حقوق الوالدين

اعْلَمْ - هَدَاكَ اللهُ - أَنَّ لِوالِدَيْكَ حقوقاً واجبة عليك:

1 - أطع والديك دائماً واطلب رضاهما، فقد قال رسول الله : «رضا الرَّب في رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما» [رواه البخاري في الأدب المفرد موقوفا من كلام عبد الله بن عمر، والطبراني في الكبير مرفوعاً].

 

٢- إذا وصل أبوك أو أُمُّكَ سِنَّ الكِبَرِ فَصَاحِبُهُما بالمعروف واخدمهما، وقم بكفايتهما إن احتاجا، وتَعَهَّدْهُما بالبر والهدايا إن استغنيا، وتَذَكَّرُ خِدمَتَهُما لكَ، وَإِنْفَاقَهُما عليك حينما كنت صغيراً. وإِيَّاكَ أنْ تُعْلِظَ لَهُما القول، أو ترفع صوتك عليهما، وتذكَّر قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً، إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ، ولا تَنْهَرْهُما، وقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً} سورة الإسراء: الآية: 23.

 

٣- كُنْ لَيِّن الجانب معهما، مُبتسماً فِي وُجُوهِهما، واختَرْ أَجْمَلَ القَوْلِ وَأَلْطَفَ الكلام في أثناء حديثك معهما، كما قال تعالى: {واخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ، وقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}. سورة الإسراء: الآية: 24.

 

٤- انتقِ مِن كلامك وأخباركَ ما يَسُرُّهُما، واحرص على راحتهما ورضاهما، وإياك أنْ تُحْدِثُ مَعَ إِخْوَتِكَ مَشَاكِلَ صبيانية تُزْعِجُهُما.

 

5 - لا تتقدم على والديك في السَّيْرِ، وقَبَلْ أَيْدِيَهُما، واطلب دُعاءَهما ورضاهما، ولا سيما أُمُّكَ، فَالْجَنَّةُ تحت أقدام الأمهات. جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحابتي؟ قال : «أُمُّك» قال : ثم مَنْ ؟ قال: «أُمُّك» قال: ثم من؟ قال: «أُمُّك» قال: ثم من؟ قال: «أبوك». [رواه البخاري ومسلم، من حديث أبي هريرة].

 

٦- إذا كَبِرْتَ وَتَزَوَّجْتَ فَاحْذَرْ أَنْ تُفَضَّلَ زوجتك وأولادك على والديك... ولكن ليس مِنَ الحقِّ أنْ تُؤْذِيَ زوجتك أو تُضيع حقوقها إرضاءً لوالديك.. فَلَكَ حَقٌّ وواجب، والمؤمن العاقل مَنْ مَشَى بين الحقين على صراط مستقيم. واعلم بأنَّ أولادك سوف يُعامِلُونَكَ بِمِثْلِ ما عاملت به والديك. إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، جزاء وفاقاً.

 

7- قِفْ أمامَ والديك بأدبٍ واحترام، واطلب الدعاء منهما، وسلِّم عليهما قبل ذهابك للمدرسة، وعند عودتك منها. وإياك والإساءة إليهما وإغضابهما، فدعاء الوالدين مستجاب بالخير والشر:

أغضب ولدٌ أُمَّهُ، وآذاها أذى شديداً، فَدَعَتْ عليه أن يموت ويحملوه على الدابة..

فخرج الولد لا يبالي. وفي الطريق ضربته دابة على قلبه، فوقع ميتاً، وحَمَلُوهُ إلى البيت على الدابة. كما دَعَتْ عليه أمه!..

اجْتَنِب سَبَّ الأولاد فيسبوك، قال رسول الله : «من الكبائر شَتْمُ الرَّجُلِ والديه»، قالوا: يا رسول الله، وهلْ يَسْتمُ الرّجلُ والديه؟! قال: «نعم، يَسُبُّ أبا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أباه، ويَسُبُّ أُمَّهُ فيسب أمه» [أخرجه مسلم، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص].

 

٩- لا تتأخر عن تلبية والديك وإجابتهما فوراً، وامتثال أمْرِهِما ولو كنت تصلي ناقلة، فإجابة طلبهما أَلْزَمُ وأَحَقُّ.

 

١٠ - إنَّ من برِّ الوالدين إكرامَ أقاربهما أو صديقهما ولو بعدَ مَوْتِهِما، قال رسولُ اللهِ : «أَبَرُّ البرِّ أَنْ يَصِلَ الرَّجُلُ وُدَّ أبيه» [أخرجه مسلم].

 

١١ - لا تبخلْ على والديكَ، ولا سيما إن احتاجا، فقد قدَّمَا لك حياتَهما ومالهما، وسَهِرا على راحتِك، وبذلا جُهْدَهما في سعادَتِكَ.

جاء رجل إلى بعض الصالحين فقال: إنَّ أمي خَرِفَت عندي، فأنا أُطْعِمُها بيَدَيَّ، وأسقيها بيدي، وأحملها على

عاتقي، فهل جازيتُها حقها؟. قال: لا، ولا واحداً من مئة. قال: ولم ؟!. قال: لأنها كانت تَخْدُمُكَ مُريدةً حياتك، وأنت تَخْدُمُها تُرِيدُ مَمَاتَها... ولكنك قد أَحْسَنْتَ.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين