عبد الرحمن بن محمد صالح العيان الكحال 

( 1326 - 1389) هــ

هو السيد الشيخ عبد الرحمن ( الثاني ) بن السيد محمد صالح ( الثاني ) بن الشيخ عبد الرحمن ( الأول) بن الشيخ محمد صالح ( الأول ) بن الشيخ محمد الخطيب العيان الكحال من آل الشيخ زين البرمي الحمصي ولد بمعرة مصرين عام 1908 وأمه (نفيسة بنت محمد خير الهلالي ) من آل الهلالي أصحاب الزاوية الهلالية في حيّ الجلوم في حلب، واستشهد والده بالحرب العامة الأولى فانتقلت والدته إلى حلب وهو طفل صغير فتعلم القراءة والكتابة وقرأ القرآن بحلب الشهباء، ثم عاد إلى معرة مصرين فتعلم الخط من عم أبيه السيد محمد توفيق بن محمد صالح العيان، وتزوج عمه السيد الشيخ خطيب والدته فكفله مع أخيه مصطفى وأخته وهيبة وأرسله للشيخ عقيل فأخذ عنه النحو وانتسب للخسروية في حلب سنة 1926 وتخرج فيها سنة 1932

شيوخه : 

أخذ العلم في حلب عن كبار علمائها في المدرسة الخسروية فدرس القرآن على الشيخ عبد الله حماد، وأخذ الحديث والتاريخ عن الشيخ محمد راغب الطباخ وأجازه بمختصرالأثبات الحلبية، ودرس الفقه الشافعي على الشيخ عمر المرتيني، والتجويد على الشيخ أسعد عبه جي مفتي الشافعية بحلب، والأصول على الشيخ أحمد الكردي، والتفسير على الشيخ أحمد الشماع، والفقه على الشيخ أحمد الزرقا، والعلوم العقلية على الشيخ فيض الله الأيوبي، والأخلاق على الشيخ عيسى البيانوني، والأدب العربي والإنشاء على الشيخ كامل البالي الغزي صاحب نهر الذهب، والبلاغة على الشيخ محمد الناشد، والفرائض على الشيخ عبد الله معطي وغيرهم، وكان مدير الخسروية الشيخ مصطفى باقو، ووقَّع على شهادته مدير أوقاف حلب وقاضي المدينة والمفتي عبد الحميد الكيالي وعدد من أعضاء اللجنة العلمية

رفاقه في التخرج : وممن تخرج معه في الخسروية الشيوخ أحمد الحصري، وعارف اللبابيدي، ومحمد الغشيم، وسعيد الحمال، وعبد الهادي النيال إمام الجامع الأموي بحلب وطه البخاري، ومحمد الملاح، ويحيى الحصور، وكامل الريحاوي

وابتلي في شبابه بمرض أقعده الفراش سنين فقد إثره إحدى عينيه، وخطب بالمسجد الجامع بمعرة مصرين خطبة دعا الناس بها إلى عدم التعاون مع الفرنسيين والجهاد ضدهم فهدده الفرنسيون وقطعوا راتبه فرحل إلى تل الكلبة وهي من أعمال حلب قرب الزربة واتصل بأبي جاسم محمد الحديدي شيخ عشيرة الحديديين في منطقته فأقام بينهم يعلم القرآن والقراءة والكتابة، واتفق مع الشيخ أبي جاسم على تطبيق الشريعة الإسلامية والقضاء بينهم بالرجوع إليها ولما دعا الفرنسيون إلى إنشاء دولة تدمر واجتمع زعماء العشائر في منطقة ( تل الكلبة) عند الشيخ أبي جاسم قام الشيخ عبد الرحمن خطيبا وحذر المجتمعين من الوقوع في براثن السياسة الفرنسية القائمة على تقسيم البلاد السورية ودعا للوحدة فكان لخطبته أثر كبير في رفض رجال العشائر اقتراح الفرنسيين لإنشاء دولة تدمر، وعين في أيام الحكم الوطني معلما وكيلا ثم اجتاز امتحانا بعد مرور فترة وثبت معلما ً أصيلا ً في تل الكلبة، وعاد إلى معرة مصرين فعين معلما في مدرستها الإبتدائية وخطيبا ومدرسا بمسجدها الجامع الكبير .

كان فصيحاً جهوري الصوت تنفذ خطبه إلى القلوب، ذا قراءة حسنة للقرآن.

وكان آخر من تولى خطابة المسجد الجامع الكبير في معرة مصرين من أسرتنا وهو أخو الأستاذ محمد خطيب عيان لأمه وابن عمه في النسب وابن خال مفتي المعرة الشيخ بديع الجندي. 

وفاته: انتقل إلى رحمة الله في السادس من رجب سنة 1389 هـ الموافق السابع عشر من أيلول سنة 1969 م بعيد إصابته بالسرطان وشيِّع بجنازة ضخمة ودفن في المقبرة الشمالية بمعرة مصرين إلى جانب آبائه.