@@ ما لَمْ نُقدِّمْه للطّغاة!
تُريد الأنظمة الحاكمة أن تُحَمِّل الثّوار ومن يدعمهم - ولو بالكلمة- وزر "الكارثة" المُستقبِلَة أوديّتنا، بسبب تعنتها وإصرارها على البقاء في كراسي الحكم القائمة بإرادة المُستَعمِرين على الجماجم والدماء..
لم يؤجج صُناع الرأيّ الثّوريّ في الخارج، حرباً، لم يُؤلِبوا طائفةً، لم يُهَيّجوا عداوات، ولم يبدؤوا الثّورة ..كانوا وما زالوا، -بأقلامهم- "خَدَماً" لها، وتبعاً لإرادة الشّارع الثّوريّ، ممّا يتطابق مع العقل والمنطق، وما يَرَونَه عن بُعد من مصلحة.
لم تكن أقلام كُتّاب الثّورة، من المُخْلِصين المُنصِفين، غير "أدواتٍ"، تعكس أشعّة الضّوء المُنبثقة من قلوب الثّائِرين، ترسم بالكلمات حرارة الصّدق في دماء الشّهداء والجرحى والمعذبين، وتسجل آلام شعوبنا ومعاناتِها في سبيل الخلاص..ولا شيء غير هذا.
لم يفعل كُتَّاب الثّورة، غير أن اِصطفوا وراء شعوبِهم، وعبّروا عما تريده بكلماتهم التي لا يملكون غيرها..
لم نُقدِّم في هذه الثورة، إلا أسماءَنا ومواقِفَنا وكلِماتِنا، لم نستطع -كُتّاب الثّورة- تقديم أكثر من ذلك .. وقد أوْجَعَ الظَّالمين كثيراً، إلا أنَّ ما لم نقدِّمْه لهم في هذه الثّورة ، يُوجِعُهُم أكثر!
لم نُقدِّم للطّغاة لا مبالاتِنا، لم نُقدِّم لهم صمتَنا عن جرائِمِهم، لم نُقدِّم لهم تصديقنا كَذِبَهُم.
لم نُقدِّم لهم خذلاننا المظلومين المقهورين.
لم نُقدِّم لهم تَخلينا عن وطننا.. لمْ نَستَبِق خُطّى شعبنا، ولمْ نُمْلِّ عليه وِجهَة سيرِه، فهذه الثّورة ثورته، وهذه الجهود جهوده، وهذه الدّماء دماؤه، ونحن إنما تشرفنا بالوقوف وراءه من أجل الحَقّ الذي أخرجه ثائراً.
لم نُقدِّم للطّغاة خيانَتَنا للثّورة، بِتَرك النُّصح لكلّ من اِسْتَشرَف العمل من أجلها.
لم نُقدِّم لهم، وعلى صَوانٍ من دَعَةٍ وسأمٍ، اِنتِكاسَنا، ولا اِرتِكاسَنا، ولا نَكْثَ عهودنا، ولا اِنقلابِنا على مبادئِنا وعلى الثّورة وعلى شعبنا وعلى الحَقّ.. إذ بدا أن المحنة تلوح في أفق التآمر الدّوليّ الاِستعماريّ على شعوبنا.
لا نملك إلا كلّماتِنا، ولن نترك -بإذن الله- الكلّمة التي تَنْصُر أهل الثّورة، والكلمة التي تنصَح لهم، والكلمة التي تحكي مآسيهم، تُخفّف عنهم وتدعمهم، وتسجل بطولاتِهِم الخارقة في محاولاتِهِم الأسطوريّة.. هَدْمَ أسوار الشياطين.
لا نملك إلا كلماتِنا.. وبالكلمات سنقاتل.
بعون الله...
5.12.2011
#خواطر_في_زمن_الثورة_نوال_السباعي // الجزء الأول.
#رتقٌ_على_جراح_الثورة
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول