دلالات اليقين في القرآن الكريم

التقديم للبحث:

لا يمكن للدعوة الإسلامية أن تستقيم على أمر الله تعالى تربية وبناءاً، وانتصاراً واستمراراً إلا إذا قادها الربانيون أئمة الهدى الذين يمتلئون يقيناً بالله عز وجل، قال الله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: 24]

واليقين هو مَقامُ الإِحسان؛ الذي شرحه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ) وهو الذي يدفع الصائم والقائم لتحمل الجوع والعطش والسهر والتعب، لإيقانه بصدق الله فيما وعد به من الأجر والثواب.

كما أن اليقين هو استقرارُ العِلْم الذي لا يتغيَّرُ في القَلْب وينمو بزِيادة الإِيمان، ومن لا علم لديه ولا يقين فإنه يظن شكاً وريبة، ولهذا يقول المشركون في إيمانهم بالساعة: ﴿إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ﴾ [الجاثية:32].

وهذا البحث المختصر يتناول منزلة اليقين وخصائصه، ومراتب اليقين، وخُتم بذكر عدد من ثمرات اليقين.