سعادة منسية

قد وجدت بالتجربة ان معظم الأحزان والهموم إنما تنشأ في داخلنا بسبب الفجوة بين ما نريده وبين ما نحصل عليه او بتعبير آخر الفجوة ما بين الواقع والطموح.

كلمتان وعملان قلبيان معروفان كفيلان بأن يجعلانا نتعامل مع مطالبنا في الحياة بكل طمأنينة وسكينة وراحة وسعادة وهما: الرضا والتوكل.

فاما القبول بالواقع وما نحصل عليه فهو الرضا عن الله.

واما الاستعانة والقبول في نتائج الطموح والسعي لما نريده فهو التوكل على الله.

ولهذا كان علينا الرضا عن الله بالواقع والتوكل عليه في السعي لتحصيل ما نريد.

لكن الرضا والتوكل ليسا أمرين سهلين لأن ما نحصل عليه في الواقع قد لا يلبي كل مطالبنا فيقل رضانا عنه.

ولان ما نطمح إليه قد لا نحصل عليه كله فيضعف توكلنا عليه .

وهنا يبرز دور "الإيمان" الذي يتفاضل به المسلمون حيث يقول لك هذا الإيمان:

ما حصلت عليه في الواقع وما ستحصل عليه هو الخير وما لم تحصل عليه قد لا يكون فيه الخير، فارض عن الله وتوكل عليه في قضائه وقدره وعطائه ومنعه تجد السكينة والطمأنينة والراحة والسعادة.

وتدبر معي قول الله تعالى كأنك تتلوه لأول مرة:

"وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين