شيخ المجاهدين عبد القادر منصور الحلبي

شيخ المجاهدين عبد القادر منصور الحلبي

 

د. عبد القادر منصور

ولادته سنة 1892مـ وفاته سنة 1941مـ العمر (49) سنة

 

الاحتلال الفرنسي

بدأ الاحتلال أو الانتداب أو الاستعمار الفرنسي على سورية عام (1920)مـ في اليوم الرابع والعشرين من شهر تموز، بعد أن هزمت قوات المملكة السورية في معركة ميسلون، وأقرت عصبة الأمم الانتداب رسمياً على سوريا عام: (1922)ـ واستمر احتلال فرنسا عليها حتى عام (1946)مـ في اليوم السابع عشر من شهر نيسان. وكان شيخ المجاهدين- حينئذ- رجلا ، ربما يبلغ من العمر(30)سنة، وبعدها، قتل ضابطا فرنسيا، فزُج في سجنهم، وكانت الشرارة لثورته ضدهم.

 

ثورة الحلبيين

وثورة الحلبيين على الفرنسي المحتل، انطلاقتها من حي قاضي عسكر، حي من أحياء حلب العريقة الثائرة ، خارج السور، ذو تاريخ مجيد ، عليه بصمات الحكم العثماني، من مساجد وأزقة وساحات. منه خرج شيخ المجاهدين الذي دوخ الفرنسيين وأطلق عليه هذا اللقب الشيخ (عيسى البيانوني) - رحمه الله- هذا البطل هو (عبد القادر المنصور) المشهور في حلب عموما ب - (الحجار). فهو من أشعل فتيل الثورة في الميدان،على الاحتلال الفرنسي، وكان عمدة هذا الحي بلا منازع، والحاكم المطلق فيه.

 

انطلاقة شيخ المجاهدين وأسبابها

في سن مبكرة- غير أني وَفق الحساب العمري، لم يكن كذلك، فهو في سن متقدمة، يمكن في حدود الثلاثين سنة- والباعث على ذلك، ظلم المحتل، وتجاوزاته على أصحاب الأرض، فانفجر بقتل ضابط فرنسي، لم يعرف سبب قتله، فقُبِض عليه، وزُجَّ في غياهب السجن، رهن المحاكمة.

وفي المهجع الذي أودع فيه خاصة، كان يضم بين جنباته (الُمهمل، والثائر والجاسوس) ، فأدنى منه من أمن جانبه - وطنية وأخلاقًا- منهم رجل من عائلة البي، وقدور جردون....ولم يلبث إلا قليلا، حتى فكر وقدر في حيلة تُهرّبه بسلام.

 

قصة الهَرَب من السجن

دخول شيخ المجاهدين السجن، قد أشعل فتيل الثورة في كيانه! غريب ظالم يحتل بلده، فيصبح منزوع الكرامة، فاقدَ الحرية على أرضه!..يا غارة الله جدي!

لكن كيف يثور وهو مكبَّل؟!

ففكر بحيلة حبيكة، وخطط لها بفنية وحكمة- فأمر أحد الحلبيين بصنع صندوق، يضع فيه إزميلين حجاريين بين خشبتين، ثم يطبق عليهما والصقهما بالغِراء، ثم اجعلهما أحد أركان الصندوق حين تصنعه".

فأُدخل الصندوق، فأخرج منه الزميلين، وحفر بالجدار مقدار  طاقة تسهل له الفرار، وفر ليلتحق برفاقه المجاهدين، فتوجه نحو مرعش، ليقابل أحد ممولي الثورة، المجاهد فاتح المرعشي، فحضنهم الأخير، وشكلوا قاعدة عسكرية يغيرون من خلالها على الفرنسي المحتل، ثم يعودون.

 وهكذا حتى ضجر المحتل، فعقد هدنة مع الثائرين، فأطلق عفوا عنهم، من أجل أن يخدعهم، فيستمر  في احتلاله، لكن شيخ المجاهدين أدرك خديعتهم، فلم يتوقف عن ثورته المسلحة، من داخل الوطن،  حتى صودرت شحنة أسلحة كان قد اتفق على إدخالها، فأثرت على حياته، فأصيب بمرض الشهقة كما يطلق عليها بحلب، فلم تمر سوى ثلاثة أيام حتى قضى. وقيل: دس له السم. فغادر الدنيا ولم يكحل جفنيه برحيل المحتل عن وطنه.