رشيد الراشد

 

1297 ـ 1409 هـ

1880 ـ 1989 م

الشيخ رشيد الراشد ابن مصطفى بن راشد بن عبد القادر بن عبد الرحيم الملقب بالنجار، ابن عبد القادر بن عبد الرحيم بن عيسى بن عثمان بن إبراهيم المعراوي التادفي الحلبي الشافعي النقشبندي.

عالم معمّرعامل، وداعية دؤوب، وواعظ صوفي مرشد، كثير التآليف والآثار، مدرس الجامع الأموي الكبير بحلب.

ولد الشيخ المترجم له، سنة: سبع وتسعين ومئتين وألف للهجرة، في بلدة تادف، ونشأ في أسرة بسيطة يعاني أهلها مهنة فلاحة الأرض وزراعتها، وكانت نفسه تتوق لطلب العلم، لكنّ والده كان يريده إلى جانبه ليعمل معه في زراعة الأرض ورعايتها، لكنه كان يتحين فرصة فراغه من العمل، ويسرع لحضور مجالس العلم، والتلقّي عن علماء بلدته، وعلى رأسهم شيخه الشيخ محمد علي المدراتي، الذي لاحظ حبه للعلم وتعلقه بطلبه، فطلب من والده أن يدعه يسير في هذه الطريق، وفي هذه المرحلة كان الشيخ محمد أبو النصر الحمصي، يجوب الأرياف والقرى داعياً إلى الله، فلقيه المترجم له وراح يحضر مجالسه، وأعجب به، وأخذ عنه الطريقة (النقشبندية)، وأذن له شيخه بتلقين الذكر للطلاب والمريدين، وكان يشجعه على الاستمرار في طلب العلم، والسير في طريقه، والازدياد منه، وأصبح الشيخ المترجم يقصد شيخه الشيخ مصطفى أبو زلام، في مدينة الباب، ويأخذ عنه مختلف العلوم الشرعية والعربية، وما هي إلا فترة قصيرة حتى نبغ وأصبح له مجلس للعلم والذكر في الزاوية (النقشبندية) في قريته (تادف)، وكان لا ينقطع عن الدعوة إلى الله، وإرشاد الناس في قريته، وفي القرى والأرياف الممتدة حولها، يمتطي دابته (حمارته البيصاء)، ويتنقل بين القرى داعياً إلى الله ومرشداً ومعلماً، فأفاد منه خلق كثير، وتاب على يديه الكثير من الضالين والمذنبين.

وفي عام 1952م، نزل الشيخ المترجم له إلى مدينة حلب، ليواصل عمله في الدعوة إلى الله، وإرشاد الطلاب والسالكين، فكانت له دروس منتظمة في الجامع الأموي الكبير، وفي جامع (بانقوسا)، والتف حوله الناس، وكثر طلابه ومريدوه والآخذون عنه، ومن أشهر طلابه شيخنا الفاضل الشيخ علاء الدين علايا التادفي، والدكتور الشيخ إبراهيم العنزاوي وغيرهما كثير.

ومع انشغال المترجم في الدعوة من خلال دروسه المنتظمة في الجامع الأموي وجامع بانقوسا، فقد اهتم بتأليف الكتب والرسائل النافعة في شتى أصناف العلم، وفنونه فمن كتبه المطبوعة:

1- السيرة المرضية في حياة خير البرية (مجلدان) ط

2- الدر المنظم في وجوب محبة السيد الأعظم صلى الله عليه وسلم. ط

3- مفتاح النجاة في فضل الخشوع في الصلاة. ط 3

4- إرشاد المسلمين إلى أحكام الصلاة. ط 3

5- تحذير المسلمين من تأخير الصلاة عن وقتها وتحريم تركها. ط 9

6- روضة الإخوان في فضل صيام رمضان. ط 2

7- بلوغ المرام إلى حجاج بيت الله الحرام. ط 2

8- تنبيه في جواز ستر وجه المرأة المحرمة.

9- الدرر النقية في المطالب الفقهية.

10- تحفة الأخيار في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والاستغفار. ط 3

11- العقد المفرد في آداب السلام عند زيارة محمد صلى الله عليه وسلم. ط 3

12- تعريف المحبين في فيوضات أنوار النبي صلى الله عليه وسلم.

13- إرشاد العالمين إلى فضل معجزات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

14- التحفة المستطابة في كرامات بعض الصحاب.

15- الجواهر المنثورة في الأدعية المأثورة. ط 4

16- الدرر الحسان في تحريم غيبة الإنسان.

17- إعلام العقلاء في ثبات كرامات الأولياء.

18- تنوير المسلمين في جواز التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين.

19- تنوير العقلاء في جواز ظهور كرامات الأولياء.

20- الدرر السنية في فضل الاحتفال بمولد خير البرية.

21- تنبيه أهل الفكر في جواز حلقات الذكر والجهر به.

22- كشف اللثام عن فضائل بلاد الشام.

23- شفاء الصدور في زيارة القبور.

24- طلوع الفجر في التوسل بأهل بدر. ط 2

25- هذا بالإضافة مجموعة خطب منبرية.

26- مجموعة قصائد صوفية تنشد في الأذكار والموالد.

وغيرها.

وللشيخ المترجم له الكثير من الكتب والرسائل التي لم تطبع بعد، وقد زادت مؤلفاته ورسائله على السبعين عنواناً بين مطبوع وغير مطبوع.

وفي عام: 1390هـ - 1970 م، دفعه حنينه لبلد الله الحرام وحبه للمصطفى عليه الصلاة والسلام، والمجاورة له في هذه البلاد الطاهرة، إلى شدّ الرحال إلى مكة المكرمة، والإقامة فيها، منقطعاً للعبادة ولقاء العلماء والصالحين من أهل العلم والحديث، وتبادل العلم معهم أخذاً وعطاء، منهم الشيخ السيد الحبيب عبد القادر السقاف، والشيخ محمد إبراهيم الختني المدني، والسيد محمد بن عبد الله الكاف نزيل مكة، والشيخ العلامة عبد الله بن محمد بن حسين المحفدي الصنعاني الزيدي، وغيرهم.

وفي مكة تجلت همته العالية في العبادة ومحافظته على صلاة الجماعة والنوافل والأذكار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، رغم تقدمه في العمر، وأقام الشيخ المترجم له في مكة المكرمة بضعة عشر عاما، ثم عاد إلى موطنه حلب، يدفعه شوقه للأهل وحبه للوطن، وأقام فيها إلى أن أدركته الوفاة.

عظيم النفس، عالي الهمة، ذكي، نابه، كثير الذكر والعبادة، مفعم القلب بالحب للنبي صلى الله عليه وسلم، مواظب على التأليف والكتابة، في شتى الموضوعات.

جميل الوجه، مهاب الطلعة، منور الشيبة، عليه سيما العلماء وسمت الصالحين الأتقياء.

عاش الشيخ أكثر من مئة عام، وتزوج امرأتين، وله سبعة أبناء وبنتان، وحج أكثر من عشرين حجة.

ظل الشيخ المترجم على همته العالية، في العبادة والمحافظة على الذكر والأوراد، إلى أن أدركته المنية، في حلب في الثاني من شهر شوال، سنة: تسع وأربعمئة وألف للهجرة، الموافق للسابع من أيار، عام: تسعة وثمانين وتسعمئة وألف للميلاد، ودفن في جامع العثمانية. ـ رحمه الله ـ

 

المصادر والمراجع

1- بعض كتب الشيخ وكتاب الدرّ المنظم في وجوب محبة السيد الأعظم صلى الله عليه وسلم خاصة.

2- مقدمة كتاب مجموعة قصائد ونشائد صوفية، وهي بقلم ابنه الأستاذ محمد الراشد.

3- مقابلة شفهية مع ابن المترجم الأستاذ محمد الراشد، جرت في مقر جريدة الجماهير الحلبية صيف عام 1987 م.