صهوة عواد

 

الأستاذ عبد الله زنجير
 
ضهرة عواد و جورة عواد يتجاوران مكانا و مكارما ، حي الضهرة يرتفع عن الأرض و الجورة تنخفض ، كلاهما مثل صهوة الفرس القائم أو القاعد !! من أحياء الشرق الجنوبي لمدينة حلب ، غربي كرم الميسر و الحلوانية و شرقي القاطرجي . لم تتوانى مظاهرات العواد ولم تتبدل ، بل أضيفت لها انتقادات لبعض من يزعمون وصلا بالثورة و يحملون بندقيتها ولا يتمثلون أخلاقها .. الشهداء الأطفال هنا أكثر من البالغين ، العصفورة ( رغداء الأحمد ) ذات السنة الواحدة وجدوها مقطوعة الرأس في قصف 27 / 1 / 2013 م
 
لمثل هذا يذوب القلب من كمد / إن كان في القلب إسلام و إيمان
 
روج أبو الشيخ - سنتان ، هيام حمود - 10 سنوات ، محمد الأحمد - 12 سنة ، محمد حميدي - 13 سنة ، وائل حميدي ، حمود الأحمد و أسماء سورية لا حصر لها ، كلهم عالجنة رايحين شهداء بالملايين . شدة القصف على المدنيين في هذه المنطقة ، من دبابات و مدرعات و مدفعية و طائرات و مروحيات ، لم تجعل حمزة بن عبد المطلب يستسلم رغم كبده المأكولة ، و ها هو مسجده يرسل للعالمين الرسالة تلو الرسالة : نموت أو ننتصر
 
الجدران المثقوبة بالقذائف و اللهب الذي يتراقص كرؤوس الشياطين و يوميات الدم و الدمار ، هي حالة التوأمين عواد في ارتفاعهما وانخفاضهما ، شطآن تركض فوق الروح بأمواجها الهوجاء ، كلها تتكسر على عتبات لحظة الوعي الشمولية
عفوك شعب سورية العظيم ، ستنتصر إرادتك ، ستتحقق حريتك



 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين