خذ صراحتي في كفيك

لا أركز في كتابتي حينما أريد إبداعا، يعذبني إبداعي بل يجعلني أكتب الحرف من عمق الألم ، فأبدع و يصل حرفي إلى كل المحبين له ، لا تشكروني على إبداعي و لا على تعبي ، فلا جمال في العمل بغير تعب ، و لا تفنن في الإبداع بلا عذاب ، لا تقلقوا لكلمة عذاب مني فأنا ألطف جو الأحزان باقتدار و بغير حاجة لتدخل من أحد حتى لو كان أقرب المقربين لي ، قلمي يترجم آهاتي و أريده راقيا ، فالرقي يلطف أجواء العذاب لدي ..و يجعلني أسمو فوق كل الأتعاب و العراقيل ، دونها ورقة اعتراف و أتركني أكمل لك البقية من سيرة كفاح......لا تبك...لطفا ..أنا في هدوء تام فلا تحيرني في عنفوان صراحتي.

إعجابكم لحرفي سببه صدقي في الكتابة و لست أزكي نفسي و إنما أصارحكم السر في التألق، فإن أردت الكتابة أنفرد لوحدي في غرفتي حتى أنعزل عن كل مصدر لضجيج و لو كان خافتا ، و بذلك أقطع تواصلي بالعالم الخارجي بعد أن أكون قد أخذت حقي من أكلي و تواصلي مع الأحبة..فبرامج الوفاء واجبة لست أتخلى عنها و لكن لمن يستحق ..و أما من لا يستحق فلست أتذكر حتى اسمه ..هنا يكمن شرط الحفاظ على الرقي...اختزل كل من يريد بك تأخرا ...انس و ارم ذكرياته معك في البحر ..احذر أن تتذكره لأنك ستتألم من جديد و قد قررت المضي قدما فلا مجال لماض لن يعيد لك ما كنت تتمنى سابقا..حاضرك هو مستقبلك فامض فيه بلا تردد...تألق فالأهم هو أن تتألق..و ستتألق بإذن الله .

خذ صراحتي بين كفيك لأني سأبحر إلى عالم عال جدا لا يستطيع أحد سحبي إلى أرض الواقع لأن فيه فوضى كثيرة ، فأنا إن حلقت أعمل بكل جهدي و قوتي لأحافظ على رنة الحلاوة في كلماتي و أزينها قدر الإمكان بترنيمة ثورة انتفاضة تريد لها حرية و ليس قيدا حتى لو بدى لي باليا ، لست أرضي بأي شكل من أشكال توقف الموسيقى لدي و أنا أكتب و أنوعها بين الثائر و الهادئ حتى تتألق أحرفي على النحو الذي يرضيني و يلبي حاجتي من الاقتناع .

و إن لم اقتنع بسطر أو شعرت بخلل ما في صدقي توقفت و فكرت طويلا حتى أجد الكلمة المصححة لعثرتي و لا أمسح ما سبق لي كتابته ، فالصدق لا يتغير و لا يصحح لأنه خال من العيوب.

خذ صراحتي بين أناملك و تمتع بلحن الحقيقة التي كنت تبحث عنها ، و قد شكرتك لأنك حملت في كفيك صراحتي ربما لأنها أروت عطشك من الشرود و ربما لأنها لبت لديك حاجتك من معرفة ما تخبئه النفس من أسرار و ربما أردت أن تتعلم كيف تصبح مبدعا..

لن أعقب عن رغبتك ، فأنا بالنسبة لي الإبداع ولد من كفاحي..و هي صراحتي ، أما أنت فلربما إبداعك سيولد بسبب آخر و لكل منا سبب يجعله يبدع في مجال ما ،و ليس الكتابة فقط.

أبقى فخورة جدا أن لي قلم يترجم صراحتي لتصل بين أيديكم...فأتمنى أن تعجبكم لأستمر فيها.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين