زهده وقناعته صلى الله عليه وآله وسلم

والآن أتحدث إليكم في زهده وقناعته –صلى الله عليه وسلم-، وقد ضُرِبَ فيهما المثلُ الأعلى للناس جميعًا، للراعي والرعية، والأفراد والجماعات، انظروا إلى العالم الذي نعيش فيه، فإنه يشكو الجشع الذي أصاب أهله، فلا الغني قانع بآلافه وملايينه، ولا الفقير راض بالكفاف من العيش؛ فالمالكون لأعنَّة المال يصرفونه في شئون الهوى، والأُجَراء كذلك يتطلعون إلى المال من أجل الهوى، ليس المسيطرون أقل رغبة في اللهو ممن هم دونهم، فقد تساوى الأمير والحقير، وجعلوا هدف الحياة وغايتها شهوات النفس، ومتاع العيش.

انظروا يمينًا ويسارًا في كل البيئات، بل في العالم أجمع، هل ترون إلا خَلقًا قد انطلقوا للدرهم والدينار، لا يلوون على شيء، وانصرفوا لعبادة المال، فملك قلوبهم ومشاعرهم، وأصبح رفيقهم في حركتهم وسكونهم؟

وهل ترون إلا صراعًا بين أمم اتخذت حب المال والغَلَب عليه غايتها، فهو لها الأول والآخر، والظاهر والباطن؟ وهل ترون إلا طبقات من الأمم تتطاحن، ليس لها مطلب إلا السبق إلى المتاع، واختطاف بعضها ما في أيدي البعض؟ وهل ترون إلا أفرادًا من فاز منهم بالغنيمة تنحَّى بها جانبًا، وأرخى لهواه العِنان، في قصور مشيدة، وجِنان، ومراكب، ومواكب، ومتاع، وغرور، والناس ينظرون إليهم مع الحسد والإعجاب، لا يسألون أنفسهم شيئًا عن أصل هذا أو مصيره؟

تلك الأمم والطبقات والأفراد في صراعها على مواد الحياة قد هوت إلى الحيوانية، ليسوا فيها إلا كالقطيع يتزاحم و يتطارد، ليحظى بالعشب، أو الكلاب تتهارش وتتخاطف العظام.

هوى الإنسان في سبيل المال والهوى إلى الدرْك الذي جاء الأنبياء والرسل جميعًا ليرفعوه عنه، ويوجهوه وجهة أسمى من المُحَسَّات، وجهة معنوية مقتصدة في رغبات البدن الزائل، متطلعة إلى مطالب الروح الخالدة.

جاء بطل الأبطال صلى الله عليه وسلم؛ والناس على مثل هذه الحال لا يعرفون فضلًا إلا للأموال والأحساب، ولا يدركون من لذة التقوى ومتاع الروح شيئًا، فضرب مثلًا من نفسه في القناعة والزهد واحتقار الدنيا، صرف الناس عما هم فيه، وأخرج الصحابة الزهاد الذين جعلوا للحياة الروحية المقام الأول، فاتخذوا الدنيا مطية إلى ما هو أسمى منها.

ضرب محمد عليه السلام المثل من نفسه، في فقره وغناه، وضعفه وقوته، ضربه وهو محاصر مع أهله في الشعب، وضربه وهو ملتجئ إلى المدينة، وهو يقيم دولة الإسلام فيها، وبعد أن أقامها، وبعد أن ملك الأموال والرقاب في جزيرة العرب كلها، فكان يَهَبُ هِبَاتِ الملوكِ فيُعطى الغِنَى، ويرجع إلى داره وفراشه فيها الحصير وطعامه خبز الشعير.

قال ابن مسعود: دخلت على رسول الله وقد قام على حصير، وقد أثر في جنبه، فقلت: يا رسول الله، لو اتخذنا لك وطاء تجعله بينك وبين الحصير، يقيك منه؟ فقال: ما لي وللدنيا؟! ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها[1].

وعن قتادة بن النعمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ من الدُّنْيَا، كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ المَاءَ»[2].

تلك نظرة بطل الأبطال صلى الله عليه وسلم إلى الحياة الحسية، تلك النظرة السامية التي اخترقت حجب هذه الدنيا، فلما كثر أتباعه، وانتشر دينه؛ فتحت القلوب إلى ما هو أوسع من البطن والفم والأنف، وسمت النفس الإنسانية فوق تلك الحجب؛ فتجلى لها النور الإلهي، واتسع الأفق، وأضاءت الأرواح العلية هذا الوجود، فشهد العالم دولة الصدر الأول للإسلام، فيها المَثَلُ الكامل للزُّهد والقناعة والعدل والمساواة والمعروف وطيب العيش، فيها مثل أبي بكر وعمر، وهما في أثواب مرقعة، يحسدهما كسرى وقيصر.

وهل كان عمر في الثوب المرقع على الأرض أقل متاعًا بالحياة من المترفين الجبابرة؟

كلا، إنما هو نوع آخر من اللذات، أبعد من الحيوانية، وأدنى إلى الإنسانية؛ ذلك هو متاع الروح التي فرَّت إلى الله، وإلى أسمى الحياة الوجدانية، وذلك أبعد أثرًا في النفس، وأحسن عاقبة للأبدان، وأحب إلى وجودنا البشري.

تلك المدرسة المحمديَّة مدرسة القناعة والزهد، أخرجت ولاة وحكامًا للشعوب، يقنعون بدرهم في اليوم أجرًا، ويقيمون الولاية والملك على أحسن ما يرضي الله والناس.

يروي ابن هشام عن زيد بن أسلم: لما استعمل رسول الله عتاب بن أسيد على مكة رزقه كل يوم درهمًا، فقام وخطب الناس، أَيُّهَا النَّاسُ، أَجَاعَ اللَّهُ كَبِدَ مَنْ جَاعَ عَلَى دِرْهَمٍ، فَقَدْ رَزَقَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِرْهَمًا كُلَّ يَوْمٍ، فَلَيْسَتْ بِي حَاجَةٌ إلَى أَحَدٍ[3].

هل ترون خلال هذه الخطبة إلا رجلًا فرحًا برزقه، قد ضمن العيش بدرهم، ويريد أن يفرُغَ إلى ما هو فوق العيش! هذه هي القناعة، التي تلقاها الصحابة من المعلم الأكبر.

انظروا إلى محمد، صلى الله عليه وسلم، نفسه؛ خَرَجَ مرة من المسجد، فوجد أبا بكر وعمر، فسألهما عن خروجهما، فقال: أخرجنا الجوع، قال: وما أخرجني إلا الجوع، فذهبوا إلى أبي الهيثم، فأمر لهم بشعير، وقام إلا شاة فذبحها، واستعذب لهم ماء معلقًا في نخلة، ثم أتُوا بالطعام، فأكلوا وشربوا من ذلك الماء، فقال عليه الصلاة والسلام: لتسألن عن نعيم هذا اليوم![4].

كان النبي معروفًا بفرط الحب لأولاده، حتى إن فاطمة بنته كانت إذا دخلت عليه قام إليها وقبَّلها، وأجلسها مكانه[5]، ومع ذلك كانت تعيش عيشة الفقراء، وتشكو من آلام الرحى، وتجرح يدها أحيانًا من حمل الماء، فطلبت إليه يومًا خادمًا من الأسرى فأبى.

وروي أنه قال لعلي: كيف تطمعون في شيء من هذا؛ وأهل الصُّفّة على ما هم عليه من الفقر! ودخل على فاطمة وفي يدها سلسلة من ذهب، وهي تقول لامرأة عندها: هذه أهداها أبو الحسن، فقال صلى الله عليه وسلم: «يَا فَاطِمَةُ، أَيَسُرُّكَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: ابنة رسول الله في يدها سلسلة من نار! ثم خرج ولم يقعد فأرسلت فاطمة بالسلسلة فباعتها، واشترت بثمنها عبدًا فأعتقته، فحدث رسول الله بذلك فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّى فَاطِمَةَ مِنَ النَّارِ»[6].

ذلكم هو الزهد الذي علَّمه بطل الأبطال أهلَ بيته وصحبَه والناسَ جميعًا، وإن فاطمة، وقد باعت السلسلة، وأعتقت العبد، قد تمتعت - ولا ريب - بلذة وُجدانية، وطمأنينة نفسية، أبعد أثرًا في تشييد بيت السعادة من تلك السلسة من الذهب في عنقها، تفخر بها على صاحباتها.

روى البخاري عن عائشة أنها قالت لعروة: يا ابن أُخْتِي، إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الهِلاَلِ، ثُمَّ الهِلاَلِ، ثَلاَثَة أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَارٌ، فَقُلْتُ يَا خَالَةُ: مَا كَانَ عيشكم؟ قَالَتْ: الأَسْوَدَانِ؛ التَّمْرُ وَالمَاءُ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ، كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ[7]، كَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَلْبَانِهِا، فَيَسْقِينَا [8].

وقد ذكر مرة وهو في الصلاة: أن في بيته تبرًا، فخفف الصلاة، وسارع إلى التبر، ففرقه على الفقراء، كراهة أن يبيت الذهب في بيته.

قال عقبة بن الحارث: صلى بنا رسول الله العصر فأسرع وأقبل يشق الناس من سرعته، ودخل إلى بيته ثم لم يكن بأوشك من أن خرج، فقال: ذكرت شيئا من تبر كان عندي فخشيت أن يحبسني فقسمته[9].

هذا الذي يقسم التبر بين الناس هو الذي تقول عائشة أيضًا عن حال أهله: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خُبْزِ البُرٍّ ثلاثًا، حتى قضى لسبيله، وما أكل آل محمد أكلتين في يوم واحد إِلَّا إحداهما تمر[10].

ويقول أنس: قال رسول الله: لقد خفت في الله ما لم يخف أحد، وأوذيت في الله ما لم يؤذ أحد، ولقد أتى عليَّ ثلاثون ما بين يوم وليلة، وما لي ولبلال من الطعام إلا شيئ يواريه إبط بلال[11].[12].

وهاكم أمثلة من مأثور قوله في القناعة والزهد، وما كان قوله إلا مطابقًا لعمله، فما عرف عن بطل الأبطال حديث إلا كان صورة لنفسه الكريمة، معبرًا عما رضي لها من خُلق وما هو عليه من فطرة.

والذين يقرءون بإمعانٍ سيرته الكريمة؛ يرون مطابقة أقواله أفعاله في كل أطوار الحياة مطابقة تامة، فلم يكن يخشى الفقر أكثر مما يخشى الثروة والغنى، وكان يكره الكنز، ويقول: إنه لم يترك في بيته ثلاثة دنانير يضم إليها دينارًا آخر، إلا لقضاء دَين، وكان يقول: «اللهمَّ اجعل رزقَ آلِ محمد كَفافًا»[13]، وقيل: قوتًا (أي: لا يزيد على الحاجة).

وعن أبي أمامة الأنصاري قال: ذكروا عند النبي الله الدنيا، فقال: «ألا تسمعون، ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الإيمان، إن البذاذة من الإيمان»[14]؛ (أي: التواضع في اللباس، وترك الزينة).

وقال عليٌّ: بينما نحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ طلع علينا مُصعب بن عُمَير، ما عليه إلا بُردة مرقَّعة بفرْو، فلما رآه صلى الله عليه وسلم بكى للذي كان فيه مصعب من النعمة، ثم قال: «كيف بكم إذا غدا أحدكم في حُلَّة، وراح في أخرى، ووضعت بين يديه صحفة، ورفعت أخرى، وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟» قالوا: يا رسول الله، نحن يومئذ خير منا اليوم، نُكفَى المؤنة، ونتفرغ للعبادة، فقال: بل أنتم خير منكم يومئذٍ[15].

وكان، صلى الله عليه وسلم، يحبب إلى الناس صحبة الفقراء، حتى تنصرف آمالهم عن التطلع إلى الترف والزينة، يقول عون بن عبد الله بن عتبة: كنت أصحب الأغنياء، فما كان أحد أكثر هَمًّا مني؛ كنت أرى دابة خيرًا من دابتي، وثوبًا خيرًا من ثوبي، فلما سمعت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا نظر أحدكم إلى من فُضِّل عليه في المال والخَلق؛ فلينظر إلى مَن هو أسفل منه، فذلك أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم» قال: لما سمعت ذلك صحبت الفقراء فاسترحت[16].

لا بد أن يخطر لكم هنا هذا السؤال: ما الحد بين الغنى والفقر في نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونظر أصحابه؟ وإنا محاولون أن نصوِّره لك كما صورته كتب الحديث، قال صلى الله عليه وسلم: «من أصبح آمنًا في سِربه، مُعافىً في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزَت له الدنيا بحذافيرها»[17].

وروى عثمان عنه أنه قال: «ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال: بيت يسكنه، وثوب يواري عورته، و جلف[18] الخبز والماء»[19].

وسأل رجل عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له: ألك زوجة تأوي إليها؟ قال نعم، قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم، قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإن لي خادمًا، قال: فأنت من الملوك[20].

ولقد سأله أصحابه: ما الغنى الذي لا ينبغي معه المسألة؟ قال: قدر ما يغديه، أو يعشيه[21].

لذلك كان رسول الله يكره من الناس السؤال، ويقول: «لو تعلمون ما في المسألة؛ ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئًا»[22]؛ وكان يترفع بأنصاره عن ذل السؤال.

أتى إليه رجل من الأنصار يسأله، فقال: «أما في بيتك شيء؟» قال: بلى، حلس نلبس بعضه، ونبسط بعضَه، وقَعْبٌ نشربُ فيه من الماء، قال: «ائتني بهما»، قال: فأتاه بهما، فأخذهما رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم بيده، وقال: «من يشتري هذين؟» قال: رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال: «مَنْ يزيدُ على درهم؟» مرتين أو ثلاثًا، قال رجل: أنا آخذُهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذَ الدرهمين، فأعطاهما الأنصاريَّ، وقال: «اشترِ بأحدهما طعامًا، فانبِذْه إلى أهلك، واشترِ بالآخر قَدومًا فأتني به»، فأتاه به، فشدَّ فيه رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم عودًا بيده، ثم قال له: «اذهبْ فاحتَطِبْ وبع، ولا أرَيَنَّك خمسةَ عشرَ يومًا»، فذهب الرجلُ يَحْتَطِب ويبيع، فجاء، وقد أصابَ عشرةَ دراهم، فاشترى ببعضها ثوبًا، وببعضها طعامًا، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم: «هذا خيرٌ لك من أن تجيءَ المسألةُ نكتةً في وجهك يومَ القيامة»[23].

كان بطل الأبطال صلى الله عليه وسلم مثال الرجولة؛ يحب النظافة والطيب، ويبغض الخُيَلاء والتظاهر، وما يُقصَدُ به إلى الترف، قال علي: أخذ رسول الله حريرًا جعله في يمينه، وذهبًا جعله في شماله، فقال: «إن هذين حرام على ذكور أمتي»[24].

ورأى عمر مرة حُلة من إستبرق تُباع، فأتى بها النبي، فقال: يا رسول الله، ابتع هذه، فتجمل بها للعيد والوفود، فقال رسول الله: «إنما هذه لباس من لا خلاق له»[25].

كان سيد العرب، ومالك الجزيرة يملأ بالأموال صحن المسجد، فيقسمها على الناس إلى آخر درهم، فإذا دخل إلى بيته نام على جلد محشو بليف، قالت عائشة: كَانَ فِرَاشُه من أَدمٍ حَشْوُهُ لِيفٌ[26]، وتقول عائشة: إنه كان لرسول الله حصير يحتجزه في الليل، فيصلي فيه، ويبسطه في النهار، فيجلس عليه، وكان في طعامه قانعًا زاهدًا، يقول: «حسب ابن آدم لقيمات يُقِمنَ أوده»[27][28].

يقول أنس خادمه: ما علمت النبي خُبِز له مرقَّق قط، ولا أكل على خِوَانِ[29] قط[30].

وسئل سهيل بن سعد: هل أكل النبي النَّقيّ[31]؟ فقال: ما رأى النبي النقي منذ ابتعثه الله حتى قبضه[32].

ولم يقصد رسول الله بهذا الزهد إضاعة المال، ولا تحريم ما أحل الله لعباده من الزينة والمتاع؛ فقد عرف الزهد بهذا المعنى السامي في قوله: «ليست الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال، ولا إضاعة المال، ولكن الزهادة أن تكون بما في يد الله تعالى أوثق منك بما في يدك، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أصبت بها، أرغب منك فيها، لو أنها بقيت لك»[33]، لأن الله تعالى يقول: { لكيلاً تأسوا عَلَى مَا فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم } [الحديد: ٢٣].

