عون الله الإخلاصي

1320 ـ 1392 هـ

1902 ـ 1972 م

الشيخ أحمد عون الله بن الشيخ عبد الله الإخلاصي، وينتهي نسبه إلى الشيخ إخلاص الخلوتي المتوفي، سنة: 1074 هـ، شيخ الزاوية الإخلاصية الرفاعية(1).

مدير الأوقاف، عالم فقيه، وخطيب جريء، وفقيه مجاهد.

ولد في مدينة حلب، سنة: عشرين وثلاثمئة وألف للهجرة، ثم رحل مع والده صغيراً إلى (الأستانة)، وما لبث والده إن توفي في الأستانة، فعاد المترجم مع أمه إلى حلب.

وفي حلب انتسب إلى المدرسة (الخسروية)، سنة:1340هـ، وراح ينهل من معين علومها الثرة، فقرأ فيها علوم القرآن الكريم والتفسير والحديث ومصطلحه والفقه وأصوله والسيرة والأخلاق والفرائض وعلوم اللغة العربية نحوها وصرفها وبلاغتها وآدابها، بالإضافة إلى بعض العلوم الكونية، على كبار علماء عصره أمثال: الشيخ أحمد الزرقا، والشيخ أحمد الكردي، والشيخ محمد الحنفي، والشيخ محمد سعيد الإدلبي، والشيخ محمد الناشد، والشيخ أحمد الشمّاع، والشيخ محمد راغب الطباخ، والشيخ عيسى البيانوني، والشيخ محمد أسعد الإدلبي، والشيخ فيض الله الأيوبي(2) وغيرهم من علماء حلب الأجلاء.

ومع ما كان يعاني وأسرته في تلك الفترة من الفقر وشدة الحياة، فقد كان مثال طالب العلم المجد، وظل مثابراً على طلب العلم في هذه المدرسة المباركة إلى أن تخرج فيها مع الدفعة الثانية، سنة: 1346هـ(3).

لم يكتفِ الشيخ بما حصله من العلوم في المدرسة (الخسروية) على كثرتها، بل يمّم وجهه شطر مصر، لينتسب إلى أزهرها، ويعاود جده واجتهاده في تحصيل العلم على شيوخ الأزهر، حتى إذا ما تخرج فيه عاد إلى موطنه حلب، ليشمر عن ساعد الجد في نشر العلم والعمل في ميادينه فعين كاتباً في المحكمة الشرعية، ثم أوكل إلية إدارة الأوقاف في لواء اسكندرون (قبل سلخه عن وطنه الأم سورية، بمؤامرة فرنسية). 

وبعد سلخ لواء اسكندرون، عاد إلى وطنه، وتقلب في إدارة أوقاف حمص وحماه، ليستقر أخيراً مديراً لأوقاف حلب، سنة: 1941م، وظل مديراً للأوقاف في حلب أكثر من عشرين سنة.

تولى الشيخ الخطابة في الجامع الأموي الكبير مدة من الزمن، وكانت خطبه لاهبة جريئة، تكشف ظلم المستعمر ومؤامراته، مما أثار نقمة المستعمرين ضده، فأوعزوا إلى المدير العام للأوقاف الإسلامية في سورية ـ آنذاك ـ أن يعزله عن الخطابة في الجامع الأموي، فعُزِلَ عنها، ثم تولى الخطابة في جامع الصديق، في حيّ (الجميلية) وبقي خطيباً فيه إلى أن وافته المنية.

كريم النفس، سمح الخصال، شهم محب للخير، متابع لأعماله، لطيف المعشر، باسم الوجه، محبب إلى الناس.

وعلى عادة بعض علماء الأزهر، كان الشيخ حليق اللحية، يزين رأسه بتاج العلماء (الطربوش وعليه عِمَّةٌ بيضاء).

بقي الشيخ على أخلاقه النبيلة هذه، إلى أن وافته المنية في حلب، سنة: اثنين وتسعين وتسعمئة وألف - رحمه الله -.

المصادر والمراجع 

1- دليل الشهباء ـ لأمين الله عروض.

2- سجلات المدرسة الخسروية (الثانوية الشرعية).

3- سجلات مديرية الأوقاف في حلب.

4- مقابلة شفهية مع شيخنا الشيخ محمد زين العابدين الجذبة، وشيخنا الشيخ أحمد القلاش.

=======

( ) ترجم له الشيخ محمد راغب الطباخ في إعلامه، وانظر حديثنا عن الزاوية الإخلاصية في كتاب (التعليم الشرعي ومدارسه في حلب في القرن الرابع عشر الهجري) للمؤلف. 

(2) انظر ترجمات شيوخه هؤلاء في مكانها من الكتاب. 

(3) تخرج مع المترجم في دفعته هذه كل من ناجي أبو صالح – معروف الدواليبي – أمين الله عيروض

عبد القادر الكوراني – محمد غازي التادفي – محمد خلوف التادفي – عوني الإخلاصي – عبد الله الريحاوي, (سجلات المدرسة الخسروية).