حسن حنفي والإسلام الشيوعي

توفي يوم الخميس الماضي أستاذ الفلسفة المصري الدكتور حسن حنفي.. وقد نعاه من يسمّون بالتنويريين.. ونعتوه بالفيلسوف والمفكر الإسلامي الكبير.. فهل كان الرجل إسلامياً حقاً أم إن هناك من يُريد تنويم عقولنا مغناطيسياً بمخرقات لفظية وألاعيب فكرية أشبه بألاعيب المشعوذين..

حسن حنفي كان يصف نفسه بأنه مفكر إسلامي يساري، وحاول أن يزاوج الشيوعية العلمانية بالإسلام فخرج من ذلك مسْخٌ فكري لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.. وسيتبين معَنا ممّا سننقله من بعض كتبه أنه لا يمكن أن يكون مؤمناً بالإسلام الذي نعرفه، بل له إسلامه الخاص الذي باين به المسلمين جميعاً..

فانظر إليه كيف يرى الله سبحانه:

(فالله عند الجائع هو الرغيف، وعند المستعبد هو الحرية، وعند المظلوم هو العدل، وعند المحروم عاطفياً هو الحب، وعند المكبوت هو الإشباع، أي إنه في معظم الحالات صرخة المضطهدين، والله في مجتمع يخرج من الخرافة هو العلم، وفي مجتمع آخر هو التقدم، فإذا كان الله هو أعز ما لدينا فهو الأرض، والتحرر، والتنمية، والعدل، وإذا كان الله هو ما يقيم أودنا وأساس وجودنا ويحفظنا فهو الخبز، والرزق، والقوت، والإدارة، والحرية، وإذا كان الله ما نلجأ إليه حين الضر، وما نستعيذ به من الشر فهو القوة والعتاد، والاستعداد، كل إنسان وكل جماعة تسقط من احتياجاتها عليه، ويمكن التعرف على تاريخ احتياجات البشر بتتبع معاني لفظ “الله” على مختلف العصور) من كتابه التراث والتجديد – ص 113

فالله عنده هو الرغيف أو العلم أو التحرر أو التنمية.. تعالى الله عما يقول علواً كبيراً..

وليس الله عنده إلا الإنسان الكامل فاقرأ واعجب (ويعبر لفظ الإنسان الكامل عن علم التوحيد وعلم التصوف معاً، فمع أن علماء أصول الدين يتحدثون عن الله ذاته وصفاته وأفعاله فإنهم في الحقيقة يتحدثون عن الإنسان الكامل، فكل ما وصفوه على أنه الله إن هو إلا إنسان مكبر إلى أقصى حدوده) التراث والتجديد – ص 126

الله إنسان مكبّر؟؟؟!!! هذه هي الفلسفة الإسلامية..

ويقول عن التوحيد: (ومن ثم فتوحيدنا هو لاهوت الأرض، ولاهوت الثورة، ولاهوت التنمية، ولاهوت النظام، ولاهوت التقدم، كما هو الحال في العديد من الثقافات المعاصرة في البلاد النامية التي نحن جزء منها) التراث والتجديد – ص 139

تلك هي حقيقة التوحيد لمن لا يعلم

طيب فلنسأل الفيلسوف الإسلامي: هل تؤمن بقدسية القرآن والسنة ولنسمع جوابه: (نشأ التراثُ من مركزٍ واحدٍ وهو القرآن والسُّنّة، ولا يعني هذان المصدران أيّ تقديس لهما أو للتراث بل هو مجرد وصف لواقع) التراث والتجديد – ص 154

إذاً القرآن والسنة ليس لهما أية قدسية عند الفيلسوف الإسلامي بل هما مجرد وصف للواقع فماذا بقي من الإسلام؟؟

أما عن أحكام الشريعة وتكليفاتها فيقول: (الواجب أول الأحكام الخمسة: الواجب والحرام والمندوب والمكروه والمباح فهي ألفاظ توحي بأن الإنسان ما هو إلا آلة للتطبيق وأنه فاقد حريته، في حين أن التعبير بألفاظ أخرى مثل الطبيعة والانطلاق والازدهار ففيها تأكيد للذات وإثبات لحريتها وتحقيق وجودها) التراث والتجديد – ص 118

فالأحكام والتكليفات الشرعية تجعل من الإنسان آلة لتطبيقها وتُفقده حرّيته ويجب طرحها جانباً وأن نستبدل بها (الطبيعة والانطلاق والازدهار) كما يقول وهو مع ذلك مفكر (إسلامي) وليضرب العقل رأسه بالحائط.

أما عن المرأة والحجاب فيقول: (سيادة التصور الجنسي للعالم، البداية بالحجاب وعدم الاختلاط، والأمر بغض البصر، وخفض الصوت، وكلما ازداد الحجاب ازدادت الرغبة في معرفة المستور، والدعوة السياسية الاجتماعية أرحب وأوسع من هذا التصور الجنسي للعلاقات الاجتماعية، ولماذا يصنف المواطن إلى رجل وامرأة؟ ولماذا ينظر إلى الإنسان باعتباره ذكراً أم أنثى؟ إن تأكيد النظرة الإنسانية أو الإعلان عن الثورة السياسية من شأنه إحداث ثورة في السلوك الفردي دونما حاجة إلى التصنيف الجنسي للمواطنين، خاصة وإن كان لا يدل على فضيلة بل يدل على رغبة جنسية مكبوتة أو حرمان جنسي في حالة من التسامي والإعلاء) التراث والتجديد – ص 42

فانظر يا رعاك الله كيف ينتكس العقل عندما يمشي المنطق على رأسه ويفكر بقدميه ليصبح الحجاب داعية للفجور بالرغبة في كشف المستور.. فما الذي يدعو إلى العفة إذاً ؟؟.. لا بد أنه التهتك والتعري عند أنبياء التنوير!!!!.. ثم يتساءل: لماذا نصنف الناس إلى رجل وامرأة ؟؟.. فكيف نصنفهم إذاً أيها الفيلسوف الإسلامي؟؟ وهل تستقيم الحياة بدون ذلك التصنيف والله سبحانه يقول: (الرجال قوامون على النساء).. والله إن المرء ليُصاب بالغثيان عندما يُضطّر إلى نقل هذه القاذورات الفكرية بأسلوبها الركيك ولغتها المنحطة ولكن ماذا نصنع وفينا من يعبد هذه الاصنام؟؟!!

وبعد، فهذه نقول سريعة من كلام الرجل.. فهل يجوز بعد هذا وصفه بالإسلامي وأن ينعاه شيخ الأزهر؟؟!! وهل يسوغ في عقل أو يستقيم في منطق هذه المزاوجة العجيبة بين الإسلام العظيم والشيوعية الملحدة؟؟!!

أيها المُنكح الثريّا سهيلاً … عَمرَك الله كيف يلتقيانِ

هي شامية إذا ما استقلّت … وسهيلٌ إذا استقلّ يماني

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين