حوار مع الأستاذ محمد عدنان كاتبي

بسم الله الرحمن الرحيم

1ـ اسمي: محمد عدنان كاتبي بن عمر كاتبي، ولدت في حي الكلاسة في الحادي والعشرين من شهر آذار عام: 1950م ، في أسرة مستورة الحال، فوالدي فقد والده وهو لم يتجاوز السنتين من عمره، فنشأ يتيماً، لكن والدته أصرت على تعليمه قراءة القران الكريم ومبادئ القراءة والكتابة والعلوم الشرعية، في مكتب الشيخ عبدو خوجة ثم في مكتب الشيخ أحمد المصري، وانصرف للعمل في مهنة النجارة، وشب كما يشب أبناء جيله، إلى أن هيأ الله له سبيل الهداية والعلم على يد شيخه الشيخ عبد الوهاب سكر، الذي قدم إلى حي الكلاسة مدرساً ومرشداً في منتصف الأربعينيات من القرن المنصرم، فأعجب به وبعلمه وأخلاقه فأحبة وصحبه، وترك كل أصحابه من شباب الحي، وتأثر بعلمه وأخلاقه، وامتدت هذه الصحبة لأكثر من خمسين سنة، إلى أن توفي الشيخ رحمه الله، عام: 1986ميلادية، فحزن عليه الوالد رحمه الله حزناً رافقه مدى حياته، وما يزال كلما أراد الحديث عن أي موضوع يردد هكذا قال الشيخ عبد الوهاب، كذلك حدثنا الشيخ عبد الوهاب. 

وقد كانت لصحبة والدي الشيخ تأثيراً مباشراً وكبيراً على حياة الأسرة بصورة عامة، وعليّ شخصياً بصورة خاصة، فهو رحمه الله مع بعض علماء حينا الذين أشاروا على والدي أن يرسلني إلى المدرسة الخسروية لطلب العلم الشرعي، ثم عنايته الخاصة بي مدة طلبي للعلم في المدرسة الخسروية وبعدها. 

وكانت أسرتنا كبيرة، مؤلفة من تسعة أشخاص أربعة ذكور وثلاث بنات ووالدي ووالدتي، وكان والدي يسعى في إعالتها بكل جهد من خلال عمله نجاراً في منشرته وكان ـ رحمه الله ـ يكرر على مسامعنا هذه الجملة (يا أولادي لا تسامحوني إن أطعمتكم لقمة بالحرام)

أما والدتي فهي شكرية ابنة الحاج محمد خير برادعي (تاجر الجوخ والأغباني) بين حلب ومكة المكرمة، وقد ورث عنه هذه الصنعة ابنه الوحيد خالي الحاج رشيد برادعي، فكان له دكان كبيرة في سوق الجوخ، وقد وعيت هذا، وكنت أزوره في هذه الدكان ـ رحمهم الله جميعاً،

2 ـ تزوجت عام: 1979م كريمة الحاج محمد رياض عيدو ـ رحمه الله تعالى ـ ولي منها ثمانية أولاد ذكور وابنتان هما: وكلهم والحمد لله متعلمون مرضيون ناجحون في حياتهم وأعمالهم.

3ـ درست المرحلة الابتدائية في ثلاث مدارس فالصف الأول والثاني كانا في مدرسة اليرموك القديمة في حي الكلاسة، والصف الثالث والرابع كانا في مدرسة الوحدة العربية في حي الجلوم أما الصف الخامس والسادس فقد درستهما في مدرسة صلاح الدين الصباغ، وكانت قد أنشئت حديثا في منطقة (تلة السوداء) أمام باب قنسرين. 

أما أهم من أثر في تكويني العلمي في هذه المرحلة فهما اثنان من خيرة المعلمين فقد غرسوا في كل المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية وهما الأستاذ نديم قصير، والأستاذ عبد الكريم فتال رحمهما الله تعالى.

وكنت وقبل أن أدخل المدرسة الابتدائية قد تعلمت قراءة القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة، وختمت المصحف قراءة وحفظت الأجزاء الأخيرة منه عند الشيخ محمد مطر والشيخ محمود جليلاتي ـ رحمهما الله تعالى ـ وقد أقام لي والدي رحمه الله حفل (نشيدة) كبيراً ـ ذكرت تفاصيله في كتابي (التعليم الشرعي ومدارسه في حلب في القرن الرابع عشر) 

أما المرحلة الإعدادية والثانوية فقد أمضيتها في المدرسة الخسروية (الثانوية الشرعية)، ويرجع الفضل في دخولي إلى المدرسة الخسروية إلى الوالد ـ رحمه الله ـ ثم إلى صديقه الشيخ عبد الوهاب سكر، ثم إلى شيخيّ حي الكلاسة؛ الشيخ محمود أحمد ميرة، والشيخ عبد الرحمن كرام رحمهم الله جميعاً .

وفي المدرسة الخسروية أكرمني الله بالأخذ عن كبار علماء حلب في ذلك العصر أمثال: الشيخ محمد نجيب خياطة، الشيخ محمد السلقيني، والعلامة الشيخ عبد الله سراج الدين، الشيخ عبد الوهاب سكر، الشيخ محمد أديب حسون، الشيخ محمد الحكيم، والشيخ محمد زين العابدين الجذبة، الشيخ محمد أبو الخير زين العابدين، والشيخ طاهر خير الله، والشيخ أحمد قلاش، والشيخ بكري رجب، والعلامة الشيخ عبد الرحمن زين العابدين، وغيرهم من الشيوخ الأفاضل.

أما أهم من تأثرت بهم من شيوخي هؤلاء في هذه المرحلة فهم الشيخ عبد الوهاب سكر، والشيخ عبد الرحمن زين العابدين، والشيخ محمد نجيب خياطة، والشيخ محمود أحمد ميرة، الذي أولاني من عنايته ووقته الشيء الكثير، وقرأت عليه عدداً من كتب النحو، وأنا في المرحلة الإعدادية رحمهم الله تعالى. 

في عام: 1969م، حصلت على الثانوية الشرعية وسجلت في كلية الشريعة والقانون من جامعة الأزهر مستمعاً، وأعدت دراسة الثانوية الفرع الأدبي في مدرسة التعاون الخاصة، وحصلت عليها عام: 1970م، وانتسبت إلى كلية الآداب فرع اللغة العربية، وكانت تسمى كلية اللغات 

وفيها التقيت بعدد من الأساتذة تلقيت عنهم العوم العربية وأهم من تأثرت به من أساتذة الجامعة: الدكتور فخر الدين قباوة والدكتور بكري شيخ أمين، والدكتور عبد الكريم الأشتر. 

وتخرجت في كلية الآداب، عام: 1975م، وانتسبت إلى كلية التربية في جامعة دمشق، وحصلت منها على دبلوم التأهيل التربوي ودبلوم الدراسات العليا التربوية اختصاص (الصحة النفسية عند الأطفال والمراهقين) ثم سجلت على الماجستير ولكن أحداث عام: 1979م وما بعدها حالت دون إتمامي الدراسة في كلية التربية في دمشق. 

وبعد المرحلة الجامعية وأداء الخدمة العسكرية تفرغت للحضور على شيخنا الشيخ محمد زين العابدين الجذبة، وقراءة كتب الفقه والحديث في بيته، وحصلت منه على خمس إجازات بكل مروياته ومسموعاته عن شيوخه، ثم جمع لي هذه الإجازات بإجازة واحدة مفصلة، رحمه الله 

وصحبت الشيخ أحمد سردار الذي عرفني به الأخ الأستاذ محمد صلاح خياطة بن شيخنا الشيخ محمد نجيب خياطة ـ رحمه الله ـ ولزمته في المكتبة الوقفية، وتأثرت به في الصبر على القراءة والمطالعة وكتابة التراجم، وقد وجدت في المكتبة الوقفية ضالتي من الكتب في مختلف العلوم والفنون، فرحت اغترف منها قدر المستطاع وقد أجازني الشيخ أحمد سردار بكل مروياته ومؤلفات وأسانيده إجازة عامة سجلها في كتاب أهدانيه.

كما تأثرت تأثراً كبيراً بشيخنا الشيخ أحمد قلاش، وقرأت عليه عدداً من كتب النحو والبلاغة، وصحبت شيخنا الشيخ محمد درويش خطيب وحصلت منه على إجازتين في الحديث الشريف، وفي تركيا التقيت الشيخ مجد مكي، وسمعت منه فصولاً من كتاب (جياد المسلسلات في علوم الحديث) للسيوطي ثم أجازني به وبكل مؤلفاته.

4ـ الأعمال العلمية والدعوية في مجال الإمامة والخطابة والتدريس. عملت بفضل الله في هذا المجال الأعمال التالية:

1- إماما ًوخطيباً في عدد من مساجد حلب وجوامعها.

2- مدرسا دينيا في الجامع الأموي الكبير، وفي جامع الرحيمية، وجامع حسان بن ثابت، وجامع أبي أيوب الأنصاري (الشيط)، وغيرها.

3- مدرساً لمادة اللغة العربة في عدد من ثانويات مدينة حلب 

4- مدرساً لمادة السيرة النبوية في المدرسة (الخسروية)، الثانوية الشرعية بحلب. 

5- مدرساً في الثانوية الشرعية في مدينتي اعزاز وعفرين 

6- أمين المقتنيات الأثرية وقاعة العرض في المكتبة الوقفية في حلب.

7- مفتش المعاهد الدينية في مديرية الأوقاف في محافظة حلب.

8- معاون مدير التعليم الشرعي في مديرية الأوقاف في محافظة حلب.

5ـ المؤلفات والأبحاث 

1- كتاب: (تاريخ الإفتاء في حلب الشهباء)، صدر عن دار التراث في حلب، عام: 2003 م، وقد هذبته ونقحته وأعدت تسميته وأضفت عليه أبحاثاً وأعلاماً جديدة بما يقارب مئة وعشرين صفحة، وسميته (الإعلام عمن تولى إفتاء حلب من الأعلام ) وأرجو الله أن ييسر لي طباعته.

2- كتاب: (ديوان العلامة الشيخ محمد جميل العقاد مع دراسة عن حياته وشعره)، صدر عن دار فصلت في حلب، عام: 2003 م.

3- كتاب: (علماء من حلب في القرن الرابع عشر - الجزء الأول)، صدر عن مكتبة الرضوان بحلب، عام: 2008 م.

4- كتاب: (التعليم الشرعي ومدارسه في حلب في القرن الرابع عشر الهجري)، صدر عن جامعة حلب، عام:2007 م. 

وقد أعدت مراجعته وأضفت اليه أبحاثاً جديدة ، وأرجو الله أن ييسر لي طباعته

5- كتاب: (رمضان منهج متكامل في تربية الفرد وبناء المجتمع)، صدر عن مطبعة اليرموك بحلب، عام 2010 م.

ولي كتب وأبحاث مخطوطة أرجو الله أن يعينني على طبعها ونشرها منها :

1- (علماء من حلب في القرن الرابع عشر) الجزء الثاني 

2- (الإعلام عمن تولى إفتاء حلب من الأعلام)

3- (سلاسل الذهب من الأسر العلمية التي تزينت بها حلب).

4- (الحج مدرسة في التربية).

5- (المدرسة الخسروية مدرسة بنيت بحق لا إله إلا الله).

6- (الجامع الأموي بحلب تاريخ وحضارة).

7- (المدارس العثمانية في حلب).

8- (الشيخ عبد الفتاح أبو غدة وعنايته بكتب التربية، رسالة المسترشدين نموذجاً)

9- (مساجد حلب ودورها في الدعوة إلى الله).

10- (المكتبات الإسلامية في حلب).

النشاطات العلمية والجمعيات والندوات التي شاركت فيها 

1- عضو الجمعية السورية لتاريخ العلوم عند العرب في حلب.

2- عضو جمعية الجغرافيين السوريين في حلب.

3- عضو رابطة العلماء السوريين.

4- عضو مجلس إدارة جمعية دار الهجرة السورية في بورصة. 

5- رئيس مكتب الإصلاح الأسري في مدينة بورصة التركية

6- أمين سر مجلس مشايخ بورصة وأمين لجنة الفتوى فيه

7- أنشأت في مدينة بورصة التركية معهداً لتحفيظ القرآن الكريم والعلوم الإسلامية والعربية، لأبناء الإخوة السوريين المهاجرين، عام: 2013م، وما يزال المعهد قائماً إلى اليوم. 

8- شاركت في عدد من الندوات العلمية والفكرية في حلب وغيرها منها:

• الندوة الدولية الحادية عشرة للمكتب الدائم لاتحاد جمعيات المكتبات في بلاد الشام التي أقامها الاتحاد بالاشتراك مع الأمانة العامة لاحتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية ومديرية الثقافة بحلب وجمعية المكتبات والمعلومات الأردنية وجمعية العاديات والجمعية السورية للمكتبات والوثائق بعنوان (دور المكتبات والتوثيق في الثقافة الإسلامية) في المركز الثقافي بحلب عام: 2006م.وقد قدمت فيها بحثاُ عن المكتبات الوقفية في حلب. 

• الندوة التي أقامتها احتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية، بعنوان: (العلامة الشيخ محمد جميل عقاد)، في المركز الثقافي في حلب، سنة: 1427هـ ـ 206م.

• الندوة التي أقامتها احتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية، بعنوان، (الحركة العلمية والأدبية في حلب زمن الأيوبيين)، في جامعة حلب، سنة: 1428هـ ـ 207م.وقدمت فيها بحثاً دور العلماء والمفتين في الحياة الاجتماعية زمن الدولة الأيوبية 

• الندوة التي أقامتها جامعة حلب بمناسبة افتتاح كلية الشريعة، بعنوان: (جهود علماء حلب في خدمة العلوم الإسلامية)، سنة: 1428هـ ـ 2007م.وقدمت فيها بحثاً عن آل الزرقا 

• الندوة التي أقامتها جامعة حلب، بالاشتراك مع جامعة (غازي عنتاب)، في تركيا بعنوان: (الأوقاف الإسلامية في حلب وغازي عنتاب) عام: 2009م

• الندوة التي أقامتها مديرية الأوقاف بحلب، في المكتبة الوقفية بعنوان: (التوعية الصحية حول مرض السل ودور العلماء المسلمين فيها)، عام: 2010م.

• الندوة التي أقامتها مديرية الأوقاف بحلب، في قاعة المحاضرات بجامع الإيمان بعنوان: (الأخلاق الإنسانية وعلاقتها بالعقيدة)، عام: 2011م.

• ورشة العمل التي أقامتها مديرية الأوقاف بحلب، بالاشتراك مع بعض الجمعيات الأهلية بعنوان: (الإعاقة الجسدية ودور المجتمع الإسلامي برعايتها) عام: 2011م.

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين