خلفيات فكرية -3-

 

الخوارج ظاهرة تاريخية تستحق الدراسة والتمعن من حيث ظروف النشأة وطباع الأتباع

أقول ظاهرة ؛ لأن أشكالهم في السلوك والفكر والمبادئ تتكرر في التاريخ بمثل الظروف التي نشأوا فيها أول مرة، ....

فعندما يتكبر الإنسان على الحق ويتعاظم في نفسه ليجعل من ذاته الحكم القاضي في الناس إلى الجنة والنار وذاته أيضا الفيصل لهم على الكفر والإيمان، ومن فكره الحد بين الحق والباطل ... هنا تبدأ نشأة الخوارج،.....

وعندما تنشغل القوة الحاكمة بالأولويات لتوفر قوتها فيها ؛ يقوم الخوارج ببسط قوتهم في المساحات الفارغة ويسعون في الأرض فسادا من قبيل إرهاب الناس بالقوة ، وعندما يتوفر لها المال والسلاح تغدق على ضعاف النفوس ليتبعوها وعلى ضعاف العقول ليصدقوها ...وهنا تترعرع الخوارج فلا يتبعها إلا من سد أفق عقله، وسلم قيادها للكع ابن لكع مغمور ... ولذلك فإن أمثال هؤلاء الخوارج يفعلون أفعال أصولهم فتقتل الأخيار والمخالفين لها حتى لا يكون في أرض نفوذها من يكشف عورتها ويفضح انحرافها .... 

ولهذا الكلام شواهد من التاريخ نراه يتكرر بأم أعيننا، وما هي إلا محنة يعقبها منحة بإذن الله ليميز الله الخبيث من الطيب

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين