منك الرحمة يا بلال ، حين تمر بامرأتين على قتلى رجالهما ؟
8-    الاستعانة بالآخرين للوصول إلى الهدف مطلوب ، فقد استعان الرسول بيهودي لمّاح رأى كنانة يكثر الطواف بخربة فعلم أنه يخبئ فيها كنزه الذي يسأل عنه المسلمون ، كما أننا نجد الوضوح في المفاوضة في قوله صلى الله عليه وسلم " أرأيت إن وجدناه عندك ، أأقتلك ؟ قال : نعم . " وكان على الرجل الواعي لو وجد منفذاً من الموت أو القتل أن يغتنمه خاصة أن ما ينكره لن يفيده لأنه فقده حين صار أسيراً أولاً ، ولأنّ خسرانَ شيء أنفع من خسران كل شيء ثانياً . ولأن خصمه الذي لا يريد به شراً قد اقترب من هدفه ثالثاً ، ولعل القارئ يعود إلى مقطع " عقوبة كنانة بن الربيع " ليرى العناد الخاسر الذي قاد إلى تعذيبه ثم إلى قتله.
9-    راهن كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق رهاناً خاسراً حين لم يقدر الأمور بقدرها ،وأقر موافقاً على قتله ، فقدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لمحمد بن مسلمة يضرب عنقه بأخيه محمود الذي ألقي عليه الرحى فمات متأثراً بعد ثلاثة أيام من الحادثة . وأقر الله عينه حين قطعت عنق رامي الرحى قبل أن يسلم محمود الروح إلى بارئها . ولعل كنانة لو كان لبيباً ولم يراهن الرهان الخاسر لم يقتل ، ولعلي أزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسعد محمد بن مسلمة حين أسلمه سيّدَ الحصن ، فكان أن ثأر لأخيه أولاً ، وكوفئ لشجاعته ثانياً ، وأزكى روح التنافس بين المجاهدين ثالثاً .
10-                       كان يهود خيبر في نهايتهم ثلاثة أقسام أما القسم الأول :
أ‌- فأهل الحصون التي فتحت قتالاً ، فقد أسِر رجالهم وقتل الكثير منهم وسبيت نساؤهم وأبناؤهم .
ب‌- والقسم الثاني حوصروا وقوتلوا فاستسلموا دون أن يُفتح حصناهم ( الوطيح والسلالم ) ونزلوا على الذلّ شرط أن يدعهم رسول الله يسيرون وأن يحقن دماءهم ، ويخلوا له الأموال فكان هذان الحصنان مع غيرهما فيئاً للمسلمين ،
ت‌- والقسم الثالث هم أهل فدك لم يحاربوا السلمين وفعلوا ما فعله أهل الحصنين ( الوطيح والسلالم) فكانت فدك فيئاً لرسول الله دون المسلمين ، لكنّهم اتفقوا مع رسول الله أن يظلوا في حصونهم يعملون ( مرابعين ) لهم نصف ثمار خيبر عملاً وأجرة لا ملكاً ، فلرسول ِ الله والمسلمين أن يخرجوهم متى شاءوا .
وهكذا آلت خيبر بعد الغزوة ، فكان الجهاد في سبيل الله إعلاء للحق ونصراً للإسلام وشوكة وقوة ، وسار المسلمون في العهد الأول للخلافة على هذا المنوال.
11-                       وخط القائد الفذ صلوات الله وسلامه عليه أسلوباً عملياً حين ترَكَ للعامل الماهر غير المسلم أن يبقى في عمله للفائدة المرجوة من خبرته إلى أن يأخذ مكانه المسلمُ الذي مَهَرَ في العمل وأتقنه. ، وجدير بنا أن نتفهم قول عمر لأبي موسى الأشعري في العراق حين أمره أن يعفي المجوسي أو اليهودي من عمله واعترض أبو موسى بسبب مهارته ( مات المجوسي) .
12-                       وينبغي أن يعلم المسلمون أن اليهود مخادعون ولو أظهروا اللطف في حال الضعف ، فالله تعالى يحذرنا منهم ومن مكرهم في مواقع كثيرة في كتابه الكريم، وقد سممت اليهودية الشاة التي أهدتها لرسول الله وزاد في مكرها أنها حين سممت اللحم أكثرت السمَّ في أحب أنواع اللحم له صلى الله عليه وسلم ( الذراع). ولولا لطف الله تعالى لانتهى أجله ،
13-                       وهنا نعلم أن الله يحفظ عباده الصالحين ويكلؤهم برعايته ويبطل مكر الماكرين فقد أخبره جبريل أن الشاة مسمومة فامتنع عن الأكل . زكذلك يهيئ للصالحين النجاة والفوز على غيرهم.
14-                       ولا بد من القصاص ، وهذا مبدأ ثابت كي يحسب المجرم ألف حساب قبل أن يقدم على فعلته الشائنة ، فلما مات بشر بن البراء قتلتِ المرأة به .
15-                       لا تنطلي الأحابيل على المسلم ولا يغشه اللينُ في الكلام ولا معسوله.  إذ لم ينفع المرأة حين سئلت عن سبب تسميم الشاة ، فادّعت أنها كانت تريد التأكد من نبوة الحبيب محمد ( لو كان نبياً أنقذه ربه ، ولو كان غير ذلك تخلصنا منه ) لم ينفعها ذلك من القصاص العادل .
16-                       وأخيراً يرى العلماء أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين احتضر شعر أن أبهره انقطع ، فكأن السم بقي في جسده لا يضره إلى أن حان أجله ففتك به ، وبهذا نال درجة الشهادة إلى درجة النبوّة . وهم بذلك يعظمون من شأن الشهادة ومكانة الشهيد .  

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين