فقيه تريم ومفتيها الشيخ فضل بن عبدالرحمن بافضل

 (1347 – 1421هـ)

 

 اسمه ونسبه:

هو الشيخ العلامة الفقيه فضل بن عبدالرحمن بن محمد بن فضل بن محمد بن حسين بن أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالقوي بن عبدالوهاب بن أبي بكر بن عبدالرحمن بن عبدالله بن يحيى بن أحمد بن محمد بن فضل بن محمد بن عبدالكريم بن محمد بن فضل بن سعد بن أحمد بن محمد بن الفضل بن أبي الفضل أحمد بن عبدالله بن سعد بن خيثمة بن عبدالرحمن بن أبي سبرة الإمام الصحابي يزيد بن مالك بن عبدالله بن ذؤيب بن سلمة بن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفي بن سعد العشيرة بن مالك (ويسمى مذحجا) بن أدد بن يزيد بن يشجب بن عرب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان المذحجي السعدي السبري. 

مولده ونشأته:

ولد الشيخ فضل سنة 1347هـ الموافق 1929م في مدينة شربون ( ) في إندونيسيا، وسماه الحبيب علوي بن محمد الحداد (صاحب بوقور) فضلا، وقال لأبيه عند التسمية: إن كبار أجدادكم فيهم الكثير ممن اسمه فضل ونرجو أن يلحق بالسلسلة الولد الجديد إن شاء الله. ونشأ وتربى في بداية حياته بمدينة شربون حيث يقيم والداه، ثم خرج به والده إلى تريم وعمره لم يتجاوز العشر سنوات مع أخيه وشقيقه الأكبر عمر.

طلبه للعلم وأشهر شيوخه:

بدا الشيخ فضل رحلته العلمية بمدارس القرآن مع أخيه عمر، ثم أدخلهما والدهما رباط تريم العلمي، ومن أشهر شيوخه:

1- الحبيب عبدالله بن عمر الشاطري (ت 1361هـ).

2- الشيخ محمد بن عوض بافضل (ت 1369هـ).

3- الشيخ سالم بن سعيد بكير باغيثان (ت1386هـ).

4- الشيخ محفوظ بن سالم بن عثمان (ت 1396هـ).

5- الشيخ توفيق بن فرج أمان (ت 1399هـ).

تدريسه وأشهر من أخذوا عنه:

كان من سنة السلف الصالح أن يتولى التدريس من تأهل له بعد إذن شيوخه له، والشيخ فضل تولى التدريس مبكرا في عدة مواطن، فلقد تصدر للتدريس في الأماكن الآتية:

1- درس طلاب العلم في بيته.

2- زاوية الشيخ سالم بافضل.

3- رباط تريم العلمي.

4- مسجد فضل بامقاصير.

5- كلية الشريعة (جامعة الأحقاف).

وبالنظر إلى الأماكن التي تولى التدريس فيها؛ فإنه يعسر حصر طلاب العلم الذين تخرجوا على يديه، إلا أننا يمكن أن نذكر كبار تلاميذه الذين يعدون اليوم من العلماء الذين يشار إليهم بالبنان والذين يشكلون اليوم أبرز أعضاء مجلس الإفتاء بمدينة تريم عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2010م وهم:

1- السيد علي المشهور بن محمد بن سالم بن حفيظ.       (رئيسا)

2- الشيخ محمد بن علي الخطيب.                           عضوا.

3- الشيخ محمد بن علي باعوضان.                           عضوا.

4- السيد حسن بن محسن الحامد.                          عضوا.

5- الشيخ محفوظ بن كرامة سهيل.                          عضوا.

آثار المؤلف:

من يقرأ عن علماء حضرموت يجد كثيرا منهم يهتم بالعلم ثم العمل والتعليم، ولا يتفرغ أكثرهم للاعتكاف على الكتابة والتأليف، ولعل من أدل الأدلة على ذلك إذا نظرنا إلى شيوخ الشيخ فضل عليهم رحمة الله جميعًا، لا نجد لهم مؤلفات تذكر مقارنة بما عرف عنهم من التمكن العلمي الذي أهلهم أن يُخرجوا تلاميذ نجباء كأمثال الشيخ فضل، إلا أننا نجد الشيخ فضل عليه رحمة الله أبقى لنا آثارا تدل على علمه كأنه يقول:

تلكم آثارنا تدل علينا ** فانظروا بعدنا إلى الآثار

ومن أشهر آثار المؤلف ومؤلفاته:

1- تعليقات على (مطلب الإيقاظ) للحبيب عبدالله بن حسين بلفقيه.

2- تقريرات على (زيتونة الإلقاح) للشيخ عبدالله باسودان.

3- حاشية على (عماد الرضا) للشيخ زكريا الأنصاري.

4- حاشية على (إيضاح العمدة في مسائل العهدة) للشيخ علي بن عبدالرحيم باكثير.

5- الفتاوى الفقهية والفوائد وقد طبعت بعنوان (مناهل العرفان من فتاوى وفوائد الشيخ فضل بن عبدالرحمن).

6- فوائد في النكاح (مختصر في علم النكاح).

7- الفوائد المحبرة على مسائل الحج والعمرة.

وفاته:

بعد حياة حافلة بالعطاء والعلم والمعرفة، حان انتقال الشيخ إلى دار الجزاء، فمرض الشيخ فضل يوم الخميس، وتوفي بتريم يوم السبت الحادي عشر من شهر المحرم سنة 1421هـ، الموافق 14/4/2000م ودفن يوم الأحد بعد أن شجع جثمانه أهله وطلاب العلم والأعيان من نواحي حضرموت، وقبل الصلاة عليه تكلم العلماء منبهين إلى أن وفاة العلماء علامة لانحسار العلم وانقباضه؛ حتى يتيقظ طلاب العلم للاهتمام بالعلم ليكونوا خير خلف لأسلافهم وأشياخهم، ولقد رثاه عدد من الشعراء، فمن أشهرهم الشاعر الأديب عبدالقادر الجيلاني بن علوي الخرد حيث ألقى قصيدة طويلة منها قوله:

فضل وإحسان وجود دائم * من الله يغشى الفاضل الفضلي

أيا فضل ودَّعناك رحمان راحما*وندعوه أن يجزيك الخير يا فضل بالفضل

أيا فضل ودَّعناك حرّى نفوسنا *وكل بَنِي الغنَّا يعزون بالفضل

أيا فضل قد أنزلت ساحة رحمة* نزلت على مَن يُعطي الخير بالفضل

أيا فضل ندعو الربَّ أن يُخلف الورى * شبابا يقيمون العلوم كما الفضل

أيا فضل تبكيك المعاهد كلها * وتذكر فضلا بالحنوِّ وبالفضل

أيا فضل تبكيك العيون دموعها * ولو سكب القاني لا وفَّى للفضل

أيا فضل تبكيك القلوب وجيعة* ومن تبكي إن لم تبكِ للعالم الفضل

أيا فضل قد فضِّلت فينا بحكمة * وفقهٍ وفي الأخرى من الله بالفضل

أيا فضل إنا حامدون لربنا * هو الفرد محمود على الكره والفضل

وفي الختم صلِّ يا إلهي على النبي * وآلٍ وصحب والمتابع بالفضل

#تعقيب على ترجمة شيخنا فضل للدكتور محمد أبو بكر باذيب

 

قرأت ترجمة الشيخ العلامة. استاذنا وشيخنا فضل بن عبدالرحمن. جزى الله خيرا من نشرها. وعندي ملاحظات يسيرة:

 

1. نسب ال بافضل ينتهي الى عبدالكريم بن محمد بن فضل. ولا يعرف تسلسلهم الى سعد العشيرة. فمن اين اتى الكاتب بهذا النسب؟. إذا كان مؤرخ ال بافضل في كتابه (صلة الاهل) توقف فيه. فكيف بغيره؟! 

 

2. حاشيته على عماد الرضا. رأيتها بخطه وسألته هل الحاشية لكم. فقال لي: لا. انما هذه حاشية شيخنا سالم سعيد كتبتها بخطي. وزدت عليها من تقريره. فليعلم.

 

3. الفتاوى المطبوعة هي نزر يسير من فتاواه وليست كلها.

 

4. يضاف الى مؤلفاته: رسالة في حكم صلاة الخمسة الفروض. 

 

5. توفي الشيخ في مستشفى سيون بعد ان رقد فيه ليومين بسبب الإسهال. وقد دخلت عليه بعد أن فرغ عشية الأحد. ولقيت شيخنا محمد علي الخطيب خارجا من عنده. بعد أن شد لحييه ويديه رحمه الله تعالى.