التقديم للبحث:
"فتح القدير الجامع بين فنَّي الرواية والدراية من علم التفسير" تفسيرٌ مشهور، وخاصةً في جزيرةِ العرب. وتأتي شهرتهُ من قيمتهِ العلميةِ أولًا، ثم من شهرةِ مولِّفهِ رحمَهُ الله، العلّامةِ محمد بن علي الشوكاني (ت 1250 هـ)، الفقيه المجتهد، قاضي صنعاءَ وحاكمها. وكان على مذهبِ الزيديةِ ثم تركه، فنبذَ التعصبَ والتقليد، ونظرَ في الأدلة، واهتدَى بالكتابِ والسنة، وجدَّ واجتهد، وصنَّفَ نحو (280) كتابًا ورسالة، من بينها هذا التفسير العظيم.
وقد جمعَ فيه بين (المأثور) و(الرأي)، الذي عبَّرَ عنه في العنوانِ الشارحِ له بالروايةِ والدراية. ويكونُ المجالُ بذلك مفسوحًا وواسعًا في النظرِ والنقل.
والشوكاني رحمَهُ الله يقسمُ السورةَ إلى مجموعةِ آيات، ويوردُ تفسيرَهُ واختيارَهُ أولًا عند تفسيرِ كلِّ مجموعة، تفسيرًا تحليليًّا، وهو (الدراية)، وفي نهايتها يذكرُ الأقوالَ والآثارَ الواردةَ في تفسيرها أو تفسيرِ بعضها، وقد يكونُ تفسيرًا متعددًا، مقارنًا، وهو (الرواية).
وهو مثلُ غيرهِ من المفسرين، يتركُ بعضَ الألفاظِ أو الآياتِ بدونِ تفسير، سهوًا أو عمدًا، ولديه إحالاتٌ كثيرةٌ رحمهُ الله، لو أنها أُفردت لجاءت في جزءٍ لطيف..
وقد أنجز الباحث كثيرًا منها في هذا الكتابِ بفضلِ الله تعالى.
البحث هـــنا
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول