رحمك الله أبا أسامة

فضيلة الشيخ محمد علي مشعل في ذمة الله 

كثيرون كتبوا تراجم وافية للشيخ فجزاهم الله خيرا وتحدثوا عن حياته العلمية والدعوية والسياسية.
لذا سأكتفي بلمحات خاصة رأيتها في فضيلته. 
أعطاه الله سبحانه وتعالى خلقا كريما وسماحة يظن بها كل من يعرفه أنه أحب الناس إلى قلبه، فكان صدرا وسع الجميع.
همته يعجز عنها الشباب، في العلم، والدعوة، وقضاء الحوائج.
عطاءه في العلم أعجوبة من الأعاجيب، فكان وقته مقسما بين مكة المكرمة، وجدة، والمدينة المنورة، فلاتعرف له وقتا لايوجد عنده مجلس للعلم.
وهذه المجالس كانت مجالس علم، ودعوة وتاريخ، وفكر، فكان يبدأ بالدرس، فتجد فيه العلم الواسع إذ أنه كان فقيها اختلط الفقه بلحمه ودمه، يغوص في المسائل اصولا وفروعا وخاصة في المعاملات.
أكرمني الله بصحبته في السفر عدة مرات من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، فكان صاحب ذكر وحضور ودعاء.
تاريخه يشهد له أنه لم يعط الدنية في دينه يوما لظالم، رفع صوته عاليا على منابر حمص ودفع سنوات من حياته في السجن ثمنا لذلك.
أعطاه الله حكمة تسع الجميع، حتى في التعامل مع من لايوافقه في الفكر والرأي، وحضرت له مجالس خاصة مع اثنين ممن كانت لهما مواقف فاقعة في الوقوف مع الظلمة، في مجلسين متفرقين، فرأيت من أسلوبه معهما وضوحا وقوة قال فيهما كل مايريد بكلمات هادئة وحجة وبيان، مع ابتسامة وصدق ولين.
عاش مهاجرا زاهدا غريبا، أكرمه الله بالدفن في المدينة المنورة اليوم، وصلى عليه مئات الآلاف في المسجد النبوي بعد صلاة الجمعة، ودفن رحمه الله في الجهة الشرقية من البقيع، وقبره على الخط الوارد تقريبا من قدم المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فهنيئا له هذا الجوار الكريم.
وانضم بذلك إلى ركب كريم سبقوه من علماء الشام المهاجرين الذين دفنوا في البقيع، وهم:
الشيخ عيسى البيانوني
الشيخ محمد المبارك
الشيخ طاهر خير الله 
الشيخ عمر بهاء الدين الأميري.
الشيخ عبد الفتاح أبو غدة.
الشيخ محمد الحجار
الشيخ محمد عوض.
الشيخ بشير حداد.
الشيخ منير بن بشير حداد.
الشيخ محمد جنيد.
الشيخ محمد علي المراد.
الشيخ سعد الدين المراد.
الشيخ محمد نمر الخطيب.
الشيخ محمد هشام سرميني.
الشيخ ناجي عجم.
الشيخ عمر ملاحفجي.
الشيخ أحمد قلاش.
الشيخ أبو علي كرام.
الشيخ حسن عتر,
وجدي الشيخ عبد الرزاق بدر
رحمهم الله جميعا، وجعل مثواهم الفردوس الأعلى، مع سيد الخلق صلى الله عليه وسلم .
اللهم أوردنا حوضه واسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة مريئة لانظمأ بعدها أبدا.
اللهم آمين