عطر النسيم في سيرة الشيخ محمد سليم

التقديم للبحث:

دراسة التاريخِ بشكله العام وتاريخِ علماء المسلمينَ على الخصوصِ لهوَ خيرُ معينٍ للداعيةِ في سلوكِ طريق الدعوة إلى الله، فتاريخُ هؤلاء العلماء يمثلُ تاريخَ الأمة، وتراجم العلماء والصالحين تبرز القدوة الطيبة العملية للدعاة، ومن الفوائد العظيمة لتراجم العلماء إحياء منهج الدعاة الصالحين إلى الله وإلقاء الضوء على جهودهم، عدا عن تربيةِ الشبابِ المسلمِ على ما تربى عليه هؤلاء العلماء حتى يتسنى لنا ولشباب الأمة السير على نهجهم.

وإن المترجم له الشيخ محمد سليم الخطيب الإدلبي كان من المتعمقين بالتاريخِ الإسلامي والحافظين له عدا عن مساعيه الطيبة في كثيرٍ من شؤون الأمة ومن الواجب علينا من باب الوفاء والبر له أن نكتب شيئاً من سيرته العطرة نتناول فيها نشأته ودراسته وحياته العلمية والمتغيرات السياسية التي حصلت وهجرته حتى وافته المنية رحمه الله.

فمنذ نعومةِ أظفارهِ كان الشيخ محمد سليم الخطيب عالماً بارعاً ومحط نظرٍ عند من يقابله، ذلك ما جعله محط حسدٍ وظلمٍ كثيرٍ في حياته فالناس ترمي الشجر المثمر بالحجارة، وما يؤكد ذلك حرمانهُ من مقعدهِ التعليمي الذي كان مجانياً للمتفوقين في المرحلة الإعدادية لأنه أزعج البيك آنذاك بتفوقه على ولده وعدم حصول ابنه على ذلك المقعد ليعيش الشيخ الظلم الأول في حياته وينتقل إلى مدرسة أخرى سيلمعُ فيها ويصقلُ على أيدي كبار العلماء.

 

تحميل الملف