وكان يحب النظافة والطيب والهيئة الحسنة، ويحرص عليها، قال عطاء بن يسار: أتي رجل النبي ثائر الرأس واللحية، فأشار إليه كأنه يأمره بإصلاح شعره ففعل، ثم رجع فقال النبي: «أليس هذا خيرًا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان»[34]! ورأى رجلًا عليه ثياب وسخة، فقال: «أما كان هذا يجد ما يغسل ثوبه؟»[35]، وجاءته هند بنت عتبة تريد أن تبايعه، فقال: «لا أبايعك حتى تغيري كفيك.. كأنهما كفَّا سَبُع» [36]يريد أن تصلح أظفارها، وتغير كفها بالحناء.

وكان صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الجُودَ، فَنَظِّفُوا - أُرَاهُ قَالَ - أَفْنِيَتَكُمْ وَلَا تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ»[37].

فرسول الله في زهده وقناعته إنما كان يكره الخُيَلاء والإسراف والترف، ويحب للمسلم أن يرضى بالكفاف، وأن يكون جوادًا نظيفًا.

كان بطل الأبطال في زهده وقناعته مثلًا كاملًا، صوَّر لنا كيف يتأتى للرجل أن يعيش كريمًا، يضع تسعين ألف درهم على حصير أمامه، فينفقها جميعًا، وينام بعد ذلك على حصير يؤثر في جنبيه، فإذا أرادوا أن يتخذوا له وطاء قال: «ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها»[38].

ذكر وهو في مرض موته أن في بيته سبعة دنانير، فأمر أهله أن يتصدقوا بها، فنسوا لاشتغالهم بمرضه، وأفاق يوم الأحد الذي سبق وفاته، فسأل عائشة: «ما فعلت بالسبعة الدنانير؟» فأجابت: إنها لا تزال عندها، فطلبها ووضعها في كفه، ثم قال: «مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ بربه لو لقي الله وعنده هذه » [39]، ثم تصدق بها على الفقراء، وقد لقي الله في كساء مُلَبّد[40]، وإزار غليظ، هو لباسه الذي قضى فيه، ولكنه ترك وراءه نورًا يشع من جبين القناعة والزهد، يهدي البشر إلى الحياة الطيبة، ويوجههم إلى ما هو أسمى من متاع الأبدان الزائلة؛ إلى متاع الأرواح الخالدة، ولا يزال رسول الله في قناعته وزهده قدوة الأبطال والناس جميعًا، يتطلعون إلى منتهى قصده، فلا يدركون منه إلا قليلا.

من كتاب " بطل الأبطال"

تحقيق وتعليق الدكتور علي عبد العظيم علي

 

[1] أخرجه الإمام ابن ماجه في سننه، (5/229)، أبواب الزهد، باب: مثل الدنيا،برقم (4108) وقال محققه شعيب الأرنؤوط: إسناه صحيح.

[2] أخرجه الإمام الترمذي في سننه، (4/381)، أبواب الطب، باب ما جاء في الحمية، برقم (2036) من حديث قتادة بن النعمان.

[3] السيرة النبوية (2/500).

[4] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب: الأشربة، باب: بَابُ جَوَازِ اسْتِتْبَاعِهِ غَيْرَهُ إِلَى دَارِ مَنْ يَثِقُ بِرِضَاهُ بِذَلِكَ، وَبِتَحَقُّقِهِ تَحَقُّقًا تَامًّا، وَاسْتِحْبَابِ الِاجْتِمَاعِ عَلَى الطَّعَامِ برقم (2038) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ولقظه: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ - أَوْ لَيْلَةٍ - فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: «مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟» قَالَا: الْجُوعُ يَا رَسُولَ اللهِ،، قَالَ: «وَأَنَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، قُومُوا»، فَقَامُوا مَعَهُ، فَأَتَى رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ فِي بَيْتِهِ، فَلَمَّا رَأَتْهُ الْمَرْأَةُ، قَالَتْ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيْنَ فُلَانٌ؟» قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ، إِذْ جَاءَ الْأَنْصَارِيُّ، فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا أَحَدٌ الْيَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيَافًا مِنِّي، قَالَ: فَانْطَلَقَ، فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ، فَقَالَ: كُلُوا مِنْ هَذِهِ، وَأَخَذَ الْمُدْيَةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكَ، وَالْحَلُوبَ»، فَذَبَحَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ وَمِنْ ذَلِكَ الْعِذْقِ وَشَرِبُوا، فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَوُوا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

[5] أخرجه ابن حبان في صحيحه،(15/304)، كِتَابُ إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ، رِجَالِهُمْ وَنِسَائِهِمْ بِذِكْرِ أَسْمَائِهِمْ رَضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، ذِكْرُ إِخْبَارِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ أَنَّهَا أَوَّلُ لَاحِقٍ بِهِ مِنْ أَهْلِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ، برقم (6953)،من حديث عائشة رضي الله عنها، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.

[6] أخرجه الحاكم في المستدرك، (3/166)، كتاب معرفة الصحابة رضي الله عنهم، ذِكْرُ مَنَاقِبِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، برقم (4729)، وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. لفظه: " قَالَ ثَوْبَانُ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَاطِمَةَ وَأَنَا مَعَهُ، وَقَدْ أَخَذَتْ مِنْ عُنُقِهَا سِلْسِلَةً مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَتْ: هَذِهِ أَهْدَاهَا إِلَيَّ أَبُو حَسَنٍ وَالسِّلْسِلَةُ فِي يَدِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا فَاطِمَةُ أَيَسُرُّكَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَفِي يَدِكِ سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ؟ " ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقْعُدْ، فَعَمَدَتْ فَاطِمَةُ إِلَى السِّلْسِلَةِ، فَاشْتَرَتْ بِهَا غُلَامًا فَأَعْتَقَتْهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّى فَاطِمَةَ مِنَ النَّارِ.

[7] المنائح: جمع منيحة؛ وهي الشاة تعار لينتفع بها. (المؤلف)

[8] أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها، برقم (2567). ابْنَ أُخْتِي «إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الهِلاَلِ، ثُمَّ الهِلاَلِ، ثَلاَثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَارٌ»، فَقُلْتُ يَا خَالَةُ: مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتْ: " الأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالمَاءُ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ، كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ وكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَلْبَانِها فَيَسْقِينَا ".

[9] أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب: الأذان، باب: بَابُ مَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ، فَذَكَرَ حَاجَةً فَتَخَطَّاهُمْ، برقم (851).

[10] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب: الزهد والرقائق،(53)، برقم (2971).

[11] يريد شيئًا يسيرًا يضعه حامله تحت جناحه فلا يظهر.

[12] أخرجه الإمام الترمذي في سننه، (4/645)، باب ما جاء في صفة أواني الحوض، برقم (2472) وقال محققه الشيخ شاكر: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. ولفظه: لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلَالٍ".

[13] أخرجه ابن حبان في صحيحه، (14/254)، كتاب: التاريخ، باب: من صفاه، صلى الله عليه وسلم، وأخباره،ذِكْرُ سُؤَالِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا أَنْ تَعْزُبَ الدُّنْيَا عَنْ آلِهِ، برقم (6343)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقال محققه شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

[14] أخرجه الإمام أبو داوود في سننه، أول كتاب الترجل، برقم (4161)، وقال محققه شعيب الأرنؤوط: حديث حسن.

[15] أورده الهيثمي في مجمع الزوائد، كتاب: الزهد، باب: في عيش رسول الله، صلى الله عليه وسلم والسلف. (10/314)، برقم (18246). وقال الهيثمي: رَوَى التِّرْمِذِيُّ بَعْضَهُ، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَفِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

[16] أخرجه الإمام الترمذي في سننه، كتاب: اللباس، باب ما جاء في ترقيع الثوب،(4/245) برقم: (1780).

[17] أخرجه الإمام الترمذي في سننه، كتاب: الزهد، باب: ما جاء في الكفاف والصبر عليه،(4/574) برقم (2346)، من حديث سلمة بن عبيد الله عن أبيه.

[18] جلف الخبز: الغليظ اليابس، يؤكل بغير إدامه (المؤلف).

[19] أخرجه الإمام الترمذي في سننه، كتاب: أبواب الزهد، باب: ما جاء في الزهادة في الدنيا، (4/576) برقم (2341)، وقال محققه: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.

[20] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب: الزهد والرقائق، برقم (2979) من حديث عبد الرحمن الحُبُلِيّ رضي الله عنه.

[21] أورده البهقي في السنن الكبرى، (7/29) برقم (13212)، وأورد الوادعي في الصحيح المسند (462) حكم المحدث:صحيح، رجاله رجال الصحيح، من حديث سهل بن الحنظلية رضي الله عنه.

[22] أخرجه النسائي (5/94) واللفظ له، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (2/328) باختلاف يسير، والطبري في ((تهذيب الآثار)) (1/31) واللفظ له أيضاً.

[23] أخرجه الإمام أبو داوود في سننه، (3/82)، كتاب: الزكاة، باب: ما تجوز فيه المسألة، برقم (1641)، وسكت عنه أبو داوود، وكل ما سكت عنه فهو صالح.

[24] أخرجه الإمام أبو داوود في سننه (6/165)، كتاب: اللباس، باب: في الحرير للنساء، برقم (4057) وقال محققه شعيب الأرنؤوط: صحيح لغيره.

[25] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب: اللباس والزينة، باب: تحريم استعمال إناء الذهب والفضة،(3/1638) برقم (2068) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه.

[26] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب:اللباس والزينة، باب: التواضع في اللباس والاقتصار على برقم (2082).

[27] أخرجه الإمام الترمذي في سننه،(4/590)، برقم (3280)، أبواب الزهد، باب: ما جاء في كراهية كثرة الأكل، من حديث المقدام بن معيكرب، ولفظه: «مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ. بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ» وقال محققه الشيخ شاكر: هذا حديث حسن صحيح.

[28] الأود: الاعوجاج (المؤلف).

[29] (الْخِوَانُ) بِالْكَسْرِ الَّذِييُؤْكَلُ عَلَيْهِ، مُعَرَّبٌ. مختار الصحاح (1/98).

[30] أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب: الأطعمة، باب: الخبز المرقق والأكل على الخوان والسفرة، برقم (5386) من حديث أنس رضي الله عنه، ولفظه: «مَا عَلِمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ عَلَى سُكْرُجَةٍ قَطُّ، وَلاَ خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ قَطُّ، وَلاَ أَكَلَ عَلَى خِوَانٍ قَطُّ»

[31] خبز الدقيق الخالص (المؤلف).

[32] أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب: الأطعمة، باب: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل، برقم (5413) من حديث سهيل بن سعد رضي الله عنه.

[33] أورده الهيثمي في مجمع الزوائد، (10/289)، وقال الهيثمي: فيه عمرو بن واقد وقد ضعفه الجمهور وقال محمد بن المبارك‏‏ كان صدوقا وبقية رجاله ثقات.

[34] أخرجه مالك في (الموطأ) (2/949).

[35] أورده الإمام الطبراني في المعجم الأوسط، (6/209)، من حديث جابر بن عبد الله. وقال: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن المنكدر إلا حسان بن عطية تفرد به الأوزاعي.

[36] أخرجه الإمام أبو داوود في سننه، أول كتاب الترجل، باب: في صلة الشَّعْر، (6/242)، برقم (4165) من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها. وقال محققه: إسناده ضعيف لجهالة غِبطة وعمتها وجدتها.

[37] أخرجه الإمام الترمذي في سننه، (5/111)، أبواب الأدب، باب: ما جاء في النظافة، برقم (2799)، من حديث سعيد بن المسيب رضي الله عنه. وقال محققه الشيخ شاكر: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَخَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ يُضَعَّفُ.

[38] أخرجه الإمام ابن ماجه في سننه، (5/229) أبواب الزهد، باب مثل الدنيا، من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، برقم (4108)، وقال محققه شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح.

[39] أخرجه ابن حبان في صحيحه، (2/491)، كتاب: الرقائق، باب: الفقر والزهد والقناعة، برقم (715)، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.

[40] أي مرقع

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين