فضائل الاستغفار وآثاره

انتقاء الشيخ: مجد مكي

 
الاستغفار: هو طلب المغفرة من الله تعالى.
والمغفرة: كلمة تدل على معنى الستر والوقاية، ومنه: المغفر الذي يلبس في الحروب توقياً من الضرب والأذى.
فالمغفرة هي: وقاية شرِّ الذنوب مع سَتْرها.
وقد جاء في القرآن الكريم ذكر الاستغفار على وجوه متنوعة:
منها عن طريق الأمر، كقوله تعالى:[ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {البقرة:199}.
ومنها عن طريق المدح للمستغفرين:[وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ] {آل عمران:135}.
ومنها عن طريق الترغيب في الاستغفار: [وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا] {النساء:110} .
والاستغفار له فضائل كثيرة وآثار كبيرة:
1 ـ أنه تُصقل به القلوب وتنجلي عنها ظلمات الذنوب، لأن الذنوب لها آثار ظلماتية تنعكس على قلب صاحبها. فالذنوب تظلم لسوادها القلوب، وبالاستغفار تنجلي تلك الظلمات.
2 ـ بالاستغفار إرضاء الرحمن وخذلان الشيطان. روى الإمام أحمد والحاكم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال إبليس: يا ربِّ، وعزَّتِك لا أبْرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الله تعالى: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني).
وروى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (إن عبداً أذنب ذنباً، فقال: ربِّ أذنبت ذنباً فاغفر لي، قال الله تعالى: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي... ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنباً آخر فذكر مثل الأول) وفي رواية لمسلم أنه قال في الثالثة: فد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء.
قال الحافظ ابن رجب: (والمعنى: ما دام على هذه الحال: كلما أذنب استغفر. قال: والظاهر أن مراده الاستغفار المقرون بعدم الإصرار، ولهذا جاء في حديث أبي بكر رضي الله عنه مرفوعاً: (ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة).
وأما الاستغفار باللسان مع إصرار القلب فهو دعاء مجرَّد إن شاء الله أجابه، وإن شاء ردَّه.
قال: وقد يكون الإصرار مانعاً من الإجابة، وفي المسند من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعاً: (ويلٌ للمُصرِّين، الذين يصرُّون على ما فعلوا وهو يعلمون).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (المستغفر من ذنبه وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه).
فالاستغفار التام المؤدي إلى المغفرة هو الذي لم يقترن بالإصرار على الذنب كما مَدَح سبحانه أهله ووعدهم بالمغفرة فقال سبحانه:[وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ] {آل عمران:136}
ومن ثم قال بعضهم: استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار كثير.
وفي ذلك يقول بعضهم:
أستغفر الله من (أستغفر الله)               من لفظة بدرت خالفت معناها
وكيف أرجو إجابات الدعاء وقد       سددت بالذنب عند الله مجراها.
3 ـ ومن فضائل الاستغفار أن العبد يأمن من عقوبة الذنب.
روى أحمد عن فَضَالة بن عبيد مرفوعاً: ( العبد آمن من عذاب الله عزَّ وجل ما استغفر الله عزَّ وجل ).
وروى الترمذي عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنزل الله عليَّ أمانَيْن لأمتي: [وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ] {الأنفال:33}. فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة.
وروى الترمذي عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً: قال الله تعالى:( يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عَنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي).
4 ـ بالاستغفار يذهب قليل الشرك الخفي وكثيره: روى البخاري في الأدب المفرد عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: انطلقت مع أبي بكر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل) ، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلهاً آخر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، لَلْشرك فيكم أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب قليله وكثيره قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم).
معنى الاستغفار ومتى يشرع؟ وكيف يتحقق؟
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في تفسير سورة النصر:
المغفرة: هي وقاية شر الذنب لا مجرد الستر، والفرق بين العفو والمغفرة: أن العفو محو أثر الذنب، وقد يكون بعد عقوبة عليه، بخلاف المغفرة فإنها لا تكون مع العقوبة.
والاستغفار: هو خاتمة الأعمال الصالحة، فلهذا أُمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعله خاتمة عمره.
كما يشرع لمصلي المكتوبة أن يستغفر عقبها ثلاثاً، وكما يشرع للمتهجد من الليل أن يستغفر بالأسحار، قال تعالى: [وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ] {الذاريات:18}. وقال: [وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ] {آل عمران:17}. وكما يشرع الاستغفار عقيب الحج، قال تعالى:[ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {البقرة:199}.
وكما يشرع ختم المجالس بالتسبيح والتحميد والاستغفار، وهو كفارة المجلس.
روى الترمذي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من جلس مجلساً كثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك).
وسبب هذا: أنَّ العباد مقصِّرون عن القيام بحقوق الله كما ينبغي، وأدائها على الوجه اللائق بجلاله وعظمته، وإنما يؤدُّونها على قدر ما يطيقونه، فالعارف سيعرف أن قدر الحق أعلى وأجلُّ من ذلك. فهو يستحيي من عمله ويستغفر من تقصيره فيه، كما يستغفر غيره من ذنوبه وغفلاته. وكلما كان الشخص بالله أعرف كان له أخوف، وبرؤية تقصيره أبصر. ولهذا كان خاتم المرسلين وأعرفهم برب العالمين، يجتهد في الثناء على ربه، ثم يقول في آخر ثنائه: لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك).
الاستغفار يرد مجرداً، ويرد مقروناً بالتوبة، فإن ورد مجرداً دخل فيه طلب، وقاية شر الذنب الماضي بالدعاء والندم عليه، ووقاية شر الذنب المتوقع، وبالعزم على الإقلاع عنه.
وهذا الاستغفار الذي يمنع الإصرار بقوله: ( ما أصرَّ من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة) أخرجه أبو داود والترمذي، وبقوله: (لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار ).
وكذا في قوله تعالى:[وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ] {آل عمران:135} .
وفي الصحيح: (إنَّ عبداً أصاب ذنباً فقال: رب أذنبت ذنباً، وربما قال: أصبت، فاغفر لي، فقال ربه: أعَلِم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي. ثم لبث ما شاء الله. ثم أصاب ذنباً أو أذنب ذنباً. فقال: ربِّ أذنبت أو أصبت آخر، فاغفره، فقال: أعَلِم عبدي أنَّ له رباً يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي.ثم لبث ما شاء الله، ثم أذنب ذنباً، وربما قال أصاب ذنباً. قال: رب أصبت أو أذنبت آخر، فاغفر لي، فقال: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي ثلاثاً. فليعمل ما شاء ) البخاري ومسلم.
هذا الاستغفار هو الذي ثبت معناه في القلب مقارناً باللسان، فكلما وقع في الذنب عاد إلى التوبة، لا من قال: أستغفر الله بلسانه، وقلبُه مُصرٌِّ على تلك المعصية، فهذا الذي استغفاره يحتاج إلى الاستغفار.
وقوله: اعمل ما شئت: معناه: ما دمت تذنب فتتوب غفرت لك. كما أفاده ابن حجر في الفتح نقلا ً عن القرطبي والنووي.
وبعد أن بين الحافظ ابن رجب أن الاستغفار المجرد يمنع الإصرار ، قال أيضاً : وهو المانع من العقوبة في قوله تعالى:[وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ] {الأنفال:33}.
وإذا ورد الاستغفار مقروناً بالتوبة، اختصَّ بالنوع الأول، ليكون حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان، فإن لم يصحبه الندمُ على الذنب الماضي، بل كان سؤالاً مجرداً فهو دعاء محض، وإن صحبه ندم فهو توبة، والعزم على الإقلاع من تمام التوبة.
فيقال: الاستغفار المجرد هو التوبة، مع طلب المغفرة بالدعاء، والمقرون بالتوبة هو طلب المغفرة بالدعاء فقط كما في (جامع العلوم والحكم).
أما استغفار اللسان مع إصرار القلب على الذنب فهو دعاء مجرد إن شاء الله أجابه، وإن شاء ردَّه، كما سبق.
وقال الحافظ ابن رجب أيضاً في (تفسير سورة النصر )ص 101:
وفي فضائل الاستغفار ورد أحاديث كثيرة:
منها حديث: (جلاء القلوب تلاوة القرآن والاستغفار).
ـ روى البيهقي عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً: (إنَّ للقلوب صدأ كصدأ النحاس وجلاؤها الاستغفار).
وحديث: (إنَّ المؤمن إذا أذنب كانت نكتةٌ سوداءُ في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر، صُقِل قلبُه منها، وإن زاد زادت حتى تعلوَ قلبَهُ، فذلك الران الذي ذكر الله عزَّ وجل في كتابه: [كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ] {المطَّففين:14}.) رواه أحمد والترمذي , وابن ماجه.
وحديث: (ابنَ آدم! إنك لو بلغت ذنوبك عنان السماء ـ السحاب ـ ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي.
يا ابن آدم! لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقُرابها مغفرة) وتقدَّم.
وحديث ابن عمر رضي الله عنهما: (كنا نعدُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد: ربِّ اغفر لي وتُبْ عليَّ إنك أنت التواب الغفور) مائة مرة.
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (إني لأستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة وأتوب إليه )البخاري.
ومن حديثه مرفوعاً: (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم) مسلم.
وفي المسند من حديث عطية عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه [ثلاث مرات] غفر الله ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت مثل رمل عالج، وإن كانت مثل عدد ورق الشجر).
وحديث: ( مَنْ لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق فَرَجاً، ومن كل همّ مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب) أحمد وأبو داود وابن ماجه.
قال رياح القيسي: ( لي نيف وأربعون ذنباً، قد استغفرت لكل ذنب مائة ألف مرة).
قال الحسن: (لا تملُّوا من الاستغفار).
وقال بكر المزني: (إن أعمال بني آدم ترفع، فإذا رفعت صحيفة فيها استغفار رفعت بيضاء، وإذا رفعت صحيفة ليس فيها استغفار رفعت سوداء).
وعن الحسن قال: (أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، وأينما كنتم، فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة).
وقال لقمان لابنه: (أي بني عوِّد لسانك: (اللهم اغفر لي) فإنَّ لله ساعات لا يردُّ فيهن سائلاً).
ورُئي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في النوم فقيل له: ما وجدت أفضل؟ قال: الاستغفار.
*         *         *
فضل الإكثار من الاستغفار
ينبغي للمؤمن أن يكثر من الاستغفار لأنه في معرض الذنوب والخطايا في الليل والنهار، كما روى مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عزَّ وجل:(يا عبادي إنكم تخطؤون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفر لكم).
روى البيهقي عن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أحبَّ أن تَسُرَّه صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار).
وروى ابن ماجه بإسناد صحيح عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (طوبى لمن وُجد في صحيفته استغفار كثير).
فليبشر من كثر استغفاره بطوبى له، وطوبى من الطيب، فله طيب الحياة، وطيب الممات، وطيب المحشر والمنشر، وطيب المقام في الجنة...
وفي الحديث الذي رواه أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (شجرة في الجنة سيرتها مائة عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها).
ويستحب الاستغفار بالسحر: لأن الله تعالى يتجلَّى على عباده بالإجابة والقبول والمغفرة والإحسان، وقد مدح الله المستغفرين بالأسحار قال تعالى:[وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ] {الذاريات:18}. وقال: [وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ] {آل عمران:17}.
ولما طلب أولاد يعقوب عليه السلام من أبيهم أن يستغفر لهم وعدهم بذلك وأخَّرهم إلى السحر، وروي أنه سحر ليلة الجمعة كما أخبر الله عنه:[قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ] {يوسف:98}.
وفي الصحيحين: (ينزل ربنا ـ سبحانه ـ كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: مَنْ يدعوني فأستجيب له، مَنْ يسألني فأعطيه، مَنْ يستغفرني فأغفر له).
فالله تعالى يفتح لعباده أبواب غفرانه، وإحسانه، وفضله وعطائه، ويدعوهم إلى أن يقصدوه ويسألوه ليكرمهم، وهو أجلُّ من أن يفتح لهم باب الرجاء والدعاء، ثم يغلق عنهم باب الكرم والعطاء.
صيغ الاستغفار:
الاستغفار طلب المغفرة من الله تعالى، وقد جاء ذلك على صيغ متعددة:
1 ـ منها: قول العبد غفرانك، [وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ] {البقرة:285} . ومعنى غفرانك: اللهم إنا نسألك غفرانك.
2 ـ منها: أستغفر الله.
3 ـ ومنها: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيوم وأتوب إليه.
4 ـ ومنها: اللهمَّ اغفر لنا وارحمنا وتُب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
5 ـ ومنها: ربِّ اغفر لي وتُب عليَّ إنك أنت التواب الرحيم.
6 ـ ومنها: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
أفضل الاستغفاروهو سيد الاستغفار: روى البخاري عن شدّاد بن أوس مرفوعاً قال صلى الله عليه وسلم: (سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوءُ لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين