خير الدين الزركلي

   بقلم الأستاذ المهندس الأديب المؤرخ المحقق: محمد زاهد أبوغدة

 

 

في الثالث من ذي الحجة من عام 1396 توفي في القاهرة، عن 86 عاماً، الأستاذ البحاثة الشاعر السفير، أبو غيث، خير الدين الزِرِكلي، مصنف كتاب الأعلام، والذي له منة على كل باحث في علوم الإسلام والعربية والتاريخ.
 
وهذه ترجمة له، مأخوذة مما ذكره هو في الأعلام، ومماورد في ثنايا كتاب الأعلام من شذرات، وكذلك مما ضمته صفحات الشبكة من معلومات عن مصادر موثوقة، وأنا أستميح القارئ العذر في إطالتها لأن الأستاذ الزركلي لم يوف حقه في أغلب ما كتب عنه، وهذه محاولة لاستدراك شيء من ذلك، وقد صنف الأستاذ أحمد العلاونة كتاب: خير الدين الزِّركلي، المؤرخ الأديب الشاعر، ولم أطلع عليه.
 
ولد خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزركلي، في بيروت في التاسع من ذي الحجة من عام 1310 الموافق 25 يونية 1893، وكانت ولادته في بيروت لأبوين دمشقيين بسبب تجارة والده فيها.
 
والزركلي، كما يقول الأستاذ الباحث زهير ظاظا، نسبة إلى بلدة تدعى زرك في شرق الأناضول في ديار بكر، يقطنها الأكراد الدنبلية، ويحيلنا لمعرفة تفصيل أخبار هجرة أسرة الزركلي إلى كتاب عبد الرحمن باشا اليوسف وهجرة آل الزركلي إلى دمشق، الذي ألفه للباشا الشيخ عبد القادر بدران المتوفى سنة 1346= 1927 رحمه الله، وقد ذكر الزركلي الكتاب في ترجمته للشيخ بدران تحت اسم: الكواكب الدرية – ط، رسالة في عبد الرحمن اليوسف والأسرة الزركلية. ولكن الزركلي، مثله مثل كثير من ذوي الأصل الكردي، لا يقيمون لمثل هذه الأمور كثير وزن، فهو ممن يؤمنون بقوله تعالى ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾، وهو لم يترجم لعبد الر حمن اليوسف الذي كان رئيس مجلس الشورى السوري، وقتل في حوران سنة 1920، ولا يشير الزركلي من قريب ولا بعيد في الأعلام إلى أصله الكردي، مع إشارته لذلك في ترجمته لأحمد شوقي وأحمد تيمور باشا، بل تشعر في كثير من الترجمات المعاصرة التي كتبها غلبة الروح العربية عليه.
 
أقول هذه الكلمة التي لا بد منها في عصر الشبكة التي كثرت فيها المواقع من الغث والسمين، ومنها مواقع لإخوة أكراد يحاولون النفخ في رماد القومية الكردية، وهذا حقهم، ولكنهم يلقون فيه بأعلام كالزركلي وغيره ليصيروا وقوداً لتشبثهم في إحياء ما أراد له أصحابه أن يموت، فهم أشبه بمن يريد أن ينزع عن الميت أكفانه ويلبسه ثوباً لم يلبسه ولم يرغب في لبسه طيلة حياته، وقد عاش عمره معتزاً بثيابه التي نشأ فيها، ولله في خلقه شؤون.
 
نشأ الزركلي بدمشق، وتعلم في إحدى مدارسها الأهلية، وأخذ عن علمائها على الطريقة القديمة، ومن أبرز من أخذ عنهم الشيخ جمال الدين القاسمي المولود سنة 1283 والمتوفى سنة 1332، وأشار إليه في الأعلام بشيخنا الكبير، وكان كبير علماء دمشق في وقته، وأولع الزركلي بكتب الأدب العربي، وبدأ يقرض الشعر في صباه، وأدى امتحان القسم العلمي في المدرسة الهاشمية الثانوية بدمشق.
 
ثم عمل الزركلي مدرساً في المدرسة الهاشمية، وأصدر مجلة أسبوعية سماها الأصمعي، فصادرتها حكومة الاتحاد والترقي التركية، لنشرها صورة كتب أنها صورة الخليفة العربي المأمون.
 
وذهب الزركلي إلى بيروت ليَدْرس اللغة والأدب الفرنسي متفرغاً في الكلية العلمانية المسماة باللاييك، Mission laïque française، تمييزاً لها عن المدارس الدينية اليسوعية التي يديرها الآباء اليسوعيون المعروفون بالجزويت، ثم عمل الزركلي فيها أستاذا يدرس التاريخ والأدب العربي، وفي بيروت ألف الزركلي تمثيلية نثرية، سماها وفاء العرب، مُثِّلت ببيروت سنة 1914 ومرات بعدها.
 
ورجع الزركلي إلى دمشق قبل الحرب العالمية الأولى وتطوع للتدريس في المدرسة الكاملية التي أنشأها الشيخ كامل قصاب، بهدف بعث الروح القومية العربية بدمشق، وممن تطوعوا فيها مع الزركلي من شباب الدعوة العربية: عبد الوهاب الإنكليزي، وعارف الشهابي، و عبد الرحمن شهبندر، وأسعد الحكيم.
 
وانتقل الزركلي إلى مرحلة أخرى من نشاطه الوطني والسياسي بعد نهاية الحرب في سنة 1918، حين أصدر جريدة يومية اسمها لسان العرب، بالتعاون مع صديقه الصحافي العراقي إبراهيم حلمي، المولود سنة 1308=1890، والمتوفى سنة 1360=1942، وكان حلمي كما ذكر الزركلي في الأعلام يراسل قبل الحرب صحف مصر والشام، وتولى تحرير جريدة النهضة ببغداد سنة 1913، واعتقله الترك في أواخر تلك الحرب فنقلوه إلى دمشق، فمرض فأطلقوه، واشترك مع الزركلي في إصدار جريدة لسان العرب، ثم انفرد بها، ثم عاد إلى بغداد فواصل إصدار الجريدة، واتهم في سياسته وسجن مرارا، وتوظف في ديوان مجلس الوزراء، وتوفي ببغداد.
 
ومثل كثير من الصحف التي أنشئت ثم أغلقتها حكومة الاتحاد والترقي، كان مصير لسان العرب أن يُسْكت، فقام الزركلي بمشاركة الأستاذ يوسف حيدر في إنشاء صحيفة يومية أخرى هي المفيد الدمشقية، وهي غير المفيد البيروتية.
 
وفي هذه السنوات وقبل أن يبلغ الثلاثين كانت لدى الشاعر خير الدين الزركلي مجموعة شعرية تصلح للطبع كمِّاً ونوعية، وسمى الزركلي هذه المجموعة عبث الشباب، ويبدو أن حادثة وقعت في حياة الزركلي التهمت النار على إثرها هذه المجموعة فذهبت أصولها، ويبدو أنه لم يكن راضياً عن نشرها تمام الرضا، متردداً في إخراجها من حبوس الأدراج، ولذلك قال عن هذه الخسارة التي يفترض أن تكون فادحة للشاعر: فاسترحت منها وأرحت!
 
ثار الشريف الحسين بن علي في مكة على الترك سنة 1916، وكان يطمح إلى تشكيل دولة عربية في الحجاز والعراق وبلاد الشام، وكان ابنه فيصل، المولود سنة 1300= 1883، قد زار دمشق سنة 1916، فأقسم يمين الإخلاص لجمعية العربية الفتاة السرية، وتولى فيصل بعد الثورة قيادة الجيش الشمالي، ثم سمي قائدا عاما للجيش العربي المحارب في فلسطين إلى جانب القوات البريطانية، ودخل سورية في محرم 1337= 1918 بعد جلاء الترك عنها، فاستقبله أهلها استقبال المنقذ، وعاد إلى دمشق في سنة 1338= 1920، فنودي به ملكا دستوريا على البلاد السورية.
 
ثم جاء الانتداب الفرنسي على سورية في سنة 1920 كالصاعقة على أبنائها الوطنيين، فما أن لمحوا بوادر تحقق آمالهم في دولة عربية بزعامة الملك فيصل بن الحسين لتعيد المجد الذي اندثر، حتى وأده إعلان الانتداب، وشاهد ذلك الشاب الوطني خير الدين الزركلي، وننقل عنه بتصرف ما ذكره عن هذا العدوان: احتلت القوات الفرنسية بقيادة الجنرال غورو سواحل سورية، وأصدر إنذاراً إلى الملك فيصل أمهله فيه 24 ساعة بوجوب حلِّ الجيش العربي، وتسليم السلطة الإفرنسية السكك الحديدية، وقبول تداول ورق النقد الفرنسي السوري، وغير ذلك مما فيه القضاء على استقلال البلاد وثروتها، فتردد الملك فيصل ووزارته بين الرضى والإباء، ثم اتفق أكثرهم على التسليم، فأبرقوا إلى الجنرال غورو، وأوعز فيصل بفض الجيش.
 
ولكن بينما كان الجيش العربي المرابط على الحدود يتراجع منفضا بأمر الملك فيصل، كان الجيش الإفرنسي يتقدم بأمر الجنرال غورو، ولما سئل هذا عن الأمر، أجاب بأن برقية فيصل بالموافقة على بنود الإنذار وصلت إليه بعد أن كانت المدة المضروبة 24 ساعة قد انتهت.
 
وعاد فيصل يستنجد بالوطنيين السوريين لتأليف جيش أهلي يقوم مقام الجيش المنفض، في الدفاع عن البلاد، وتسارع شباب دمشق وشيوخها إلى ساحة القتال في ميسلون، وكان على رأسهم وزير الحربية يوسف بك العظمة والضابط الذي تمرس مع الجيش التركي حتى صار رئيسا لأركان حرب الجيش الأول بالآستانة.
 
قاد يوسف العظمة جمهور المتطوعين على غير نظام، وإلى جانبهم عدد يسير من الضباط والجنود، وتقدم الجنرال الفرنسي غورو بقواته نحو دمشق في 7 ذي القعدة 1338= 24 يوليو 1920، وتصدى له العظمة بقواته الضئيلة وكان قد جعل على رأس وادي القرن في طريق المهاجمين ألغاما خفية، فلما بلغ ميسلون ورأى العدو مقبلا أمر بإطلاقها، فلم تنفجر، فأسرع إليها يبحث، فإذا بأسلاكها قد قطعت، فعلم أن القضاء نفذ، فلم يسعه إلا أن ارتقى ذروة ينظر منها إلى دبابات الفرنسيين زاحفة نحوه، وجماهير الوطنيين من أبناء البلاد بين قتيل وشريد، فعمد إلى بندقيته وهي آخر ما بقي لديه من قوة فلم يزل يطلق نيرانها على العدو، حتى أصابته قنبلة، تلقاها بصدر رحب، وكأنه كان ينتظرها..ففاضت روحه في أشرف موقف، ودفن بعد ذلك في المكان الذي اشتهد فيه، وكان رحمه عمره 37 عاماً.
 
أما الملك فيصل فرحل إلى إيطاليا ثم غادرها إلى إنجلترة، ثم رشحه البريطانيون لعرش العراق، فانتقل إلى بغداد، ونودي به ملكا للعراق سنة 1339= 1921، وتوفي سنة 1352 = 1933.
 
وعلى إثر وقعة ميسلون، وفي صباح اليوم الذي كان الفرنسيون يدخلون به دمشق، غادرها الزركلي إلى فلسطين، فمصر، فالحجاز، ولأنه كان ممن الوطنيين الذين حرضوا على مقاومة الاحتلال الفرنسي أصدر الفرنسيون حكماً غيابياً بإعدام الزركلي وحجز أملاكه.
 
وفي الحجاز انضم الزركلي إلى الملك حسين بن علي، وتجنس بالجنسية العربية الحجازية سنة 1921، والتقى في مكة المكرمة بالشيخ يوسف ياسين، المولود في اللاذقية سنة 1309= 1892 والمتوفى سنة 1381=1962، وانتدبهما الملك الحسين لمساعدة ابنه الأمير عبد الله وهو في طريقه إلى شرقي الأردن، فعاد الزركلي إلى مصر، فالقدس، واصطحب جماعة منها إلى السلط فعمان، مهدوا معه السبيل لدخول عبد الله وإنشاء الحكومة الأولى في عمان، التي سمي فيها الزركلي مفتشا عاما للمعارف، ثم جعل رئيسا لديوان رياسة الحكومة قرابة سنتين إلى عام 1923، وفي سنة 1925 سيصدر الزركلي كتابه: عامان في عمان، الذي تضمن مذكراته عن هذين العامين.
 
وفي خلال ذلك أبلغت الحكومة الفرنسية أهل الزركلي في دمشق، أنها قررت وقف تنفيذ حكمها عليه بالإعدام، فسنحت الفرصة للزركلي ليذهب إلى دمشق ويعود منها بعائلته إلى العاصمة الأردنية.
 
وأصيب الزركلي والشيخ يوسف ياسين بخيبة أمل من بعض سياسات الأمير عبد الله، فجاهر الزركلي بذلك وتركه قاصداً مصر، حيث أنشأ المطبعة العربية في القاهرة في أواخر 1923، وطبع فيها بعض كتبه، ونشر كتبا أخرى، منها في سنة 1923 كتاب ما رأيت وما سمعت، تحدث فيه عن رحلته من دمشق إلى فلسطين، فمصر، فالحجاز. وأما زميله الشيخ يوسف ياسين فذهب إلى القدس ليعمل مدير التحرير في جريدة الصباح لسان حال المؤتمر الفلسطيني والوفد، ثم عاد إلى دمشق فدخل كلية الحقوق، ولم يلبث أن ذهب إلى الرياض سنة 1343=1924، وأصبح موضع ثقة الملك عبد العزيز آل سعود ومستشاره السياسي الوفي.
 
وثارت سورية على الاحتلال الفرنسي 1925، وقصف المحتلون دمشق بالمدافع بضعة أيام أحالوا محاسنها قاعاً صفصفاً، وتركوا أهلها بين قتيل تحت الأنقاض وجريح فاته الدواء ومهاجر ذليل بعد العزة والشرف، وكان الزركلي في القاهرة يعمل ناشطا في فضح الاحتلال الفرنسي وجمع التبرعات والتأييد المعنوي لأهل سورية وثوارها، ولذا لم يكن غريباً أن يصدر الفرنسيون حكما غيابيا ثانيا بإعدامه، وفي سنة 1344= 1925 أقامت جمعية إعانة منكوبي سورية حفلاً لجمع التبرعات ألقيت فيه قصيدتان، الأولى قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي الشهيرة:
 
سلام من صبا بَرَدَى أرق... ودمعٌ لا يكفكف يا دمشقُ
 
وألقى القصيدة الثانية الزركلي، الذي بلغ مكانة صنو لأمير الشعراء، وصار يلقَّب بشاعر الشام، وأورد بعضاً مما جاء فيها، فكأن أمس هو اليوم:
 
الأهلُ أهلي والديارُ دياري... وشعار وادي النَّيربَين شعاري
ما كان منْ ألم بجلّقَ نازل... واري الزناد، فزندهُ بي واري
إِنَّ الدَّمَ المُهَراقَ في جنباتِها... لَدَمِي وإِنَّ شِفارها لشفاري
دمعي لما مُنيتْ به جارٍ هنا... ودمي هناك على ثراها جارِي
 
***
 
أُمَّ الحياة، وللحياة نعيمها،... هل في ديارك بعد من ديَّار؟
زهو الحضارة أنتِ مطلع شمسه... أفتغتدين وأنت دار بوار
***
 
أرأيتَ كيف طغى الفرنج وأوغروا... صدر الأسنَّة أيما إيغار
أرأيتَ كيف استهتروا بمطامع... فيها المصارع أيَّما استهتار
الشرق بين قويهم وضعيفهم... متداوَل الأنجاد والأغوار
وبنوه بين وعيدهم ووعودهم... شتى المذاهب شُرَّد الأفكار
لا تأمنن فأنت بين مكافح... منهم وبين مخادع غرار
***
 
غَضِبَتْ لسورية الشهيدة أمةٌ... في مصر تطفئ غلة الأمصار
ورعت لها ذمم الوفاء فلم يضع... عهدٌ تَسلسَلَ في دم الأعصار
لله والتاريخ والدم واللغى... حق وللآمال والأوطار
 
وفي هذه السنة، 1925، نفى البريطانيون المرحوم الشريف الحسين بن علي إلى قبرص بعد أن استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الحجاز، فقام الزركلي بنظم قصيدة طويلة عنوانها: جبار زمزم والحطيم، وتنضح بالتشفي الشديد مما حلَّ بالشريف على يد حلفائه الذين منَّوه الأماني وغروه بالوعود، ويعاتبه فيها عتاباً مراً أن لم يكن كالأمير عبد الكريم الخطابي الذي حارب المستعمرين الأسبان ولم يقبل تنازلاً عن حق الريف المغربي في الاستقلال والسيادة، ومما جاء فيها:
 
صبرَ العظيم على العظيم... جبارَ زمزم والحطيم
إن القضاء إذا تسلط... ضاع فيه حجى الحكيم
ألق السلام على الطلول وحيِّ شاخصة الرسوم
ودِّع قصور (أبي نُميٍّ)... لستَ فيها بالمقيم
راعتك رائعة الملوك... وبؤت بالخطب الجسيم
سهم رماك الأقربون به فغلغل في الصميم
ما كنت تحفل بالنصيـح وكنتَ أحفى بالنَموم
للنُعميات يد الوشاة وللأباة لظى الجحيم
طال انقيادك للخصوم وأنت أدرى بالخصوم
الإنكليز وما أراك بأمرهم غيرُ العليم
ما في جموعهم وإن ... حدبوا عليك سوى غريم
قد يستنيم أذاهم ... حينا وليس بمستنيم
 
عجباً لمن طلب الخلافة، والخلافة في النجوم
أين الخلافة؟ لا خلافة في الحديث ولا القديم
أو لستُ أعجبُ للزعيم يفوته سهر الزعيم
 
الجامع...... المتناقضات... من... الغرائز والفهوم
الغافل، اليقظ، الحريص... الباذل، العاني، الرحيم
المدْرِه العيُّ العصي... الطيع الشرس الحليم
الصادق الظن الصحيـ... ـح الفاسد الرأي السقيم
الطيب النفس الأنيس... السيئ الخلق السؤوم
يا ناظم العقد النثير... وناثر العقد النظيم
لم أُلفِ قبلك هادماً... ما كان يبنى من أطوم
 
كانت تخومك لا تُنال فهل حميت حمى التخوم
 
العرب قومك يا حسين... وأنت منهم في الصميم
 
كم علَّموك وما علِّمـت وحاولوا بك من مروم
 
هلا اقتديت وأنت تشهد بالفتى عبد الكريم
 
المستعز بقومه... والمستبد على الغشوم
والمسترد عُلا حماه بحد مرهفه الصروم
التارك الأسبان طائشة المدارك والحلوم
والمشهد الأقوام أن... الحق محمي الحريم
والمبلغ الأسماع أن... الضيم ينهض بالمضيم
رفعَ العقيرةَ في الجموع وأنت لاه بالنعيم
ونفى الهمومَ عن الربوع وأنت تبعث بالهموم
وشفى الصدورَ من الكُلوم وأنت كنت من الكلوم
ماذا ادخرت لمثل يومك والنذير نذير شوم
يا عبرة لأولي البصائر في الحميد وفي الذميم
قل للذين سيخلفونك من عدو أو حميم
الواردين على التربع... في الدسوت ورود هِيْم
شر الممالك ما يساس سياسة البغي الوخيم
ما في العروش على الجهالة والغباء بمستقيم
ما عرش مكة بالإمارة في ثقيف أو تميم
عصر البداوة قد توارى عهده بين الغيوم
العرش منهار إذا... لم يحمه علم العليم
لهفي على أهل الجزيرة في السهول وفي الحزوم
يتخبطون من العماية في دجىً حلِك بهيم
أترى ينم ابن السعود... إذا استوى عن طيب خيم
فيؤلف الوحدات طيـبة المنابت والأروم
ويهيب بالآحاد... يو قظها وبالحشد الحميم
أم يستبد كما استبد... مجانبُ السنن القويم
فيبيت يجرع ما تجرعه سواه من السموم
ما كان والله الحسين... الشيخ بالشيخ النؤوم
لكن من خاف الهزيم رمته صاعقة الهزيم
من حاد عن شَرَك الغموم اصطاده شرك الغموم
طلب السلامة بالونى... فإذا به غير السليم
وساءت صحة الزركلي في عمله بالمطبعة، فباعها سنة 1927، وفي منتصف سنة 1347= 1927 أصدر الطبعة الأولى من كتاب الأعلام في ثلاثة أجزاء، وكان قد بدأ به في سنة 1912، برعاية وتشجيع من العلامة الأستاذ محمد كرد علي، ونقتطف هنا إعلان الأستاذ محمد رشيد رضا عن صدوره في مجلة المنار فقال: رأى صديقنا الأديب شاعر الشام خير الدين أفندي الزركلي ما يراه جمهور أهل العلم والأدب من الناطقين بلسان العرب، أن اللغة في حاجة إلى معجم لتراجم أشهر الرجال والنساء من العرب الجاهليين والمخضرمين ومن بعدهم إلى هذا العصر... فشرع في تأليف هذا المعجم وسماه الأعلام.
 
فحقٌّ على جميع كتاب العربية، ولا سيما المصنفين والمؤرخين ومحرري الصحف، أن يشكروا لمؤلفه هذه المنة التي لا يستغني عنها أحد منهم، فلعمري إن حاجتهم إلى هذا الكتاب كحاجتهم إلى معجم من معاجم اللغة، وينبغي أن لا يخلو منه مكتب، وأن يكون بين الأيدي بجانب القاموس ونحوه ... لأنه كما ادّعى واضعه في فاتحته - وصدق - قد ملأ فراغًا في الخزانة العربية قد تُرك له مدة هذه القرون الطويلة.
 
أما الزركلي فقال بتواضعه المألوف في مقدمة الطبعة الأولى: أما وقد مضيت في ما شرعت فيه، فما عليَّ لتكون الخدمة خالصة للعلم، إلا أن ألتمس ممن حذقوا التاريخ، ومازوا لبابه من قشوره، وكان لهم من الغيرة عليه ما يحفزهم إلى الأخذ بيده، أن يتناولوا الكتاب، منعمين، مفضلين، بنقد خطئه وعدل عوجه، وبيان ما يبدو لهم من مواطن ضعفه، وقديما قال إبراهيم الصولي: المتصفح للكتاب أبصر بمواقع الخلل فيه من منشئه.
 
وكان العلامة المؤرخ أحمد تيمور باشا، المولود سنة 1288= 1871، والمتوفى سنة 1348= 1930، من أكثر من ابتهج بصدور كتاب الأعلام، وكان ذا فضل ووجاهة، قال الزركلي في ترجمته في الأعلام: وكانت لي معه رحمه الله جلسة في عشية السبت من كل أسبوع، يعرض علي فيها ما عنده من مخطوطات، وأحمل ما أختار منها، ثم أرده في الاسبوع الذي يليه. ونُقِلت مكتبته بعد وفاته إلى دار الكتب المصرية، وهي نحو 18 ألف مجلد. وتلقى الزركلي كثيراً من الملاحظات والتصويبات من عدد من العلماء والباحثين أشار إليها بعرفان وشكر في مقدمة الطبعة الثانية.
 
واستجم الزركلي ثلاث سنوات، ودعي لزيارة الحجاز بعد أن تسلم آل سعود مقاليد الحكم فيه، فزاره، وكان الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود هو نائب الملك فيه، فالتقى به، وفاتحه في أن يلي عملا في الحكومة السعودية الفتية، فوافق الزركلي شاكراً، ولكن أمور التعيين تأخرت فيما يبدو، فعاد الزركلي إلى متابعة العمل الوطني فذهب إلى القدس سنة 1930وأصدر فيها مع زميلين جريدة يومية أسموها الحياة، ومالبثت حكومة الانتداب البريطاني أن أغلقتها، فاتفق مع آخرين على إصدار جريدة يومية أخرى في يافا، وأعدوا لها مطبعة، وأصدروا العدد الاول منها، ولا يذكر الزركلي لهذه الجريدة اسماً، ولعلها جريدة الجامعة الإسلامية التي كان يرأس تحريرها الأستاذ المحامي سليمان التاجي الفاروقي، والذي ليس له ترجمة في الأعلام.
 
وكان المجمع العلمي العربي قد تأسس في دمشق سنة 1919، وكان أول رئيس له الأستاذ العلامة محمد كرد علي، المولود سنة 1293= 1876، والمتوفى سنة 1372= 1952، وهو أول من شجع الزركلي في بدايات علمه في كتاب الأعلام، قال الزركلي في المقدمة: رجعت إليه أيام اشتغالي بجمع مادة الكتاب، ناشئا، فأخذ بيدي يرشدني إلى صحاح المصادر، وفتح لي خزانة كتبه آخذ عنها ومنها ما أنا في حاجة إليه. وفي سنة 1930 قام هذا المجمع بتشريف الزركلي بأن ضمه إلى عضويته، فأصبح على قدم سواء مع من كانوا أساتذته من أساطين اللغة والأدب والعلوم، والذين ترجم لكثير منهم في الأعلام.
 
وفي سنة 1934 أبلغه الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود، تعيينه مستشارا في السفارة السعودية بالقاهرة، وكانت تدعى الوكالة ثم المفوضية، فترك الجريدة لمن والى إصدارها، وتحول إلى القاهرة، واشترك مع الشيخ يوسف ياسين صديقه القديم ممثلَين عن المملكة السعودية في المداولات التي سبقت إنشاء جامعة الدول العربية، ثم في التوقيع على ميثاق الجامعة عند إنشائها في سنة 1945.
 
ولا يفيدنا كثيراً ما كتبه الزركلي في الأعلام عن هذه الفترة التي تمتد 11 سنة، ولكن العلاقات بين الملك عبد العزيز والملك فؤاد ثم الملك فاروق كانت فاترة في أغلب الأوقات، ولذا لا نظن أن الزركلي المستشار كان مثقلاً بأعباء العمل الدبلوماسي، ويتحدث الزركلي عن هذه الفترة بتواضعه الجم فيقول: ومثلّتُ حكومة صاحب الجلالة السعودية، في عدة مؤتمرات دولية، وشاركت في مؤتمرات أدبية واجتماعية.
 
ولكن الزركلي في ترجمته للشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود يذكر ما يشير إلى أنه كان مع الأمير سعود في زيارته للمسجد الأقصى عام 1935، يقول الزركلي: وما زال يرن في أذني قوله من قصيدة ألقاها بين يدي سعود بن عبد العزيز يوم زار فلسطين 1935 وهو ولي للعهد:
 
المسجد الاقصى أجئت تزوره ... أم جئته قبل الضياع تودعه؟
 
ونجد اسم الزركلي في مجلة الرسالة سنة 1935 ضمن اللجنة المكلفة بعمل حفل تأبين للأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي، ويبدو أنه في هذه الفترة كان عاكفاً على إعداد الطبعة الثانية من الأعلام، الذي لقيه الأدباء والباحثون بالقبول والثناء، وتوالت عليه التصويبات والاستدراكات كما نرى ذلك في مجلة الرسالة التي كان المرحوم الأستاذ أحمد حسن الزيات يصدرها في القاهرة، وفي سنة 1946 انتخبه أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة لضمه في عضوية المجمع، وهذا شرف كبير يستحقه بلا شك الأديب البحاثة. ونجد كذلك في صحيفة أم القرى المكية في سنة 1366= 1946 خبر ترقيته من مستشار إلى قائم بالأعمال من الدرجة الأولى، وذلك إثر استقالة الوزير المفوض في القاهرة الشيخ فوزان السابق، الذي ترجم له الزركلي ترجمة لطيفة في الأعلام.
 
وانتدب الملك عبد العزيز الزركلي في سنة 1946 ليكون مدير وزارة الخارجية بجدة، ثم صدر مرسوم ملكي بأن يتناوب مع صديقه، الشيخ يوسف ياسين، وزير الخارجية بالنيابة، العمل في الوزارة وفي جامعة الدول العربية، معا، وبقي الزركلي في هذا المنصب قرابة 5 سنوات، ثم عين في سنة 1951 وزيرا مفوضا ومندوبا دائما للملكة العربية السعودية لدى جامعة الدول العربية، وصار رئيساً للجنة الثقافية لجامعة الدول العربية.
 
وقال الزركلي عن هذه المرحلة في الأعلام: فشعرت بالاستقرار بمصر، وباشرت، مع أعمالي الرسمية، طبع هذا الكتاب. وقد سكن الزركلي في حي الزمالك الراقي المطل على النيل، والذي كان يعرف سابقاً بجزيرة الروضة، ويذكر ذلك في ترجمته للإمام السيوطي، ومن هذا الاستقرار الذي شعر به الوالد نجد أن أولاده قد استقروا بمصر وعاشوا بها، وتزوجت كريماته منها، وأدركهم الأجل بها مثل والدهم رحمه الله تعالى. وقد خلف الأستاذ الزركلي ابناً واحد هو المرحوم الدكتور الطبيب ليث، وكان يعمل مستشاراً طبياً بجامعة الدول العربية، وتوفي سنة 2004، وهو زوج كريمة المفتي السيد محمد أمين الحسيني، وللزركلي ثلاث بنات هن السيدتان طريفة ولميس رحمهما الله، والسيدة حياة.
 
وفي سنة 1957 أصدر الزركلي الطبعة الثانية من كتاب الأعلام، وبتواضع العالم الكبير قال رحمه الله في مقدمة هذه الطبعة: ربِّ عونَك وتيسيرك، هذا نتاج أربعين عاما ... أمضيتها في وضع الأعلام وطبعه أولا، ثم متابعة العمل فيه، تهذيبا وإصلاحا وتوسعا، وإعداده للطبع ثانيا، وما أطمع من وراء ذلك في أكثر من أن يكون لي، في بنيان تاريخ العرب الضخم، رملة أو حصاة!
 
ومن طبيعة العمل الدبلوماسي ألا يُترك السفير في بلد واحد فترة تزيد على أربع أو خمس سنوات، وهو أمر يكرهه الدبلوماسيون وتعاني منه أسرهم أشد المعاناة، ولم تطبقه الدبلوماسية السعودية في السابق احتراماً لكثير من السفراء الذين كانوا من رجالات الملك عبد العزيز، ومنهم الأستاذ الزركلي، ولكن هذا التنقل كان نعمة للسفير البحاثة، يمكنه من الاتصال بعلماء هذه البلاد والاطلاع على مكتباتها وكتبها، وقد جاءت الفرصة للزركلي عندما عين في سنة 1957 سفيراً للسعودية في المغرب، وآلت إليه بحكم السِّن عمادة السلك السياسي في المغرب مدة ثلاث سنوات، ولقي الزركلي من علماء المغرب الأفاضل كل مساعدة وتقدير، ولصفته العلمية والدبلوماسية فُتحت له خزائن المغرب الغنية ومكتباتها الخاصة والعامة، ومن راجع الأعلام يرى أن الزركلي رحمه الله نقل المغرب لأهل المشرق، فجلّى وحلّى كتابه بتراجم وفوائد ما كان لينالها لو بقي في المشرق العربي، وكأنه أقام في خزانة الرباط لكثرة ما ينقل عن مخطوطاتها، وأفاده مقامه في المغرب في زيارة أسبانيا ومكتباتها، وليقدم لنا في الأعلام الأسماء الحالية والأعجمية لكثير من أسماء الأعلام والأماكن التي وردت في المصادر العربية.
 
وقد زار الأستاذُ الدكتور بكري الشيخ أمين، أحد علماء اللغة العربية في حلب، الزركلي في بيروت قبل وفاته بسنتين، وكتب عن اللقاء مقالة هامة، نشرت على الشبكة، تلقى على اختصارها الضوء على جوانب هامة من حياة هذا العلم الكبير، ونقل عنه الدكتور شيخ أمين قوله حول المغرب:
 
المغرب أيقظ فـيَّ شيئاً غريباً. تساءلت : أين أنا؟ أبـحث عن علماء المغرب، فأراهم كثيرين، ورجالات المغرب في التاريخ العربي كثيرون، وشخصيات المغرب العربي كثيرون.. كل هؤلاء ليس لهم تراجم عندي! هل أنا مقصر؟ بالطبع لا، لأني أخذت المصادر التي حصلت عليها، ونقلت منها، ومصادر المغرب العربي وشخصياتهم وكتبهم كانت غائبة عني حين كنت أعمل في مصر والحجاز والرياض وفي غيرها من البلاد. عندئذٍ قررت ـ وأنا في المغرب ـ أن أشتغل في الإعلام بمن ليس في الأعلام ليكون ملحقاً للأعلام، وجعلت وقتي كله في استدراك ما فاتني.
 
وبقي الزركلي سفيرا في المغرب إلى سنة 1963، حين جاءه المرض مع عبوره السبعين من العمر، فاستدعاه الملك فيصل إلى الرياض، وكان على اطلاع على إنجازه التاريخي الهام، فأمر بمنحه إجازة مفتوحة للراحة والتداوي، كانت في حقيقتها إكراماً للزركلي وإمداداً له ليتابع أبحاثه الهامة.
 
ولم يذهب الزركلي للإقامة في القاهرة، فقد كان النزاع بين السعودية ومصر على أشده بسبب انقلاب السلال في اليمن وإرسال عبد الناصر الجيش المصري لدعمه، واختار الزركلي أن يقيم ببيروت، فقد كانت الزعامة الثقافية للعالم العربي قد انتقلت من تضييق الحكومة الاشتراكية في القاهرة إلى سعة وحرية النظام الليبرالي في بيروت، وتبقى بيروت جذابة بقربها من دمشق موطنه وحبه الأول إلى جانب اعتدال طقسها على مدار السنة.
 
وفي بيروت عكف الزركلي على استكمال الأعلام وإلى جانبه إنجاز كتابه الذي أسماه الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز، وهو كما ذكر في مقدمته مختصر من كتاب آخر هو شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز، ولكن الكتاب أشبه بكتب أهل الدعاية من الصحافيين، وينقل فيه كثيراً عن غيره، وكان من حق الملك عبد العزيز عليه أن تكون ذكريات الزركلي الشخصية محور هذا الكتاب، لنجد فيه روح المؤرخ اللماح الدقيق التي نجدها في صفحات الأعلام.
 
أورد الزركلي في ما ترجمه لنفسه في الأعلام أوائل الرحلات التي قام بها ممثلاً للحكومة السعودية ومستفيداً منها في زيارة المكتبات والاطلاع على المخطوطات، وذكر رحمه الله أنه زار إنجلترا وفرنسة سنة 1946، وزار الولايات المتحدة الأميركية سنة 1947 وأمضى فيها 7 أشهر بمهمة رسمية غير سياسية، حضر في خلالها بعض اجتماعات هيأة الامم المتحدة.
 
وزار الزركلي أثينا عاصمة اليونان سنة 1954، في مهمة دبلوماسية، وجعل طريق عودته منها، إلى استانبول، لزيارة بعض مكتباتها، وإلى حلب، فبيروت فالقاهرة.
 
وزار في سنة 1955 تونس مندوبا لحضور مؤتمر أقامه الحزب الدستوري فيها، وعاد منها مارا بإيطاليا، حيث بقي فيها شهرين طاف فيهما على أهم مكتباتها.
 
ثم قال رحمه الله: وما زلت سنة 1970 في بيروت، أقوم منها بين حين وآخر برحلات إلى العربية السعودية، موطني الثاني، ودمشق والقاهرة وتركيا وإيطاليا وسويسرة.
 
ويصعب لضيق المجال حصر المكتبات العامة التي زارها الزركلي واطلع على مخطوطاتها كما يتضح في ثنايا كتاب الأعلام، ولكننا نذكر بعضاً منها: مكتبة الحرم المكي بمكة المكرمة، مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة، المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة، المكتبة السعودية بالرياض، مكتبة الطائف، المكتبة الظاهرية بدمشق، مكتبة الأوقاف بحلب، دار الكتب المصرية بالقاهرة، مكتبة معهد دمياط، مكتبة الإسكندرية، مكتبة الأزهر، خزانة الكتب بالرباط، الخزانة الخالدية بالقدس، مكتبة القيروان بتونس، مكتبة مارسيانا بالبندقية، مكتبة الفاتيكان، مكتبة أمبروزيانا بميلانو، المكتبة العامة بنابولي في إيطاليا، كتبة لورانزيانا بفلورنسا في إيطاليا، مكتبة الاسكوريال قرب مدريد، المكتبة الوطنية بباريس، مكتبة الجامعة الأميركية ببيروت، مكتبة جامعة جنيف بسويسرة، مكتبة آق حصار، المكتبة السليمانية باستانبول، مكتبة مغنيسا في تركية.
 
وهنا نتوقف قليلاً للحديث عن الزركلي من خلال كتاب الأعلام، فهو للباحث المدقق يسدُّ شيئاً من النقص في معرفة جهود الزركلي وشخصيته، ويتبين لنا من الكتاب كم كان الزركلي دؤوباً على ما انتدب نفسه إليه، دقيقاً في البحث والتحقيق، وما نشره الباحثون من بعده من استدراكات وتصويبات على الأعلام لا تزيد المرء إلا إعجاباً بهذا الجهد المبارك، فهو ولا شك صنو في تاريخنا العربي والإسلامي لياقوت الحموي رحمة الله عليهما.
 
و كان الزركلي جمّاعة للكتب والمخطوطات أص


التعليقات
oguqaxaxoh
oguqaxaxoh 22 / 12 / 2021 | 10 : 31 م

http://slkjfdf.net/ - Afozejo Ujuigu iuy.yiju.islamsyria.com.afp.cl http://slkjfdf.net/