فضيلة الشيخ عبد الوهاب صبحي التونجي

 

القاضي الشرعي الممتاز وأحد مؤسسي دار الأرقم في حلب

ولد في حي المبلط القريب من باب النصر في حلب عام 1331هـ 1912م

نشأ في ظل أسرة متدينة وهي أسرة عريقة في حلب ، برز منها : د. محمد ألتونجي محاضر في كلية الآداب في جامعة حلب ، والدكتور عبد السلام ألتونجي ، وقاسم ألتونجي.

درس الابتدائية والإعدادية و حصل على الثانوية في حلب عام 1933م.

درس في المدرسة الفاروقية ، وكان الأستاذ عبد القادر السبسبي أحد أساتذته ، يدرسه مادة الحقوق.

درس في معهد الحقوق العربي في دمشق (الجامعة السورية) وتخرج منه عام 1937م.

عاد الشيخ عبد الوهاب ألتونجي إلى حلب بعد إكمال دراسته في كلية الحقوق بدمشق وكان ناشطاً في الجامعة السورية.

في عام 1938م، فتح مكتباً للمحاماة بالاشتراك مع عبد القادر السبسبي وبقيا معاً حتى تاريخ تعين ألتونجي في القضاء الشرعي في حلب آخر عام 1941م.

ناضل أيام الانتداب الفرنسي ،وحاربهم دون هوادة مع الشباب العربي في حلب.

درَّس في المدارس الثانوية ، وألقى محاضرات في كلية الحقوق في جامعة حلب منذ إنشائها.

ومن المدارس التي درَّس فيها الأستاذ عبد الوهاب ألتونجي معهد العلوم الشرعية (الشعبانية) عام 1369هـ ، حيث كان يدرس (قانون الأسرة) وكان زملائه في التدريس : علاء الدين علايا ، ومصطفى السرميني ، وأديب حسون ، وسامي بصمجي ، ومحمد الملاح ، وعبد الرحمن زين العابدين ، ومصطفى مزراب ، وبكري رجب.

توظف في دائرة بريد حلب ، وفي مديرية المالية ، وصار رئيس محكمة القضاء الشرعي في الباب.

نقل قاضياً إلى حلب في المحكمة الشرعية عام 1945م، وبقي في منصب حتى عام 1949م.

خلف الشيخ إبراهيم الترمانيني فعيَّن قاضياً ممتازاً ، وسمي القاضي الشرعي الأول عام 1953م، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1973م، حيث رقي إلى نائب رئيس محكمة النقض فنقل إلى دمشق ، وبقي في منصبه حتى عام 1976م، حيث أحيل إلى التقاعد.

عاد إلى ممارسة المحاماة في مدينة حلب.

من أبرز تلاميذه فيها:

الشيخ أحمد محمد سردار الذي تلقى عليه الإنشاء.

الدكتور محمد فاروق النبهان.

تأسيس دار الأرقم:

كانت للقاضي عبد الوهاب التونجي نشاطات اجتماعية وخيرية بين عام 1937-1941م ، حيث ساهم في تأسيس دار الأرقم التي كانت تقم داخل باب النصر في حلب.

وكان معه من الأعلام المؤسسين:

عبد القادر السبسبي ، وعبد الحميد الأصيل ، ويوسف الصقال ، وعبد الحميد ميري ، وشاعر الإنسانية المؤمنة عمر بهاء الدين الأميري ، ثم لحق ثم لحق بهم وانضم إليهم العلامة عبد الفتاح أبو غدة ، والأستاذ سامي الأصيل ، والأستاذ عادل كنعان ، ولم يكن عددهم في البداية يزيد على الأربعين ، لكنهم تمكنوا من جلب أعداد كبيرة من علماء المدينة وشيوخها وطلاب العلم ، ومن أبناء ريف حلب بما قاموا من أنشطة ومشروعات منها :

1 – إنشاء مكتبة عامرة بصنوف الكتب.

2 – شكلوا فرقاً كشفية ورياضية جذبت الشباب برعاية الأخ عبد الحميد الأصيل ، والأخ فوزي حمد ، وسامي الأصيل.

3 – وضعوا برنامجاً حافلاً بالمحاضرات في مقرهم وفي المساجد وخلال ثلاث سنوات وصل عدد المنتسبين بضعة عشر ألفاً.

4 – استقبلوا المسلمين اليوغسلان والرومان والبلغار والألبان الفارين من حمامات الدم ومجازر الشيوعيين في أوروبا الشرقية .

5 – أنشؤوا مدارس ليلية لمحو الأمية فتخرج منها كثير حملوا الشهادات ووصل بعضهم إلى الدكتوراه.

6 – أسسوا شركات صناعية وزراعية وتجارية مثل شركة النسيج والبناء والعقارات.

7 – وعندما اشتعلت الثورة في العراق ضد الانجليز أرسلوا فرقة من الشباب يقودهم الأخ فوزي حمد رحمه الله تعالى عام 1941م ويعاونه سامي الأصيل ، وعادوا برفقة مجاهدي فلسطين مطلوبين بشدة من الانجليز فأمنوا الملاذ الآمن لهم.

ومن اللافت للنظر أن معظم قادة الأحزاب في سورية التحقوا بدار الأرقم لفترة أو أخرى ، ثم شعروا بقتل الالتزامات الدينية والأدبية وأداء الطاعات واجتناب المحرمات فتركوها والتحقوا بالحركات السياسية كالبعثيين والناصريين واليساريين وأمثالهم.

جهوده في العمل الدعوي والحركي:

عمل في عدة مؤسسات خيرية وثقافية ورياضية وكشفية ، وخف نشاطه بعد توليه القضاء عام 1941م ، انتسب إلى الحركة الإسلامية في سورية منذ بدايات التأسيس ، وترقى في مناصبها ، وانتخب رئيساً للهيئة التشريعية للإخوان المسلمين في سورية عام 1954م.

صدقه وأخلاقه:

كان شديداً في الحق لا تلين قناته ، عادلاً في قضائه ، لا يخشى في الله لومة لائم ، وكان رجلاً صلباً في حكمه ، وكان يقف أمام المسؤولين الذين يحاولون التدخل في استقامة القضاء ، ولاسيما أمام حكم أديب الشيشكلي الذي لقي فيه عنتاً شديداً.

وكان متواضعاً نزيهاً عفيف اليد واللسان عطوفاً على الضعفاء ، لا يعرف الحقد والحسد ، وكان محباً للأطفال ، بعيداً عن الأضواء هادئاً مرحاً ، محباً للأسفار والتنزه ، مهيب الطلعة كريماً.

كان شاعراً مرهف الحس ، رثى زوج ابنته (غياث) الذي توفي بحادث سيارة مع زوجته (رائعة) في 2/شباط1976م فقال :

يا ملاكاً سرى إلى العلياء=يا مناراً يضي كل فضاء

طرت بالأمس رفرفاً عبقرياً=فطواك الرحمن في الغبراء

مؤلفاته:

أصدر بضعة كتب في القضاء الشرعي ، فكان له من المؤلفات :

1 – محاضرات في الشريعة الإسلامية ، القاها في الصف الأول في كلية الحقوق بحلب ، ط1، 1962م.

2 – وله مقالات في مجلة العدالة ، التي تصدرها وزارة العدل في الأمارات العربية المتحدة.

توفي في حلب عام 1983م (رحمه الله تعالى).

مصادر الترجمة:

مخطوط أعدّه الأخ أبو أسامة عن أعلام حلب.

مئة أوائل من حلب – أعلام ومعالم.

جريدة الوطن الحلبية العدد 1173

الذكرى المئوية لثانوية المأمون.