قالوا عن الشيخ محمد سعيد الطنطاوي بعد وفاته -3-

انتشر نبأ وفاة العلامة الداعية المربي الشيخ محمد سعيد الطنطاوي على وسائل التواصل، وعلق الكثير من الإخوة المحبين له والعارفين بفضله على إثر هذه الفاجعة بفقده، وقد رأيت جمع ما وقفت عليه من كلمات وتعليقات في هذه المناسبة، وهذه الحلقة الثالثة مما وقفت عليه:

كتب الأستاذ علي صدر الدين البيانوني: 

عظم الله أجرنا وأجركم.. وتغمّد فقيدنا بواسع رحمته.. وأسكنه فسيح جناته.. وجمعنا به في مستقرّ رحمته.. مع الأنبياء والصدّيقين والشهداء والصالحين.. وحسُن أولئك رفيقا.. إنا لله، وإنا إليه راجعون

كان - رحمه الله - من صفوة الصفوة، وكان عاليَ الهمة، قويّ العزيمة.. يأخذ نفسه بالعزائم.. أسأل الله عز وجل أن يتقبّله في علّيّين.. ويجمعنا به تحت ظلّ عرشه، يوم لا ظلّ إلا ظلّه.

وكتب الأخ الدكتور عادل قوتة: 

شيخنا جميعاً، العلامة الحُفَظة الطُّلعة الراوية النسَّابة، 

الزاهد العابد الأوَّاه، لم ألق أروى منه للشعر ولا لحوادث التاريخ وأعلامه وأخباره. 

ولا أكثر تواضعاً وإكراماً لضيفه وإدخالاً للسرور عليه، على وحشته وعزوبيته وآلامه وأمراضه وعلو سنه!

والشعر يُسمع إلقاءً منه شعرٌ مدوٍ مضاعفٌ، كأنما يلبس ثوب الشاعر الذي ينشد له!

وقرَّبني وأدناني، من نحو أربعين سنة، وأكرمني وأثر في تكويني وسلوكي وذائقتي، وله علي فضل كبير ممتد لا أنساه.

اللهم اغفر لعبدك الصالح شيخنا محمد سعيد الطنطاوي، وعوض صبره واحتسابه بالرَّوح والريحان والنعيم المقيم، في جناتك جنات النعيم. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وكتب أيضا معلقا على مقال الدكتور عمر بن عبد الله بن طالب أول الذكرى المنشور في الموقع هـــنا

"قد عبر - صاحب المقال- مع عدم معرفتي به لجهلي وتقصيري -والله عن جملة ما عشته مع الشيخ، وكان في غاية الإبانة عن مقدار ما يشعر به كل من لقيه ونعم بمجالسته.

رحمه الله تعالى ورفع قدره في عليين.

ووالله، ثم والله، ثم والله، من تمرس بكتب تراجم الأعلام، وبلغه عن حفظهم، وموسوعيتهم، وتفننهم، ودقتهم، وصلاح العباد وزهد الأئمة، وبهره ذلك، وخالج نفسه ظنون المبالغة، وخواطر التزيد، وتردد في تصديق بعض ذلك !!= فإن من لقي هذا العيلم الزخَّار المتفنن، العابد الزاهد الأواه = يرى حقيقة ذلك أمامه، وأن هذا الشيخ الجليل هو " ما صدق" تلك الأخبار عياناً.

وأنه قد جيء به من القرن الثالث إلى هذا الزمن الصعب وهذه الأيام النحسات، مصدقاً لذلك!!

" أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها".

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وكتب الأخ محمد مجير الخطيب: 

إنا لله وإنا إليه راجعون

اللهم اجرنا في مصيبتنا وعوِّضنا خيرًا منها

انتقل في هذا اليوم إلى رحمة الله بقيَّة الرعيل الأول من رجالات دمشق في القرن الماضي ...

العالم العامل ، الزاهد المتقشف ، البحاثة الأديب ، الفقيه الحنفي ، المتبحر في العلم، المستتر بالانجماع عن الخلق ، الأستاذ الشيخ محمد سعيد بن الشيخ مصطفى الطنطاوي ، المولود بدمشق 1343/ 1924 سبط العلامة الشيخ أبي الفتح ابن العلامة الجليل الشيخ عبد القادر الخطيب الحسني .

فقدته دمشق كما فقدت غيره من فلذات أكبادها بعد أن غادرها أنفة ممَّا كان يكتب سنة 1963 على جدران مدرسة ( الثقفي ) التي كان مدرسًا فيها لمادة الكيمياء وكان من ألمع مدرِّسي الكيمياء في سورية ...

ووجد في الأرض مراغمًا كثيرًا وسعة ، وجاور عقودًا في بلد الله الأمين ، يقصده عارفو فضله ، ولا يقصد هو أحدًا ، عاش فيها وحيدًا ومات عزبًا ...

ومع شدة طبعه وجلال مظهره، ترى تواضعًا وبساطة يذهبان بآثار تلك الشدة لمن أنس بالشيخ وأنس الشيخ به ...

كانت صلاة الجماعة في المسجد معلمًا يُعرف به لا يترخص بتركها لزائر نزل به، بل يصطحب زائريه معه إلى المسجد

ولا تكاد تذكر أمامه شيئاً إلا وينشدك بيتًا من الشعر ... وغالبًا ما يمتحن مستمعه بسؤال مملح بدعابة الأذكياء ...

أحوال الشيخ وصفاته رحمه الله مما يجدر أن يجمعه محبّوه

رحمه الله، آنسه الله، عوضه الله الجنة ... اللهم أنزله عندك في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

الحلقة الثانية هنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين