حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية

التقديم للبحث:

فإنَّ الله الحكيم قدَّر أن نعيش في هذا العصر، الذي شهد تحكم الجاهلية في أقطار العالم، وشهد نجاح الكفار والأعداء في القضاء على الخلافة الإسلامية، وتمكنهم من إقصاء الإسلام عن الوجود الفعلي الصادق المؤثر في مجتمعات المسلمين، والذي شهد "غزواً صليبياً كافراً، من دول الكفر ضد المسلمين ونجاح هؤلاء الأعداء في السيطرة على بلاد المسلمين، وتغريب أبناء المسلمين وإبعادهم عن الالتزام الحقيقي بهذا الدين إلا من رحم الله من الصالحين الصادقين الثابتين.

 

وقد ابتلانا الله بأن جعلنا نعيش في هذا العصر الذي شهد "بعثاً يهودياً" عالمياً، وهجمة يهودية على الأرض المقدسة، حيث تمكن اليهود من إقامة دولة وكيان لهم على أرض فلسطين، ويطمعون في السيطرة على كامل الأرض المقدسة المباركة، الواقعة بين النهرين الإسلاميين: النيل والفرات.

 

إن من ينظر إلى اليهود بمنظار القرآن، لن يخدع بهم أبداً، وإن الذي يتزود في جهاده لليهود بزاد القرآن، لن يمل من الجهاد أبداً، وإن الذي يتعامل مع القضية الفلسطينية على أساس حقائق القرآن، لن يتخلى عنها، ولن يتنازل عن شبر منها، ولن يفاوض اليهود ولن يصالحهم عليها.

 

إننا نريد لقومنا وأهلنا وإخواننا أن يرجعوا إلى حقائق القرآن، وأن يتزودوا منه، وأن يستنطقوه، وأن يهتدوا به، وأن يتحركوا به، وعندها يكونون قد بدأوا السير خطوات ثابتة، في طريق الجهاد اللاحب الطويل، الذي يقود إلى النصر، وينتهي إلى إزالة كيان اليهود على أرض فلسطين، ويحقق تحرير كل فلسطين من البحر إلى النهر، ومن رفح إلى الناقورة.

 

لقد قدمت مساهمة سابقة متواضعة في التعريف بأعدائنا اليهود، على هدي آيات القرآن، حيث نشرت قبل سنوات كتاب الشخصية اليهودية من خلال القرآن: تاريخ وسمات ومصير.

ثم نشرت عدة مقالات في مجلة " فلسطين المسلمة، خلال ثلاث سنوات تحت عنوان: حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية.

ثم رأى الإخوة الكرام: أسرة تحرير مجلة «فلسطين المسلمة» إصدار هذه المقالات المسلسلة المتتابعة في كتاب ليسهل على القارئ متابعتها وقراءتها، ولتكون مجموعة أمامه . لها العناوين الجانبية، فجاءت على هذه الصورة. فأثنيت على رأيهم، وأعدت قراءة هذه المقالات ونسقت بينها، وجعلت بدأت هذا الكتاب بالكلام عن الأرض المباركة والأرض المقدسة، كما عرضتها آيات القرآن. ثم تكلمت عن التاريخ الإسلامي لفلسطين، منذ إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وبينت أن إبراهيم عليه السلام هو أول من بني المسجد الأقصى، في القدس، وأن أنبياء وملوك بني إسرائيل أقاموا في فلسطين حكماً إسلامياً، وليس يهودياً، وأن دولة داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام في فلسطين كانت دولة إسلامية، ولم تكن دولة يهودية.

ثم تحدثت عن موقفنا من التاريخ السابق لبني إسرائيل، ودعوت الى تبني التاريخ الإسلامي الصالح، لأنبيائهم ومؤمنيهم وصالحيهم، واعتباره "عمقاً" لتاريخنا، وإلى محاربة تاريخهم السيء، الذي يقوم على البغي والعدوان.

ثم عرضت آيات قرآنية في ثلاث سورة آل عمران، والأعراف والإسراء. ولاحظت من تلك الآيات حديثها عن سنة ربانية، قررها الله على اليهود، وطبقت هذه الآيات على الكيان اليهودي المعاصر، المقام على أرض فلسطين، واستخلصت من حقائقها أن مستقبل هذا الكيان مظلم، وأن اليهود يسيرون بخطى سريعة، نحو حتفهم وهلاكهم وذبحهم.

وكانت الوقفة طويلة أمام آيات سورة الإسراء، التي تتحدث عن إفسادين كبيرين لليهود .

وقد رجحت على هدي تلك الآيات من سورة الإسراء - أن إفساد اليهود الأول كان في المدينة والحجاز، قبيل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي أزال مع أصحابه الكرام إفسادهم الأول، كما رجحت على هدي تلك الآيات - أننا نعيش الإفساد الثاني لليهود، وسجلت الأدلة على ذلك من الآيات.

 

تحميل الملف