بسبب الأثرة والإيثار انهارت صحبة كانت وثيقة جداً، أو هكذا توهمت!
خابت ظنونُك بي والسمعُ والبصرُ= إذْ خِلتني المرء بالإيماءِ يأتمرُ
وخِلتَ نفسك أستاذي أدينُ له = بالسمعِ طوعاً بما تبغي وما تذر
تنهى وتأمر في قولٍ تزخرفه = يَزينه السبكُ والتلفيق والغرر
وربَّما اخترتَ صمتاً كلُّه طلبٌ = وهو الغرور الذي يَبدو ويستتر
وخِلت كِبرك إيماناً وتَكرمةً = وأسوأ الكبر ما التقوى له أُزُر
وربما سَفِه الإنسان من نسب = واسم له والسَّفاه المَيْنُ والأشر
وربما اغتالت الأهواء صاحبها = كعاشق السمِّ إذ يحسوه ينتحر
ومن وقى نفسه منهن معتصماً = بعروة الله مسعود ومنتصر
***
وخلت صحبك أتباعاً وحاشيةً = وهم مطيعوك إن غابوا وإن حضروا
عليهمُ واجباتٌ أنت تفرضها = وما عليك لهم وِرْدٌ ولا صدر
بل خلتهم ضفروا غالي محبتهم = إياك تاجاً عليه تبسم الدرر
وقلت نشوان إني قد أذنت لهم = أن يلبسوا هامتي التاج الذي ضفروا
***
أخي الذي كان في قلبي هُبوبَ شذاً = وكان روضة خصبٍ رشَّها المطر
كيف انتهى أمرنا من بعد روعته = إلى قفارٍ فلا ماءٌ ولا شجر
إليك بعض الذي عانيته زمناً = ولم يردَّك لا حقِّي ولا الحذر
إذا مرضنا وجدنا في عيادتكم = حقاً علينا ينادينا فنبتدر
وتغضبون ويبقى الحلم مأرِزَنا = "وتُخطئون فنأتيكم ونعتذر"
وذاك أنَّ غرور الكبر يحكمكم = ونحن يحكمنا الإيثار لا الأَثَر
***
خابت ظنونك بي من سوئها وأنا= خابت ظنونيَ لـمّا حصحص الخبر
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول