![ذكريات مع الشيخ محمد علي مشعل رحمه الله](https://islamsyria.com/storage/Setting/default_image/no.png)
الحمدلله ، وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،
لقد عرفت الشيخ أبا أسامة رحمه الله مرتين :
الأولى : في حمص ، عرفنه العالم الذي يحبه شباب الدعوه ، ويسرون لرؤيته ، وعلى الأخص في حفلة الإثنين في مسجد جورة الشيح ، لأنهم يعتقدون أنهم سيحصلون ماهم بحاجة إليه من الحماس ، والإرشاد والفكر السليم .
وكمثال على هذا الفكر المتألق :
سأله أحد الشباب عندما وصلت أمريكا إلى القمر السؤال التالي : هل يجوز أن نعتقد أنهم وصلوا إلى القمر؟
فأجاب الشيخ : صحح السؤل ! فإن سألت سؤالا صحيحا أجبنك عليه . وساعده الشيخ في صيغه السؤال ، عندما أحس بحاجته إلى المساعدة وقال : إن سألت ، هل يجوز أن تصل أمريكا إلى القمر قبل المسلمين ؟ لقلت لك لا ، وألف لا ، لإن وصولهم أولا سيكون لصالحهم وليس لصالح المسلمين وغيرهم ، وعلى المسلمين أن يكونوا الرواد في كل علم .
وعرفته ثانية : في المملكة بعد غياب عن سوريا ، لمدة تزيد عن ثمان سنوات ، للتخصص و العمل في ليبيا .
عرفته في السفر و الحضر :
أما في السفر ، فكان لا يترك فرصة للعطاء و الإرشاد ، إلا اغتنمها ، فبعد صلاة الفجر كلمة موجزة مؤثرة ، يكتب ملخصها عدد من الأحبة أصحاب الاختصاص الشرعي ، و في حال الانتهاء من العمل الأهم عند الشيخ ، يتفقد الشباب في ذلك البلد ، الذي تكثر فيه الأماكن الجميلة ، و الأطعمة الفاخرة ، فكلما ذكرنا له مكانا أو طعاما ، وجدنا الجواب : هل بالإمكان زيارة الشباب ؟ و ذلك ليتعرف على حاجاتهم و يرشدهم .
وأما في الحضر ، فقد كان برنامج الشيخ في يومي السبت والإثنين من كل أسبوع ، وذلك في الفترة المسائية ، . ففي يوم السبت درس للنساء بعد المغرب ، ودرس للأطباء أو غيرهم بعد العشاء ، وبينهما زيارة أخ عزيز أو تعزيه بفقيد أو زيارة مريض
أما يوم الإثنين : فدرس لأعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز بعد المغرب ، وبعد العشاء درس في النحو ، قرأنا فيه شذور الذهب ، لابن هشام مرتين ، ثم بعده درس في شرح صحيح مسلم للإمام النووي .
والذي لا أنساه :
1-وفاء الشيخ ، فقد كان دائما يذكر مشايخه ، ونتلمس من حديثه الحب و التقدير لهم ، كما أنه لا ينسى أصحابه فكثيرا ما كان يزور من يصفه بأنه أخوه ، عمي الحاج : محمد الحسن الحافظ
2- سلامة صدر الشيخ ، حتى بالنسبة لمن أساء إليه ، وفي إحدى المناسبات التي كنا نحضر قائمة بأسماء من هم بحاجة إلى إقامة ، طلب الشيخ أن نضع أولا أسماء أشخاص ، نعرف إساءتهم للشيخ ، وعندما ذكرناه بذلك أجاب : إذا لم يكن للنفس حظ في أمريسره الله ! وبالفعل يسر الله الأمر ، وحصلت أكثر من مئة أسرة على الإقامه .
3- ما طلبت منه طلبا ، إلا كانت النتيجة أفضل وأسرع مما أتمناه .
4-كل موضوع يجد الإخوة بحاجة إليه ، يقوم بكتابة ملخص له ، وتصوير ذلك ، وتوزيعه ، حتى يرجع الإخوة إليه
أسأل الله أن يتغمده برحمته وأن يجمعنا به في ظل عرشه ، يوم لا ظل إلا ظله ، ولا باق إلا وجهه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
![](https://islamsyria.com/front/imgs/bg-vector.png)
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول