خلفيات فكرية -2-

 

بعد انتشار وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي زاد وعي كثير من الشباب المسلم بحقيقة دينهم وظهرت عورة الشبهات الكثيرة التي ما فتئ المستشرقون وأذنابهم يرددونها وخسروا المعركة الفكرية التي قادوها ضد الإسلام ومبادئه لأكثر من مئة سنة، فانتقلت المعركة باتجاه آخر يلتبس فيه الأمر على الناس، وتتلخص معركتهم بقطع الشجر بفأس يكون نصابه من خشب الشجر نفسه، وما دامت المعركة عالمية فلا بد من بقاء الإسلام في قفص الاتهام وبقاء المسلمين وعلمائهم في موقف الدفاع عنه دون الهجوم على أعدائهم، فقامت دوائر الاستخبارات العالمية بالتعاون مع المراكز الاستشراقية باستنساخ هيئات وأشكال إسلامية متدربة تحمل فكرا خارجيا جامدا وقلبا أقسى من الحديد وشحنت لهم إعلاميا حتى صاروا معروفين في العالم كله حتى غدت هذه التنظيمات المصطنعة مركز استقطاب كل منحرف فكريا أو جاهل غيور لم يجد من ينير له الطريق فانخرط معهم ، فغدت جهودهم تنصب نحو التكفير والتصليل والاستعلاء والاستكبار في الأرض والاستهتار بدماء المسلمين حتى غدو مادة دسمة تبنى عليها الأحكام على الإسلام دوليا ، وفتنة صماء عمياء للمسلمين في بلادهم .

نعم : لقد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم بالإسلام من عند الله صافيا نقيا ... فشوهته تلك العقول المديرة والمدبرة لأتباعهم الذين يجهلون قياداتهم، وهم - أقصد الأتباع - لا يدرون بأنهم يعملون مجانا في تشويه الإسلام تماما كما يعمل ذلك النصاب الحامل للفأس بقطع الشجرة التي هي أصله.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين