رحيل عالم صالح الشيخ أحمد أنيس

الشيخ أحمد أنيس 

 

انتقل إلى رحمة الله يوم السبت 6/ صفر 1437، العالم الفقيه المقرىء، الحافظ لكتاب الله تعالى شيخنا اﻷستاذ الشيخ أحمد أنيس أحد علماء حلب، وقرائها رحمه الله، آنسه الله.
وصلي عليه في المسجد النبوي بعد صلاة الفجر، ودفن في البقيع.

ولد المرحوم في مدينة حلب، سنة( 1945)
وقد عرفته قبل أربعين سنة، فقد كان يسكن في الحي الذي عشت فيه.
وكان شيخا مهابا، بهي الطلعة، يعلوه نور العلم والصلاح.
وكان على جانب عظيم من اﻷخلاق العالية، والسماحة مع الناس.
وكان محبوبا جدا من كل طبقات المجتمع، لما يتمتع به من أنس، وروح مرحة طيبة، ونفس هنية راضية.

وأذكر أني حضرت خطبته في جامع التوبة، المسجد القريب من بيتنا، وهو من مساجد حلب القديمة.
وقد كانت خطبة مؤثرة تبكي العيون، فأنت تسمع في نبرات الشيخ الصدق والصلاح والتأثير.

وأما تلاوته للقرآن فلا تسل عن جمال صوته، وحسن تلاوته، وخشوعه، وهو ممن ينطبق فيهم قول القائل: ليته لم يركع.

وقد اختاره فضيلة شيخنا العلامة المحدث الشيخ عبدالله سراج الدين رحمه الله للتدريس في المدرسة الشعبانية.
وهو من أهم معاهد حلب الشرعية التي كانت تنتهج المنهج العلمي الرصين في التعليم الشرعي العتيق.

وعندما انتسبت إلى هذا المعهد العريق وقع الاختيار على عدد من الطلبة اﻷوائل في المدرسة الشعبانية للدراسة الخاصة عند الشيخ أحمد أنيس في بيته في حي باب المقام.

وكان معي: أخي الشيخ عبد الحكيم، ونجل شيخنا اﻷستاذ محمد عوامة، واﻷخ خالد خانجي.
وكانت أياما جميلة قضيناها مع هذا الشيخ المبارك نستفيد من علمه كما نستفيد من سمته وورعه وصلاحه وتقواه.

ثم كتب الله له الجوار في المدينة المنورة بعد اﻷحداث التي ألمت بالبلاد في الثمانينات من القرن الماضي.
ثم عاد إلى البلاد، ليمارس التدريس في البلاد الحلبية، ولا سيما إقراء القرآن الكريم.

ثم غادر إلى المدينة المنورة ليجاور فيها بعد اﻷحداث اﻷخيرة التي تعصف بالبلاد.

كان الشيخ رحمه الله تعالى أحد الملازمين للشيخ المسند الفقيه الصالح ياسين سريو، المعروف بالمؤقت؛ ﻷنه كان المسؤول عن التوقيت في الجامع اﻷموي الكبير،  وهو معروف في مدينتا بالعلم والصلاح والولاية.

وكان الشيخ أحمد أنيس أحد الثلاثة الذين صحبوا الشيخ ياسين، وتأثروا بصلاحه وعلمه.

واﻻثنان هما: فضيلة العلامة المحدث الشيخ محمد زهير الناصر حفظه الله تعالى 
والشيخ الفقيه المقرىء نادرة العصر في الورع والزهد الحافظ لكتاب الله تعالى الشيخ عبدالعزيز بوشي حفظه الله ورعاه، مؤقت الجامع الكبير  بعد شيخه الشيخ ياسين.
والشيخان حفظهما الله مجاوران في المدينة المنورة منذ أريعين سنة تقريبا.

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وجزاه الله عن خدمة دينه وكتاب ربه خير الجزاء. 
اللهم آجرنا في مصيبتنا، وهيء لهذا اﻷمة أمر رشد.
ونسأل الله تعالى أن يرحم من رحل إلى الدار اﻵخرة من مشايخنا ويحفظ من بقي منهم...
وحسبنا الله ونعم الوكيل..