شهيد الأزهر عماد عفت‎

أربع سنوات مرت على ارتقاء نجمك للسماء وصعود روحك للعلياء وانضمامك إلى قافلة الشهداء وانتشار اسمك على كل لسان وشمك رائحة الجنة من دون (الميدان)..

رحلتَ ثابتاً شامخاً نقياً كما عشت مستقيماً تقياً.. لم تلوثك دنيا ولا غرك بريق إعلام ولا منصب فتان..

أجهشتُ بالبكاء حين سمعت نعيك وصار يواسيني من كان يرجو أن أواسيه..وفزعت بآمالي - على خطى أبي الطيب- إلى تكذيب الخبر والشك فيه.. ولكنها إرادة الله وقضاؤه النافذ الذي قضى بتتويج قرابة خمسين عاما من عمرك العامر بالتعلم والتعليم والصيام والقيام وتلاوة القرآن والزهد في الحطام بشهادة في سبيل الله تلحقك بخيرة الشهداء..

لقد أسعدني دهري بصحبتك ورفقتك والجلوس إلى جوارك سنوات..فما رأيت فيك إلا العالم الزاهد والمدقق المحقق والمحرر المتأني تحثني على قدح زناد الفكر والصدع بالرأي دون تهيب لشيخ مهما علا قدره وأشهد أنك كنت قمة في الأدب وحسن الخلق تقدر أشياخك قدرهم وتحبهم وتجلهم ولكن الحق أحب إليك من أشخاصهم ولم تكن يوماً إمعة ولا تبعت أحداً لدنيا.. لقد عشت حرا ومت حرا وكنت لله وحده عبدا..

 

وكانت في حياتك لي عظات 

                         وأنت اليوم أوعظ منك حيا

 

ولعل الله علم رقة قلبك وصفاء باطنك وصدق مشاعرك فلطف بك واختارك إلى جواره شهيدا حميدا سعيدا..  ولم يمد بعمرك حتى لا تموت كمدا مما ستراه عينك وتسمعه أذنك من أهواء وأهوال وجرأة على الدماء والأعراض والأموال..

سيدي الشيخ عماد عفت يا شهيد الأزهر:

إلى روحك الطاهرة في ذكرى ارتقائها الرابعة من أخيك المحب تحية وسلام ودعاء وثناء ودمعة ود ووفاء

 

يـا شهيداً رفـعَ الله بـــــــــــه ...

 جَبْهة الحقّ على طول المدى

سوف تبقى في الحنايا عَلَـماً ... حادياً للرّكب رمــــــــزاً للفِدى

ما نسِينا ، أنـــــت قد علّمتنا ... بَسْمة المؤمن في وجهِ الرَّدى

(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)